تعود إلى عشرات السنوات ولكن غيبتها الجائحة مرة أخرى
عادة مكية سنوية تغيب للسنة الثانية على التوالي.. تعرف عليها
للعام الثاني على التوالي تغيب عادة مكية اشتهرت بين نساء مكة قبل عشرات السنوات، وعاشت بينهن إلى يومنا هذا، وهي يوم الخليف؛ وذلك بسبب جائحة كورونا، والتدابير والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، ومنها تفريغ المنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة خلال الفترة من 7-13 ذي الحجة هذا العام، وقصر دخول المسجد الحرام على الحجيج؛ حفاظاً على صحة وأرواح زوار البيت العتيق.
تلك العادة المكية القديمة حيث يتشح المسجد الحرام بألوان العباءات السوداء مع اجتماع النساء في الحرم المكي، يوم عرفة للصلاة والدعاء، في فرصة نادرة لخلوّ الحرم من زحام الحجاج والمعتمرين، فيما تخلو الشوارع والطرقات مع انشغال الشباب والرجال في خدمة الحجيج، وعمليات البيع والشراء، فهي فرصة لا تتكرر كثيراً في بقية العام للنساء؛ لتقبيل الحجر الأسود والمسح عليه، والدعاء عند الملتزم بحرية أكبر، والبقاء بجوار الكعبة المشرفة لفترات طويلة من اليوم.
يوضح مدير مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فواز الدهاس لـ"سبق" ما تعنيه تلك العادة المكية الشهيرة لسكان أم القرى، مسترجعاً تاريخها، بقوله: "من العادات التي اشتهر بها المجتمع المكي هو يوم الخليف، ويطلق على أولئك الذين يتخلفون عن الحج؛ حيث كان أبناء مكة كباراً وصغاراً يشاركون في أعمال الحج، وبعضهم كان يعمل في التجارة أو الاستثمار كالبيع والشراء أو العمل في خدمة الحجيج فلا يبقى في مكة إلا النساء والأطفال الصغار".
ويضيف: "وكان من عادات أهل مكة أنه يوم عرفة يصوم الجميع ثم قبل المغرب تتجه أغلب الأسر المكية إلى المسجد الحرام؛ ليتناولوا إفطارهم بجوار الكعبة، ثم يصلون المغرب والعشاء، ثم يعودون أدراجهم إلى بيوتهم".
ويشير "الدهاس" إلى أنه كان يعاب على الشباب والرجال التخلف في تلك الأيام من السنة؛ لأنها موسم لخدمة الحجاج، وموسم للعمل والاشتغال والبحث عن الرزق، فكان يهجوهم الأطفال والنساء بأهزوجة يقال فيها: "يا قيسنا يا قيس الناس حجوا.. وأنت قاعد ليش؟ الليلة نفرة قوم اذبح لك تيس.. قوم روح لبيتك.. قوم اخبز لك عيش".