نحن نعلم أن الجنس الناعم اللطيف جُـبِـل على العاطفة والتدليل .. فإن عاشت الفتاة ومضى عمرها دون أن تحضى بالحب والدلال من اقرب الناس لها وهم والديها .. فإنها تصبح صيداً سهلاً مع أول كلمةٍ عاطفيةٍ حانية تزلزل كيانها. حتى وإن قاومت .. صدقني أيها الأب وأيتها الأم أن ابنتكما لن تنام تلك الليلة .. لأنها سمعت شيئاً لم تألفه .. كلمةً تداعب الإحساس والباقي على إبليس الرجيم.
الإستقرار العاطفي والحب مطلوب للبنت والولد على حدٍ سواء .. نعم كل الآباء والأمهات يحبون أبنائهم .. وكثير من الآباء والأمهات للأسف يعبرون عن هذا الحب بتوفير أنواع الملابس والألعاب وما لذّ وطاب ... والجانب النفسي وثقافة الحوار وقنوات الإتصال مفقودة بل معدومة.
عزيزي الأب / أنت معني بحديثي أكثر من الأم .. لأنك تمثل الجانب الآخر والذي يجب أن يغذي ابنه أو ابنته ويشبعها عاطفياً ..
يجب تدليل البنت وتدليعها بدءاً بالإسم .. الإطراء .. ومناداتها بأحسن الألقاب كبنتي الجميلة .. الحلوة .. وردتي الجميلة .. عودها أن تسمع هذا الكلام باستمرار .. حتى إن غيرت ملابسها .. أو سرحت شعرها ... أجعل كلماتك لها تطربها وهي ابنتك .. فما بالك إن لبست فستاناً جديداً .. ياشيخ والله لو بيجامة إلا تسمعها كلام حلو .. حاول أن تسمع منك نشيداً باسمها إن أمكن.
مواقـــــــف:
· البنت بالذات فطرتها تجبرها على حب التدليل ..
فمثلاً : تخيل أنك جالس في الليل .. دخلت عليك البنية لابسه بيجامة النوم جديده .. هذا إذا أنت مو معودها على الإطراء .. تدخل تجلس شوي أو تاخذ لفة وتطلع .. تأكد أنها تود سماع كلمة ... الله وش هالزين .. تعالي يا ماما يا جميلة ..
احرص أن تفعل..
· بعض الآباء إذا عاد للبيت من العمل يستقبله أطفاله : بابا جا بابا جا
فتجده " يخمخم" الصغار ولا يلتفت للبنت الكبرى وان كان عمرها 8 سنوات أو عشر .. يا أخي ما انت خسران شي إذا حضنتهم كلهم وسألتهم عن أحوالهم حتى ولدك لو كان بعمر 10 سنوات فهذه اللحظات تعني له الشيء الكثير.
مو لازم تسافر وتغيب أسبوعين أو شهر حتى تسلم على أبو عشر سنين سواءاً بنت أو ولد.
· إذا كنت جالس وعندك بعض أطفالك مثلاً تقرأ جريده .. ودخل عليك اللي يحبي " يهبّل" لاحظ أنه عندما يراك مشغول فإنه يركز النظر على عينيك كأنه يستأذن .. فمتى لاحظ القبول .. أنطلق زي الصاروخ وعلى خرفشة الجريدة يحوسها .. البقية الذين يتابعون دعهم يعيشوا نفس الجو.. هم بحاجة للإقتراب منك بنفس الدرجة.
كثيرة هي المواقف لكن المقصود عوّد أطفالك أن تكون قريباَ منهم
تسمع منهم شكواهم .. أسئلتهم المحرجة .. عود الجميع أن يحكوا ما يجول بخواطرهم دون مقاطعة منك أو تحطيم للمشاعر لأنك في مرحلة متقدمة تحتاج كأب مثل هذه الحرية في التعبير.
عزيزي الأب / مشكلتنا أن الطفل الأول يبدأ إهماله منذ أن يأتيه أخوة وأخوات
مرحلة الدراسة :
وهذه أخطر مرحلة لأنها البنية الأساسية في تكوين الشخصية للبنت والولد خصوصاً الثلاث سنوات الأولى.
طفلك سيخرج يومياً يخالط المجتمع .. سيشترك معك في تربيته غيرك .. وفي هذه المخالطة سيأتي لك بكل ماهو سلبي .. أنت تربي وغيرك يؤثر.
قد يلاحظ أو تلاحظ البنت بعض الحركات الجنسية مثلاً .. وهذا واقع .. أحد المرشدين بإحدى المدارس ذكر لي ذلك .. انها تحصل مثل هذه الحركات من دون إدراك من الأطفال ولكن هي مشاهدات يأتون بها للمدرسة من أخوتهم الذين في الثانوية أو القنوات الفضائية.
ما العمل ؟
تأكد أن مقولة " عيب " يا ولد "عيب" يا بنت لن تجدي .. لا سبيل لك إلا بالتحصين والإقناع .. والإقناع لا يكون إلا بالحوار بشرط أن تكون
قدوة " سنعة" أنا أستغرب من الأب المدخن الذي تثور أعصابه على ابنه إن هو عبث بالدخان ..
إذا أتى الطفل يسأل عن شيء أو حركة شاهدها ماذا تعني ؟ .. الأم عادة تتحرج من مثل هذه الأسئلة ... اجعل الإجابة الشافية المقنعة التقويمية تكون عندك .. إذا الطفل لم يجد إجابة شافية لشيء أثار انتباهه واستغرابه .. سيبحث عمن يجيبه .. وربما سأل ذلك الطفل الفاعل وعندها يكون الإنزلاق. أما أن سأل أحد الأقرباء .. تعال رقعها عاد .. عيالك ماهم متربين وشف اللوم على أمهم .. ثم تبدأ اليد بالضرب .. وعندها تكبر الفجوة.
أمر هام جداً : التواصل الأسري مطلوب وكلنا بحاجة لهذا التواصل لاعتبارات شرعية.. ونفسية بعد عناء أسبوع عمل .. ومن عادة العوائل الإجتماع نهاية الأسبوع في أحد الأستراحات .. وهذا طيب ..
لكن أن يجتمع الأب مع صكة البلوت .. والنساء على أطباق الحلا وربما الرقص أو حتى الحش ... والأطفال يلعبون وربما غابوا دون مراقبة .. هنا مكمن الخطر .. يقول لي أحد المختصين في التربية: أكثر حالات التحرش الجنسي التي تحدث عندنا بالمدارس بين الصفوف الدنيا .. تحصل مع الأولاد عند اجتماع هؤلاء الأطفال مع من يكبرهم سناً في اجتماعات العايلة. فينقلونها لأقرانهم بالمدرسة دون وعي أو ادراك. فكونوا على حذر.
البنت والبلوغ .. ( لا حياء في الدين ) :
فترة البلوغ عند الفتاة تكون من السنة التاسعة إلى الرابعة عشرة .. وهذا يعتمد في المقام الأول على بنيتها الجسمية .. وعلى حالها .. فإذا كانت صحتها جيدة وبنيتها الجسمية تفوق أقرانها كان بلوغها في سن مبكرة.. وإن غير ذلك ربما تأخر ولكن إن تجاوزت الفتاة الرابعة عشره دون اكتمال انوثتها .. هنا مشكلة صحية تتعلق بالهرمونات ( كلام أطباء) .. ومتى عرضت على طبيبه مبكراً كان تدارك الوضع ان كانت هناك مشكلة.
وعلى كلٍ .. أمر مهم تثقيف البنت بهذه الناحية من أمها .. من معلمتها وللأسف قليل من المربيات من يحملن هم هذا الأمر.
ليش أنا أقول هذا الكلام .. لأنه للأسف كثير من الأمهات يغفلن عن هذا ودور الآباء معدوم في التثقيف على اعتبار أنه أمر نسائي رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا ماترك شاردة ولا واردة إلا علمنا إياها ولا حرج في الدين .. أقول كثير يعتقدون أن البلوغ بعد الرابعة عشرة .. وهذا خطأ كما أسلفت.
كلنا قرأنا عن البنت التي أتتها علامات البلوغ في المدرسة .. وظلت حبيسة دورات المياه .. لا تدري ماذا حل بها ولا كيف تتصرف ..
الموقف جداً محرج لها ..ولو أنها ثُقّفت في هذا الجانب و كان هناك تواصل مع الوالدين .. لا استطاعت تفادي هذه المشكلة لحين وصول ولي أمرها.
لكن تموت ولا يدري أبوها .
يا سادة يجب الإهتمام ببناتنا والتواصل معهن والسماح لهن بالحديث والأستفسار عن أي شيء في سن مبكرة .. تدليلهن فهي أنثى تحب الإطراء فإن هي تعودت على هذا التواصل وهذا الإطراء .. كان ذلك أمنع بإذن الله من الإنزلاق .. فإن هي سمعت كلاماً عاطفياً فلن يكون جديداً عليها يزلزل كيانها