الإعجاز الفني والجمالي فى الفكر الإسلامي
إنه الكتاب الذى صدر أخيراً للأستاذ الدكتور محمد زينهم، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة.
الكتاب من ثلاثة فصول 1- الإسلام والفن. 2- التصوير فى القرآن الكريم. 3- ينابيع الفن الإسلامى.
نظرة شمولية.. جمالية.. متطورة لآيات القرآن الكريم
توقفت عند الصفحة 118 والتى فيها: نصوص الشريعة المتعلقة بالفن «تحريم أو عدم التحريم» ونجد فيها:
التحريم للتماثيل لأنها كانت تصنع للعبادة، ولكنها إذا كانت لغير العبادة فهى ليست حراماً، ويستشهد بـ:
(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ
فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) «سورة آل عمران 49»
إن التحريم ليس للفن فى ذاته، إنما للشرك وعبادة الأوثان، إن الأمور بمقاصدها، والأعمال بالنيات.
يعطينا الدكتور زينهم أمثلة جميلة مقنعة: هل خيال المآتة وهى تشبه الإنسان لإبعاد العصافير عن
المحصول حرام؟! هل الروبوت الذى يتحرك، ويجاوب، ويقوم بأعمال حرام؟ هل تماثيل وصور الجسم
البشرى لطلبة كليات الطب والفنون الجميلة والتطبيقية حرام، إنها ليست حراماً بل حلال لأنها تعلم وتخلق
الإحساس بالجمال. جاء العرب إلى مصر، وجدوا تماثيل وصوراً. لا عداد لها، فأبقوا عليها لأنهم وجدوا
شعباً مؤمناً بالإله الواحد، كما عرفوا أن هذه الصور والتماثيل كانت لمساعدة
الروح عند القيامة أن تتعرف على جسد المتوفى.
يحدثنا الدكتور زينهم بفكره المستنير عن موضوع من أهم المواضيع:
جاء جبريل إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، فاستأذن عليه فأذن له فأبطأ، فأخذ رداءه فخرج إليه وهو
قائم بالباب، فقال له: أذنَّا لك قال جبريل: أجل ولكنا لا ندخل بيتاً فيه صورة ولا كلب «عن أبى رافع
عن.. عن.. الطبرانى». ولكن الله أحل الصيد عن طريق الكلاب المدربة، وبينت السُنة جواز تربية الكلاب
للرعى والحراسة ويقاس عليها الأغراض الأخرى مثل حراسة المنازل.
وأضيف من عندى التعرف على
المجرم، أو الأسلحة أو المخدرات، وقد شاهدت بنفسى فى أكاديمية الشرطة قسماً خاصاً لتدريب الكلاب
لمكافحة الجريمة، كما أن الكلاب تستخدم الآن لمساعدة الأطباء فى تشخيص الأمراض مثل سرطان
المثانة من بول المريض، أو التيفود من رائحة المريض أو الكورونا، أخيراً من رائحة تنفس المريض!.
يقول الدكتور زينهم
إن الإسلام أباح الصور والتماثيل كلعب أطفال «عائشة وتماثيل لبناتها والفرس ذات الجناحين». إن طلبة
كلية الطب فى إحدى الجامعات الأمريكية يتدربون على مريض روبوت اسمه لازارس «لعازر»، والطالب
يسأله عن مرضه ويطلب له التحاليل والأشعات، ثم يشخص المرض ويعطى العلاج، يرد عليه لعازر:
1- شكراً يا دكتور لقد شفيت، أو
2- قد تحسنت!، أو
3- توفيت! يضغط الطالب على زرار، حتى يعيد الحياة
إلى «لعازر» كما فعل السيد المسيح! قالت مرافقتى: هذه الصدمة للطالب أنه تسبب فى وفاة إنسان علمه الكثير!
لم يقل أحد إن هذا حرام، أخيراً هذه النظرة التقدمية للفنون التى تنمى فص الإبداع فى المخ
«الفص الأيمن» هى التى تتقدم بها الشعوب، كتاب دكتور زينهم يجب أن يوزع
على المدارس والكليات الأزهرية أولاً