.
.
فقد حسن الهاشمي زوجته وطفليه التوأمين حديثي
الولادة بسبب فيروس كورونا، وهو يحكي عن الألم
والحزن الذي شعر به لوفاتهم.
عايدة، البالغة من العمر 39 عاما، والتي كانت مصابة بفيروس
كورونا، أنجبت توأمان، طفل وطفلة، توفيا بعد ساعتين فقط
من ولادتهما، بسبب انتقال بفيروس كورونا إليهما من الأم.
توفيت أمهما بسبب مرضها في الساعة الرابعة صباحا، بعد
ساعتين من وفاة طفليها حديثي الولادة. وقد كانت عايدة
تسعى للإنجاب منذ أكثر من سبع سنوات.
الآن يحكي زوجها، حسن الهاشمي، قصة وفاتهم المأساوية،
وقد طلب من وزارة الصحة بذل المزيد من الجهود لرعاية
الأمهات اللاتي يعانين من حالات حمل عالية الخطورة خلال هذه الأوقات الصعبة.
قال حسن في حديث ل"الشبيبة": "كانت زوجتي حامل في
توأمين، وقد أصيبت في السابق بجلطة دماغية، وكانت مصابة
أيضا بسكري الحمل. كانت زوجتي مرشحة لحمل شديد
الخطورة، ومع ذلك عندما ذهبت لإجراء استشارة روتينية بشأن
صحة أطفالها لم يتم إيلاء العناية والاهتمام الكافيين بحالتها".
كان لدى عايدة موعد مع طبيبة النساء في مركز الوطية الصحي
في الثاني من يونيو 2021، وكان يعتقد أنها ربما أصيبت
بفيروس كورونا أثناء خروجها لزيارة المركز الصحي.
يتذكر حسن، الذي يعمل في المناطق الصحراوية في السلطنة
وتعيش أسرته في ولاية السيب، قائلا:" قبل الموعد بأسبوع
كانت زوجتي في المنزل وكنت معها، ولو كانت مصابة
بالفيروس من قبل لكنت قد أصبت أنا أيضا وكذلك طفلينا
الآخرين، لكنهم أصيبوا بالفيروس بعد خروجها لزيارة المركز الصحي فقط".
وأضاف: "عدت إلى العمل في نفس اليوم واضطررت لإجراء
اختبار كورونا قبل الذهاب إلى مكان عملي، فهذا جزء من
سياسة شركتنا، وبهذا عرفت أنني لم أصب بفيروس كورونا"
بعد أربعة أيام من موعدها في المركز الصحي، بدأت الأعراض
تظهر على عايدة واشتد بها المرض.
وعندما ذهبت إلى المركز الصحي بالقرب من منزلها، على الرغم
من انتظارها الطبيبة لأكثر من ساعة وشرحت لها حالتها، طلبت
منها الطبيبة الذهاب إلى جناح كوفيد-19 دون أي اعتبار لحالتها الصحية الحالية.
وقال زوجها إنه على الرغم من أن حملها شديد الخطورة إلا أنه
لم يتم قبولها ولكن طلبوا منها الحضور في اليوم التالي لتحديد
موعد حيث سيتم فحصها.
في 12 يونيو زادت حالة عايدة سوءا حيث زاد السعال عندها
بشكل كبير مما دفع شقيقها إلى نقلها بسرعة إلى المستشفى
السلطاني حيث تم إخضاعها للماء والبخار والأوكسجين لتخفيف السعال.
وقام طاقم المستشفى بإجراء فحوصات دم لها وطلبوا منها
الذهاب إلى مستشفى خولة حيث توجد جميع المراجع الطبية
الخاصة بها. وقد أظهرت الأشعة السينية وفحوصات الدم التي
تم إجراؤها لها أنها مصابة في الدم والبول والصدر، وتم إعطاؤها
دواء لمواجهة هذه المشكلات وبعد ذلك تم تسجيل عدم
وجود صعوبة في التنفس خلال اليومين الأولين من دخولها.
وفي اليوم الثالث، بدأت مستويات الأوكسجين لديها في
الانخفاض، مما تطلب نقلها إلى العناية المركزة، وهو ما حدث
في يومها الخامس كمريضة داخلية، وخضعت للتصوير بالأشعة
السينية التي كشفت عن انتشار فيروس كورونا عبر الرئتين،
فاتخذ الأطباء بعد ذلك قرارا بتخديرها ووضعها تحت جهاز التنفس الصناعي.
قال حسن الهاشمي: "كنت أتحدث مع طبيبة النساء والتوليد
عن الموعد المحتمل لولادة زوجتي، نظرا لظروفها، فقالت إنهم
سينتظرون لمدة أسبوع على الأقل، تحسبا لتدهور حالتها
الصحية أكثر. ومع ذلك، وفي وقت لاحق في تلك الليلة، في
الساعة الحادية عشرة والنصف، اتصلوا بي من المستشفى مرة
أخرى لأن حالتها كانت طارئة".
وفي المستشفى قوبل حسن بأخبار مفجعة عند وصوله، فقد
أنجبت زوجته توأمين لكنهما توفيا بعد الولادة بوقت قصير
بسبب صعوبة التنفس، فكان من الواضح أنهما أصيبا بفيروس كورونا من والدتهما.
ببالغ الحزن وعميق الأسى، استعد حسن لدفن طفليه حديثي
الولادة. وكانت عايدة قد تركت وظيفتها في شركة خاصة لرعاية
طفليها الآخرين، يزن 10 سنوات، وآدم 8 سنوات، وكانت
متحمسة جدا للطفلين الجديدين لدرجة أنها حددت اسميهما
البنت مسك والولد نوح حتى قبل أن يولدا.
قال الأب المكلوم: "قعد أن انتهيت من الإجراءات، أخذت
التوأمان بنفسي وغسلتهما في المقبرة ودفنتهما بنفسي في
حوالي الساعة الثانية والنصف ليلا. وبعد الدفن ذهبت
للاطمئنان على زوجتي على أمل أن تتحسن حالتها، ولكنها
كانت لا تزال في حالة حرجة للغاية، على الرغم من أنها ولدت
بشكل طبيعي دون أي مشاكل".
وصل حسن إلى البيت الساعة الرابعة صباحا، وبعد 50 دقيقة
اتصل به الأطباء من مستشفى خولة ليبلغوه إنه في الساعة
الرابعة والربع صباحا توفيت زوجته بعد تدهور حالتها الصحية.
قال حسن: "دفنت أطفالي الساعة الثانية والنصف وماتت
زوجتي الساعة الرابعة والربع. دخلت المستشفى يوم السبت
وخرجت من هناك يوم السبت التالي، أي بعد أسبوع. وبعد أن
دفنت زوجتي كان علي أن أعود وأخبر أطفالي الآخرين – يزن
وآدم بخبرة وفاة والدتهما. لم يكونا يعلمان أنها لم تعد موجودة في هذا العالم".
قالت عبير، شقيقة عايدة، إن الرابطة بين عايدة وأطفالها كانت
قوية جدا، فعندما كانت والدتهما في المستشفى كانا يسألان
بقلق متى ستعود إلى البيت.
قالت عبير: "كانا يبكيان طوال الوقت لأنهما لم يريا والدتهما،
لقد اعتادا على النوم في حضنها عندما كانا صغيرين، لذلك
سبب لهما ذلك صدمة نفسية كبيرة بسبب عدم قدرتهما على
زيارتها في المستشفى، لقد أثر مرضها علينا جميعا".
رغم أن عايدة نقلت المرض إلى أطفالها فقد ظهرت عليهما
أعراض خفيفة فقط وتعافيا من الفيروس سريعا. وكان القرار
بنقلها إلى المستشفى بهدف حماية طفليها اللذين لم يولدا بعد
من آثار نقص الأوكسجين.
أضافت عبير، التي أصيبت بصدمة هائلة عند سماعها بخبر وفاة
أختها: "عندما علمت أنها تعاني من صعوبة في التنفس أصرت
على الدخول إلى المستشفى حتى لا تتأثر ولادتها".
"وعندما سمعت خبر وفاة التوأمين كان الأمر محزنا جدا لنا
جميعا، فمن أجلهما كنت مصرة على الذهاب إلى المستشفى
للعناية بهما. وفكرت في رد فعل أختي عندما تفيق من التخدير
وتعلم أن طفليها حديثي الولادة قد ماتا."
"بعد ساعتين من سماعي بخبر وفاة التوأمين أبلغوني من
المستشفى أن أختي الحبيبة قد ماتت أيضا".
"انهرت من الأخبار المأساوية، فلم أكن أتوقع هذا على الإطلاق.
فعلى كل حال كانت أعراض أختي بسيطة في البداية وهي لم
تأت إلى المستشفى إلا للعناية بطفليها من خلال إعطائهم الأوكسجين".
وعند العودة إلى المنزل، نشر حسن باكيا خبر وفاة زوجته لأبنائه.
"أخبرتهما أننا عندما نموت فإننا نذهب إلى الجنة. وطفلاي
يعلمان أن الجنة أفضل من هذه الحياة، وبعد أن تحدثت
معهما عن الموت والجنة لبعض الوقت أخبرتهم أن والدتهما
الآن في الجنة. كان الأمر صادما تماما بالنسبة لهما".
"بكيا عندما سمعا بخبر وفاتها، ومنذ ذلك الحين يبكيان كل
ليلة ويسألان عنها. أدعو الله أن ييسر عليهم هذه الفترة
المؤلمة وأن يمدنا بالقوة والصبر على تحمل فراقها".
وحتى تحصل النساء الأخريات اللاتي في مثل حالة عايدة على
العلاج الطبي السريع عندما يحتجن إليه، ناشد حسن وزارة
الصحة إعطاء الأولوية للرعاية الصحية للنساء اللاتي يعانين من
حالات حمل عالية الخطورة.
قال حسن: تبين أن زوجتي كانت مصابة بالعديد من الالتهابات
عند إجراء فحوصات لها بعد دخولها إلى مستشفى خولة. ولو
كان المركز الصحي الذي ذهبت إليه في المرة الأولى قد
استقبلها وقدم لها الرعاية لما تفاقمت حالتها. لقد وجد أنها
مصابة في عدة مواضع ... مما أضعف مناعتها وسرع بشكل
كبير من انتشار الفيروس في رئتيها".