هو التواب الرحيم
هو التواب الرحيم .. الذي وسعت رحمته كل شيء ..يمنع
لكن رحمته قريبة من المحسنين .. الرجاعينيمنعالتائبينيمنع..يمنع
الذين إذا أذنبوا استغفروا .. وإذا ذُكِّروا ذكروا ..يمنع
فليست المشكلة في وقوع الذنب .. لكن المشكلة الكبرى .. والداهية العظمى ..يمنع
هي أن يألف المرء الذنب .. ثم يتساهل بخطره .. فلا يحدث منه توبة ..يمنع
والله رحيم بعباده ..يمنع
رحمته أسرع من غضبه ..يمنع
ومغفرته أعجل من عقوبته ..يمنع
هو والله أرحم بعباده .. من آبائهم وأمهاتهم ..يمنع
في الصحيحين :يمنع
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من حرب هوازن .. أُتي إليه بعد المعركة .. بأطفال الكفار ونسائهم .. ثم جمعوا في مكان ..يمنع
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليهم .. فإذا امرأة من السبي .. أم ثكلى .. تجر خطاها .. تبحث عن ولدها .. وفلذة كبدها ..يمنع
قد اضطرب أمرها .. وطار صوابها .. واشتدّ مصابها ..يمنع
تطوف علىيمنعالأطفاليمنعالرضع .. تنظر في وجوههم .. يكاد ثديها يتفجر من احتباس اللبن فيه ..يمنع
تتمنى لو أن طفلها بين يديها .. تضمه ضمة .. وتشمه شمة .. ولو كلفها ذلك حياتها ..يمنع
فبينما هي على ذلك ..يمنع
إذ وجدت ولدها .. فلما رأته جف دمعها .. وعاد صوابها ..يمنع
ثم انكبت عليه .. وانطرحت بين يديه .. وقد رحمت جوعه وتعبه .. وبكاءه ونصبه ..أخذت تضمه وتقبله ..يمنع
ثم ألصقته بصدرها .. وألقمته ثديها ..يمنع
فنظر الرحيم الشفيق إليها .. وقد أضناها التعب .. وعظم النصب ..يمنع
وقد طال شوقها إلى ولدها .. واشتد مصابه ومصابها ..يمنع
فلما رأى ذلها .. وانكسارها .. وفجيعتها بولدها ..يمنع
التفت إلى أصحابه ثم قال :يمنع
أتُرَون هذه .. طارحة ولدها في النار .. يعني لو أشعلنا ناراً وأمرناها أن تطرح ولدها فيها .. أترون أنها ترضى ..يمنع
فعجبيمنعالصحابةيمنعالكرام : كيف تطرحه في النار .. وهو فلذة كبدها .. وعصارة قلبها ..كيف تطرحه .. وهي تلثمه .. وتقبله .. وتغسل وجهه بدموعها .. كيف تطرحه ..يمنع
وهي الأم الرحيمة .. والوالدة الشفيقة ..يمنع
قالوا : لا .. والله .. يايمنعرسول اللهيمنع.. لا تطرحه في النار .. وهي تقدر على أن لا تطرحه ..يمنع
فقال صلى الله عليه وسلم : والله .. لله .. أرحم بعباده من هذه بولدها ..يمنع
يمنع
نعم .. ربنا أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ..يمنع
ومن سعة رحمته .. أنه عرض التوبة على كل أحد ..يمنع
مهما أشرك العبد وكفر .. أو طغى وتجبر ..يمنع
فإن الرحمة معروضة عليه .. وباب التوبة مشرع بين يديه ..يمنع
وانظر إلى ذاك الشيخ الهرم .. الذي .. كبر سنه .. وانحنى ظهره .. ورق عظمه ..يمنع
أقبل علىيمنعرسول اللهيمنعصلى الله عليه وسلم .. وهو جالس بين أصحابه يوماً ..يمنع
يجر خطاه .. وقد سقط حاجباه على عينيه .. وهو يدّعم على عصا ..يمنع
جاء يمشي .. حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم .. فقال بصوت تصارعه الآلام ..يمنع
يايمنعرسول اللهيمنع.. أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها .. فلم يترك منها شيئاً ..يمنع
وهو في ذلك لم يترك حاجة .. ولا داجة .. أي صغيرة ولا كبيرة .. إلا أتاها ..يمنع
لو قسّمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم .. فهل لذلك من توبة ؟يمنع
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه .. فإذا شيخ قد انحنى ظهره .. واضطرب أمره ..يمنع
قد هده مر السنين والأعوام .. وأهلكته الشهوات والآلام ..يمنع
فقال له صلى الله عليه وسلم : فهل أسلمت ؟يمنع
قال : أما أنا .. فأشهد أن لا إله إلا الله .. وأنكيمنعرسول اللهيمنع..يمنع
فقال صلى الله عليه وسلم : تفعل الخيرات .. وتترك السيئات .. فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..يمنع
فقال الشيخ : وغدراتي .. وفجراتني ..يمنع
فقال : نعم ..يمنع
فصاح الشيخ : الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..يمنع
فما زال يكبر حتى توارى عنهم ..يمنع
الحديث : رواه الطبراني والبزار ، وقال المنذري : إسناده جيد قوي ،وقال ابن حجر هو على شرط الصحيح .