ما بَـيْـنَ شَـوْقَـيْنِ قَـلْـبِي فِـيكِ يَـرْتَحِلُ
يا “قَـابَ قَـوْسَيْنِ” ما لـلشَّوْقِ لا يَصِلُ؟
أيُّـــــوبُ صَـــبْــرِي والأوجَــــاعُ تَـقْـتَـلُـهُ
يـأْسَى على جُـرْحِهِ لـو قِـيلَ : يَـنْدَمِلُ
بُرْئي من الشَّوْقِ أنْ أشْتاقَ مِلءَ دمي
حَـظِّي مِنَ الـوَجْدِ: يُـطْفِينِي ويَـشْتَعِلُ
وأن أبَــعْــثـرَ في إيــقــاع ضِـحْـكَـتِـهَا
نَـبْـضًـا تَـخَـاصَـمَ فيه الْـيَـأْس والأمَــلُ
يـبْـنِـي بي الــظَّـنُّ آمـــالاً ويـهْـدِمُـها
ويَـسْـتَبِدُّ بِـرُوحِي الْ” وَحْـدُ ” والْجَدَلُ
أنـا الـمُسَجَّى على مَتْنِ السُّطُورِ رُؤًى
مُـخْـضَـرَّةَ الــبَــوْحِ بــالأسْــرَارِ تتَّـصـلُ
كــتَـمْـتُ لَــــذَّةَ إِيــمـانِـي بِـمَـشْـهَـدِهَا
فــكـنْـتُ بـالـنَّـارِ بعدَ النار أَغْـتَـسِـلُ
مَـسْـجُونَةٌ في الَّـلـمَى أوْجَـاعُ قُـبْلَتِهَا
مَـجْنُونَةٌ في فَـمِي مِـنْ وَجْـدِهَا الـقُبَلُ
أُذوِّبُ الليل مَـــــــوَّالاً وَأَشْــــرَبُـــهُ
فـالَّـلـيـلُ بي آهَــــةٌ نَـوَّاحُـهـا زَجِـــلُ
سَـكْرَى حروفي ..تَـبِيتُ الَّـليلَ رَاقِـصَةً
على الْـجِـرَاحِ .. ولَـيْلِي بـالْجَوَى ثَـمِلُ
غَــنَّــيْـتُ آهَــــةَ مَــوَّالِــي فَـقَـطَّـعَـنِي
إذ قلتُ: “يـا عَْـينُ” من عَيْنَيِكِ ما يَصِلُ
و قلتُ: “يَــا لَـيْـلُ” فانداحت تُـجَاوِبُنِي
نَــايـاتُ عِــشْـقٍ بِـحَـلْـقِ الـرِّيـحِ تَـبْـتَهِلُ
يا لَـيـلُ.. يَـا عَـيْنُ.. يا أوجاع رَاحِـلَتِي
هل ظَـلَّ لـلْبَحْرِ .. في نَـجْوَاكِ مُـرْتَحَلُ
شَـوْقِي إلَى الْـغَيْبِ عُـمْرٌ يَـا مُـفَرِّقَتِي
على قَـوَافِـيكِ كَــمْ ضَـلَّتْ بِـهِ الـسُّبُلُ
أنا الْــمُـذَّبِّـحُ في عَـيْـنَـيْكِ خَـلْـوَتَـهُ
حتّى اخْـتَرَعْتُ بِـذَبْحِ الْـحَرْفِ مَـا يَـهِلُ
يا وَمْـضَ ما تُـوْمِضُ الأشعار من أَلَـقٍ
قلبي ورُؤيَــاكِ.. هل تُـجْدِينيَ الْـحِيَلُ
وقَــفْـتُ وحْـــدِيَ والـطُّـوفَانُ يَـدْهَـمُنِي
اقولُ يا جَـبَـلُ اعْـصِـمْنِي.. ولا جَـبَـلُ
لا عاصم الْـيوْمَ من عَـيْنَيْكِ يَـعْصِمُنِي
أنا ابْـنُ نَـوْحِي .. غَـرِيبِي فِـيك لا يَـئِلُ
كم باتَ “رِمْشُكِ” يأتِي، بي يذهب بي
وهـلْ لِـقَـلْبٍ ب”رِمْــشٍ” هَـكَـذَا قِـبَـلُ؟
ألْــقَـى عَــصَـاهُ على قَـلْـبِي فَـخَـدَّرَهُ
سِـحْـرًا لِـتَـعْبَثَ فِي أعصابي الْـمُقَلُ
مِـلْـيونُ “هَـيْـتَ” على الْـهُدَّابِ نَـاطِقَةً
والْـقَـلْـبُ يَخْـفِقُ .. والأبْــوابُ تَـنْـسَدِلُ
اللهَ .. يا كُـحْـلَـها حـرَّقْـتَـنِي شَـغَـفًـا
الله .. يا حُـسْـنَهَا ما عُــدْتُ أحْـتَمِلُ