الشعر الجاهلي لحاتم الطائي قصيدة المال غاد ورائح
فاني اليوم جايب لكم شرح قصيدة غير موجود في اغلب مواقع النترنت وارجو ان تعجبكم
وهي قصيدة من الشعر الجاهلي للشاعر المعروف حاتم الطائي وهي بعنوان المال غاد ورائح
أماوي! قد طال التجنب والهجر
وقد عذرتني من طلابكم العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح
ويبقى من المال الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ
ـ إذا جاءَ يوْماًـ : حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلاني الذين أحبهم
لِمَلْحُودَةٍ زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عجالاً ينفصون أكفهم
يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة
من الأرض لا ماء هناك ولا خمرُ
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني رُب واحد أمه
أجرت فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ لوْ أنّ حاتِماً
أراد ثراء المال كان له وفرُ
وإني لا آلو بكالٍ وضيعة
فأوّلُهُ زادٌ وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ إنْ كانَ إخوَتي
شهوداً وقد أودى بإخوته الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدهر في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابةٍ
غِنانا ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً يا ابنة َ القومِ فاعلمي
يُجاوِرُني ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ
وهذا هو الشرح المفصل لهذه القصيدة الرهيبة
1-ان المال يذهب وياتي ولا يبقى منه للانسان إلا الذكر الحسن والصيت الذائع إذا هو انفقه في وجوه الكرم
2-فهو لا يرد سائلا بل يعطيه عطاءً لا تكدره منة واذى
3-فإن كان ذا عذر فيبين عذره للسائل المحتاج
4-والمال لا يدفع عن الانسان الموت إذا حان الاجل وإذا ما ثوى الانسان في القبر
5-كان حاتم الطائي يحمي وحيد امه فلا يقتله ولا يأسره
6-انَّ كل القبائل تعرف حاتم الطائي وتعرف انه لو اراد ثراء المال لحصل عليه وجمع منه الكثير
7-لقد تقلبت حياة الشاعر في الغنى والفقر كما هي ايام الدهر في العسر واليسر
8-وقد تقلّب حاتم في نعمة العيش ويسر الحياة وعاش في شدّة الفقر وقساوته فشرب من يد ّ الدّهر حلو الكأس
ومرّها.
9-فما تكبر ّو تجبر ّ على الاهل والعشيرة في الغنى ولا تصاغر وذلّت نفسه ُ في الفقرِ بل زاده الفقر كرما ًو
نجدة لأنه عرف ما يعانيع الفقراء من قسوة الحياة زذل الحاجة.
10-كما عُرف عن حاتم الطائي حسن جيرته ُ فلا يلق َ جاره ُ منه ألا كل خير.
11-وحاتم خير الناس لجيرانه يغض طرفه عن جارته عفّة منه وصونا ً لها فلا يضر ُّ جارته ألا يكون لبيتها
سترويصم ُّ أذنيه عن سماع حديثها ولا يصلها منه إلا خيره ومعروفه.