الخوف من الانتقادات من أكثر المعتقدات السلبيه التي يجب التخلص منها
حين ظهرت المذيعة التلفزيونية الأمريكية “السوداء” أوبرا وينفري لأول مرّة، سارع ملايين “العنصريين” إلى مهاجمتها وانتقاد “جرأتها”. فقد وُصفت بأنها “بدينة وعنصرية وأن الإعلام ليس المهنة المناسبة لها”. غير أنها لم تهتمّ بهذه الانتقادات وواصلت مسيرتها الناجحة التي امتدّت أزيد من ثلاثين سنة.
ما يجب أن نستخلصه من نموذج وينفري أن الإنسان حين يصرّ على جعل الآخرين المعيارَ والحَكَم لطريقة تعامُله ولأسلوبه في الحياة فإنه يبني لنفسه سجناً اسمُه الآخر.
وهناك الكثير من الأمثلة التي يمكن إيرادها في هذا الصدد لشخصيات معروفة تعرّضتْ للانتقاد إما بسبب آرائها السياسية ولون بشرتها أو حتى دينها، ولكنها ضربت كل ذلك عرض الحائط ووصلت طريقها إلى أن بلغت قمّة نجاحها وحقّقت سعادتها.
حاول، إذن، بدل أن تنشغل بالخوف من حُكم الآخرين عليك، أن تُقنع نفسك بأن مهمّتك في الحياة ليست هي إرضاء أي كان.
قد يكون من المستحيل السيطرة على كلمات الآخرين وأفعالهم تجاهك، لكنك تستطيع السيطرة على الطريقة التي تستقبل بها هذه الكلمات، وكيفية تعاملك مع تلك الانتقادات.
1- كن هادئ قبل الرد
ابتعد عن الموقف قليلاً. عند تعرضك للنقد أول ما سيتبادر إلى ذهنك هو الرد بشكل فوري أو محاولة الدفاع عن نفسك. كل ما عليكِ في هذه الحالة، هو عدم الاستجابة لهذه الغريزة ومقاومة هذه الرغبة، وقوم بتأجيل الرد حتى تجمع شتات أفكارك.
فالتفكير الجيد قبل التعامل مع الموقف، سيمنعك من التصرف بطريقة دفاعية، أو التفوه بأي شيء قد تندمين عليه لاحقاً.
إذا وصلتكِ رسالة الكترونية تحتوي على انتقادات جارحة، أو قام أحدهم بالتعليق بشكل سلبي على كلامك، امنح نفسكِ فترة زمنية لا تقل عن ساعة قبل قيامك بالرد.
في حال كان الانتقاد مباشراً وجهاً لوجه، احرص على الرد بامتنان وكياسة بجملة مهذبة لكن عامة في الوقت نفسه. على سبيل المثال "أنا أقدر مساهمتك، لقد جعلتني أفكر بنقطة ما، أو لقد أوحيت لي بفكرة ما".
قوم فيما بعد بمعالجة هذا الموقف، بعد حصولك على القليل من الوقت والمساحة للتفكير بشأنه.
- 2 انتبه إلى مصدر وقيمة النقد
هناك نوعان من الانتقادات:
الانتقادات البناءة.
والانتقادات الهدامة.
والحقيقة أن الانتقادات البناءة تأتي دائماً من مكان ومصدر إيجابي، وتهدف بشكل أساس لمساعدتك على تحسين وتطوير نفسك.
أما الانتقادات الهدامة فهي المعنية بتدميرك وإصابتك بالإحباط.
قد يكون التمييز بين النوعين أصعب مما تعتقتد
إذ إنه ليست جميع الانتقادات البناءة تقال بلطف، وليست كل الانتقادات الهدامة توجه بقسوة؛ لذلك، عليكِ تجاهل اللهجة التي تم توجيه الانتقاد بها، والتركيز على ما تم قوله بالفعل، والإجابة عن هذا السؤال: هل هناك ما يمكن تعلمه من وراء هذا النقد، أم أنه لا يتعدى كونه مجموعة من الكلمات الجارحة عديمة الفائدة؟
نصيحة أخرى للتمييز بين الانتقادات المفيدة والانتقادات الجارحة، تتمثل في أخذ مصدر هذه الانتقادات بعين الاعتبار. فهل هذه الانتقادات صادرة وموجهة من قبل شخص غريب مجهول الهوية على شبكة الانترنت؟
أم كانت موجهة من قبل معلمة أو زميلة في العمل تكن لكِ احتراماً؟
خذ الوقت الكافي لتسأل نفسك ما إذا كان رأي الشخص الذي وجه لكِ هذه الانتقادات يستحق التفكير والقلق أم لا.
وبمجرد تحديدك لانتقاد ما بأنه انتقاد هدام سيصبح نسيانه والمضي قدماً أكثر سهولة.