نصائح خالدة للتعامل مع الإهانات والسخرية
يوجد عدة أوجه للإهانات؛ فقد تكون إهانة جسدية مثل الضرب أو الصفع أو البصق، ولكن عادةً ما تكون لفظية سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة؛ ومن الأمثلة على الإهانات اللفظية غير المباشرة النكات والتعليقات الساخرة والإطراء المضطرب والتقليد والانبهار الزائف. قد تحل تعبيرات العين والوجه محل الكلام؛ مثل التحديق باستهتار أو التحديق الثابت أو الابتسامة المزيفة أو المبالغ فيها، وقد تُعتبر رفعة الحاجب في بعض الأحيان إهانة لفظية بناءً على نية الشخص ودوافعه.
يدل كل ما سبق على أشكال الإهانات التي قد يتعرض لها الإنسان، لكن الإهمال أيضًا نوع من أنواع الإهانات بل قد تكون الأكثر شيوعًا، مثل تجاهل دعوة شخص لمناسبة ما أو تجاهل الاحتفال بالمناسبات الخاصة مثل ذكرى الميلاد أو عدم التجاوب مع الإيماءات الودية مثل التواصل البصري الأساسي.
إذًا ما هي الطريقة المناسبة للتعامل مع كل هذه الإهانات؟
1. الغضب
هذا هو أضعف الحلول الممكنة لثلاثة أسباب رئيسية: إنه يوضح اهتمامنا لأمر الإهانة والمهين، تشير إلى صحة الإهانة، وأخيرًا أن هذا الأمر يزعجنا ويؤذينا؛ مما قد يؤدي إلى مزيد من الإهانات.
2. القبول
قد تبدو استجابة ضعيفة جدًا ولكن في أكثر الحالات هي الأقوى تأثيرًا، يجب أن نفكر في ثلاثة أمور عندما نتعرض للإهانة؛ هل هي إهانة حقيقية ومن المهين ولماذا يهيننا، إذا كانت الإهانة صحيحة أو حقيقية إلى حدٍ ما؛ فإن الشخص الذي أهاننا واقعي ودوافعه تستحق الاهتمام لأنها ليست إهانة بل كشف عن الحقيقة، والأهم من ذلك أنها قد تكون مهمة لنا، لذا دائمًا ما نتلقى هذا النوع من الإهانات من المعلمين والوالدين وأعز الأصدقاء.
بشكل عام؛ يجب عليك أن تفكر في الإهانة وتتعلم بقدر الإمكان منها في حال كان المهين شخص تحترمه، أما إذا كنت لا ترى أن المهين جدير بالاهتمام؛ فليس لديك سبب للشعور بالإهانة مثل عدم اكتراثك لإهانة طفل، لذلك لا تهتم بالإهانة إطلاقَا مهما كان الأمر.
3. رد الإهانة
يوجد العديد من المشكلات في رد الإهانة حتى الردود الذكية، أولًا يجب أن تكون في غاية الذكاء، ثم يجب أن تُرد في اللحظة المناسبة؛ لكن حتى لو كانت ردودك حادة فلا يُفضل أن تكون هذه الوسيلة المثلى للدفاع عن النفس. تكمن المشكلة الحقيقية في هذه الوسيلة أننا نميل إلى مساواة أنفسنا بالمهين ورفعه إلى مستوانا وتقليل أنفسنا إلى مستواه؛ فهذا الأمر سيمنحه المصداقية، لذلك يجب استخدام هذه الوسيلة مع الأصدقاء للتعبير عن المرح والمزاح، كما يجب اتباعها بالتربيت على الكتف أو ما إلى ذلك لنشير أن ما قيل ليس إلا من أجل المرح.
4. الفكاهة
تُعتبر الفكاهة استجابة فعَالة لثلاثة أسباب: لأنها تقلل من شأن الإهانة وتزيل الحواجز بين الناس إذا كانوا متواجدين في المكان نفسه وتخلق نوعًا من التوتر للمهين. هذا مثال على الاستخدام المناسب للفكاهة؛ بصق لينتولوس على خصمه رجل الدولة الروماني والفيلسوف كاتو الأصغر بعدما أنهوا الرق، فقال كاتو: "سأقف أمام أي شخص يقول إن لينتولوس لا يستطيع استخدام فمه".
قد يكون من المناسب أن نبالغ في الإهانة في بعض الأحيان من أجل السخرية من المهين، للحد الذي لو كان للإهانة لسان لنطقت قائلة" لو عرفتني أكثر لوجدت عيبًا أكبر".
5. تجاهل السخرية
إن الجانب السلبي للفكاهة هي أنها تتطلب سرعة البديهة؛ لذا تجاهلها أسهل وأقوى من ردها، أُصيب كاتو الأصغر عندما كان في دورات المياه العامة بضربةٍ من شخص وقح، ثم جاء ليعتذر عندما أدرك أنه ضرب كاتو، فلم يغضب كاتو ولم يقبل اعتذاره بل قال: "لا أتذكر الضربة لأنك عديم الأهمية للحد الذي لا يجعلني أقبل على نفسي أن تعتذر لي".
أخيرًا، يجب ألا نكترث للإهانة إطلاقًا؛ فالجريمة في ردة فعلنا وليست في الإهانة ذاتها وردود أفعالنا تحت سيطرتنا، ثم من غير المنطقي أن تتوقع من الوقح أمرًا غير الوقاحة؛ فإذا اهتمينا بالإهانة الصادرة عن سلوكه السيء فلن نلوم سوء أنفسنا.