هل الزواج مؤسسة علاجية
من الأخطاء الكبيرة أن نتعامل مع الزواج على أنه
مؤسسة علاجية.
أن تتزوجها لتساعدك على التخلص من عيب قبيح
أو عادة سيئة أو إدمان مؤذي.
أن تتزوجيه ليعوضك عن فقد أبيك وقسوة أهلك
أو تجاربك السيئة.
كل تلك الخيارات
هي مخططات جيدة جدًا للفشل لا غير.
الزواج علاقة تعاقدية تقوم على تبادل الحقوق
والواجبات في إطار داعم من التراحم والتبادل
الواعي للتنازلات.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه إزاحة
الحقوق والواجبات للهامش،
ومعناه اعتبار التنازلات حقوقًا مكتسبة لا يجب
مقابلتها باحترام وتقدير وتنازلات مقابلة.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه الكف
عن تقييم شريك العلاقة بناء على قيامه بحقوقه
وواجباته والبدء في تقييمه بصورة نفعية متعلقة
بمرضك الذي تريد الشفاء منه.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه أن
يتحول مرضك لمصنع للتبريرات التي يتم على
أساسها إهدارك للقيام بحقوقك، وأن تتحول
مشاكلك لعبوات تنسف كل المطالب المشروعة
لشريكك، فلا صوت يعلو فوق صوت معركة
علاجك بما فيه صوت الحقوق المهدرة
والواجبات المضيعة.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه أن
جهود شريكك لإنجاح العلاقة معلقة بقدرتك على
الشفاء وجهودك التي تبذلها للشفاء، والتي غالبًا ما
ستكون جهودًا معدومة في ظل بنائك لعلاقة
اعتمادية عليه ترجو فيها أن يقوم هو بعملك أنت
أو عمل المعالج المختص، ويشفيك بعد تخليك عن
تحملك لمسؤولية نفسك، مهما توهمت أنك تريده
داعمًا ومشاركًا فالواقع أنك منذ ظننت أن الزواج
موضوع للعلاج ومنذ انتظرته ليعالجك
قد تخليت عن مسؤوليتك في علاج نفسك
والاستعانة بالعلاقات العلاجية الصحية.
شريك العلاقة الزوجية الصحية المبنية على
الحقوق والواجبات في الأساس
يقدم كنوع من التواد والتراحم نوعًا من الدعم
المعنوي لك في رحلة تعافيك التي ابتدأتها بدونه
وستواصلها سواء دعمك هو أم لا، وهذا الدعم
الذي لا يتورط فيه شريك العلاقة في دور المعالج،
ولا يعد الزواج فيه هو العلاج
هو الدعم الذي ينفع ويُجدي ولا يضر العلاقة
الزوجية المستقلة والتي ينبغي دائمًا أن تظل
مستقلة بشروطها ولا تنتحل شخصية العلاقة
العلاجية.