عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 2 - 8 - 2021, 05:17 AM
همسه الشوق غير متواجد حالياً
مشاهدة أوسمتي
 عضويتي » 6
 جيت فيذا » 12 - 11 - 2010
 آخر حضور » 7 - 10 - 2023 (05:53 AM)
 فترةالاقامة » 5155يوم
 المستوى » $124 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 18.73
مواضيعي » 19229
الردود » 77327
عددمشاركاتي » 96,556
نقاطي التقييم » 19544
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 1037
الاعجابات المرسلة » 1250
 الاقامه »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهSaudi Arabia
جنسي  »  Female
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » مرتبطه
 التقييم » همسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond reputeهمسه الشوق has a reputation beyond repute
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل star-box
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله twix
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةmbc
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضلهLexus
 
الوصول السريع

عرض البوم صور همسه الشوق عرض مجموعات همسه الشوق عرض أوسمة همسه الشوق

عرض الملف الشخصي لـ همسه الشوق إرسال رسالة زائر لـ همسه الشوق جميع مواضيع همسه الشوق

الأوسمة وسام  
/ قيمة النقطة: 127
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
وسام  
/ قيمة النقطة: 100
E مفتاح الجنة في الصدق

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 



لقدِ انتهى شهرُ الصيام، شهرُ ضبْط النفس ظاهرًا وباطنًا على أوامر القرآن ونواهيه، وكما بيَّن الله - سبحانه وتعالى - أنَّ الحِكمة من هذه الفريضة هي تحقيقُ التقوى؛ إذْ ذَكَر - سبحانه - أنَّه فَرَض الصيام علينا تدريبًا وتعويدًا لنا على تقواه؛ ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].



وبيَّن في آخِرِ أحكام الصيام أنَّ الذي يحقِّق لنا التقوى هو الوقوفُ عندَ حدود الله وأحكامه التي بيَّنها لنا في كتابه، فالنواهي التي نهانا عنها تَقْوانا فيها بالبُعد عنها، وعدم الاقتراب منها، والأوامر التي أمرَنا بها لا نتعدَّاها ولا نتجاوزها، فقال - جلَّ جلالُه -: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].



ففريضةُ الصوم ثمرتُها أن نكونَ مِن المتَّقين؛ لأنَّنا لو حقَّقْنا التقوى لكنَّا أكرمَ الناس على الله في الدنيا والآخِرة؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، ولقدْ عرَّف الحسنُ - رحمه الله تعالى - المتَّقين بقوله: "المتقون اتَّقَوا ما حرَّم الله عليهم، وأدَّوْا ما افترَض الله عليهم"، وقال عمرُ بن عبدالعزيز في تعريف التقوى: "ليستْ تقوى الله بصِيام النهار ولا بِقيام الليل، والتخليطِ فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترْك ما حرَّم الله، وأداءُ ما افترَض الله، فمَن رُزِق بعدَ ذلك خيرًا فهو خير إلى خير".



ومِن أدقِّ التعريفات للتقوى ما قاله طَلْقُ بنُ حبيب إذ قال: "التقوى أن تعملَ بطاعةِ الله على نورٍ مِن الله ترجو ثوابَ الله، وأن تترُكَ معصيةَ الله على نورٍ مِن الله تخاف عقابَ الله".



فالعملُ بالطاعَةِ لله وترْك معصيتِه على نورٍ مِن الله في العمل والتَّرْك؛ رجاءَ ثوابِه، وخوف عقابِه - هو التقوى التي يُريدها الله - عزَّ وجلَّ - لأنَّها اتِّباع لمنهجِ الله الذي أنزلَه في كتابِه، والذي عبَّر عنه طَلْقُ بن حبيب بقوله في العملِ بالطاعة وترْك المعصية: إنَّهما على نورٍ مِن الله، وهي أحكامه في كتابِه.



ففي الصيام ضَبطْنا الغرائز والحواس والنوايا على حدودِ الله وأحكامه، فأمسكْناها عن الوقوعِ في نهيه، أو التقاعُس عن تنفيذ أمرِه، تمثَّل هذا في كبْح جِماحِ الغرائز بالكفِّ عن الأكْل والشُّرب والجِماع من الفَجْر إلى اللَّيْل، والحواس في إمساكِ العين عن النظَر الحرام، واللِّسان بإمساكه عن الكذبِ واللغو والزور، والغِيبة والنميمة والشَّتْم، والأذن بعدمِ إصغائها لهذه المحظورات، بل التحكُّم في ردودِ الأفعال لمَن يستفزُّك، فلا نقابل الإساءةَ بالإساءةِ، وإنما بكظْمِ الغيظ والعفوِ عن الناس، وذلك مِن آداب الصوم وتدريبه للوصولِ للتقوى.



تأمَّل قولَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإذا كان يومُ صوم أحدِكم فلا يَرْفُثْ ولا يصخبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه، فليقل: إنِّي امرؤٌ صائِم))؛ رواه البخاري.



إنَّنا نجد الصائمَ الذي صامَ لله، وتمسَّك بأحكامِ الصيام، قد ضبَط نفسَه في أقواله وأفعاله وأحواله على ما جاءِ في القرآن مِن أوامرَ ونواهٍ، فكان على هُدًى ونور مِن الله الذي أوْدَعه؛ ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]، وبذلك يكون الصائمُ قد طَرَق أبوابَ التقوى، وأقام في منازلها.



إنَّ التمسُّكَ بأداء فرائض الإسلام، والبُعد عمَّا حرَّم الله - فلاحٌ وتقوى، واستجابةٌ لوصية الله لجميعِ خَلْقه في قوله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]، واستجابةٌ لوصيةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأمَّة، فكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا بَعَث أميرًا على سَرِيَّة أوصاه في خاصَّة نفسه بتقوى الله، وبمَن معه مِن المسلمين خيرًا، ولمَّا خطَب - صلوات الله وسلامه عليه - في حَجَّة الوادع وصَّى الناس بتقوى الله، وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - الذي خرَّجه ابنُ حبان وغيرُه: قلت: يا رسولَ الله، أوصِني، قال: ((أُوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأسُ الأمرِ كلِّه)).



وخرَّج الإمامُ أحمدُ مِن حديث أبي سعيدِ الخُدري قال: قلت: يا رسولَ اللهِ، أوصِني، قال: ((أوصيك بتقْوى الله؛ فإنه رأسُ كلِّ شيء، وعليك بالجهاد، فإنَّه رهبانيةُ الإسلام))، وخرَّج هذا الحديثَ غيرُه، ولفظُه: قال: ((عليك بتقوى الله؛ فإنَّها جِماعُ كلِّ خير)).



فالخيرُ كلُّ الخير لنا في الدنيا والآخِرة في التقوى، فما هو الطريقُ الذي نتَّبِعه حتى تكونَ التقوى صفةً لازمةً لنا في حِلِّنا وتَرْحالنا، في كلِّ أيامنا وشهورنا، وسِمة لازمة، وليستْ صِفة طارئة موسميَّة تزول وترحل عنَّا برحيل رمضان؟



الطريقُ لدوام التقوى يكون بالصدق:

إنَّ الصِّدق هو الطريقُ الأقوى المؤدِّي إلى رِضوانِ الله - سبحانه - فمَن سلَكه كان مِن الواصلين الناجين، ومَن حاد وانحرَف عنه كان مِن المنقطعين الهالكين؛ إذ بالصِّدقِ تَميَّز أهلُ النِّفاق مِن أهل الإيمان، وسكَّان الجنان من أهل النِّيران، فالصدق رُوح الأعمال، ومحكُّ الأحوال، وهو أساسُ بِناء الدِّين.



ولقد قال الله وحَكَم وبيَّن أنَّ المتقين الذين صَدَقوا، والصادقون درجتُهم ورتبتهم عالية، فدرجتُهم تالية لدرجةِ النبوَّة، التي هي أرفعُ درجات العالَمين، وما نال الصادقون هذه الدرجةَ العالية والإنعام العظيم إلا بطاعتِهم لله ورسولِه في كلِّ الأوامر والنواهي؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].



وعندَ ذِكْر الله لإبراهيم - عليه السلام - مدَحَه بالصِّدِّيقيَّة التي تأتي درجةُ النبوَّة بعدها، فمدَحَه بهما؛ قال - تعالى -: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، وفي ذِكْره ومدْحه لإدريس - عليه السلام - ذَكَره بالصِّدِّيقيَّة والنبوَّة، وهي الدرجةُ التي فوق الصِّديقيَّة مباشرةً؛ ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 56].



ولقدْ بيَّن الله - سبحانه - أنَّ الخيرَ لمَن يصدق الله في الإيمان به والطاعة له ولرسولِه في الأعمال، والقول المعروف الحسَن لرسولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال - تعالى -: ﴿ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21].



إنَّ الله - سبحانه وتعالى - قسَّم الناس إلى: صادِق ومُنافِق، فقال - سبحانه -: ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأحزاب: 24].



والإيمان أساسُه الصِّدق، والنفاق أساسه الكَذِب، فلا يجتمع كذبٌ وإيمان؛ قال - تعالى -: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2 - 3].



وحتَّى لا تَفْسد على المتَّقي تقواه، ويستمر ثبوتُه واستقرارُه عليها ودوامه بعد أنْ أمرَنا بها - أمرَنا أن تكونَ معيَّتُنا ومصاحبتُنا للصادقين؛ لأنَّ غيرَ الصادقين هم المنافِقون الكاذبون، وهم أهلُ الغَفْلة والبُعد عنِ الله؛ لأنَّهم لا يخافون مقامَه - سبحانه - فنَافقوا وكذَبوا، فصُحبتُهم أضرُّ شيء على التَّقي الصادِق، وهؤلاء هم قُطَّاع الطريق الموصل لله، فلا يجتمع بهم التَّقي إلا لضرورةٍ، وعندئذٍ لا يجتمع بهم ولا يَصحبُهم إلا بقالبِه ويُجهِدون قلبَه ورُوحَه، فالمعية والصُّحبة الدائمة تكون مع الصادقين؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]؛ وذلك لأنَّ الصادقين هم الثابِتون الدائِمون على التقوى، والسائِرون في الطريقِ إلى الله؛ قال بعضُ الصالحين عن الصِّدق: "مَن لم يؤدِّ الفرْضَ الدائم لا يُقْبَل منه الفرْضُ المؤقَّت، قيل له: وما الفرض الدائم؟ قال: الصِّدق".



الصِّدِّيقيَّة والصِّدق المساوي للتقوى:

إنَّ الصِّدِّيقيَّة هي أعْلى درجة يصِل إليها السالِك إلى ربِّه من غيرِ الأنبياء - عليه السلام - لأنَّ النبوَّة في الدرجة العُليا والرتبة الأولى الأقرَب إلى الله، إلا أنها باختيارٍ واصطفاءٍ مِن الله، يَليها درجةُ الصِّدِّيقيَّة التي يصل إليها العبدُ بمجاهدةِ النفس وإلزامها بتقوى الله في السِّرِّ والعَلَن، والظاهر والباطن، على نورٍ مِن كتاب الله وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومِفتاحها أنْ تكونَ صادقًا، فترتقي فتكون صدوقًا، وهو أبلغُ مِن الصادق في التزامِه بالصدق، ثم تتحرَّى الصدقَ في حركاتك وسكناتك، وفي كلِّ حالاتك فتكون صِدِّيقًا، وهو أبلغُ مِن الصدوق، وقِمَّة الصِّدق وغايته هو الصديقيَّة - جعلَنا الله منَ السالكين في طريقها.



فالصِّدق مِفتاح الصِّديقيَّة ومؤداها؛ كما في الصحيحَيْن من حديثِ عبدِالله بن مسعود - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((إنَّ الصِّدْق يَهدي إلى البِر، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجَنة، وإنَّ الرجل ليصدُق ويتحرَّى الصِّدْق حتى يُكتَب عندَ الله صِدِّيقًا، وإنَّ الكذِبَ يَهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفجور يَهدي إلى النار، وإنَّ الرجل ليكذِبُ ويتحرَّى الكذب، حتى يُكتب عندَ الله كذَّابًا)).



إنَّ الصِّدقَ المساوي للتقْوَى أو قُلْ - إنْ شئت -: التقوى الدائمة هي الصِّدقُ في الأقوال، بأنْ تكونَ أقوالُه مساويةً للحقيقة والواقع، والصدق في الأعمال والأفعال هو استواءُ الأفعال على الأمر والنهي لله ولرسوله، والصِّدق في الأحوالِ هو استواء أعمالِ القَلْب والجوارح على الإخلاصِ لله، وفي آية البِرِّ الذي بيَّن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ الذي يَهدي إليه ويفتح بابَه هو الصِّدق: ((إنَّ الصِّدق يَهدي إلى البِرِّ))، وحَكَم الله في ختامِ آية البِر بعدَ ذِكْر خِصاله أنَّ مَن فعَل هذه الخصالَ هو الصادق والتقي، فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].



إنَّ هذه الآيةَ الكريمة حاوِيةٌ لجميع الكمالات البشريَّة تصريحًا أو تلميحًا، ومع كثرة الخِصال المذْكورة فيها، إلاَّ أنَّها مُنحَصِرةٌ في خِلالٍ ثلاث، أو أُصولٍ ثلاثة، هي البِر في العقيدة، والبِر في الأخلاق، والبِر في العمَل.



فالعقيدة في قوله - سبحانه -: ﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177]، وهذا هو الإيمانُ الذي مَحلُّه القلْب.



والعمل في قوله - تعالى -: ﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 177]، وهذا هو الإسلام، وتجده يَتكوَّن مِن عنصرين: عنصر يربط الإنسان بربِّه، وذلك مُتمثِّل في الصلاة التي يقِف فيها بين يديه خاشعًا مستحضرًا عظمةَ ربِّه - سبحانه - والعنصر الثاني يربط الإنسانَ بالناس وحُسْن المعاشرة لهم، وتبادل التراحُم والتعاطُف، وبرهانُ ذلك إنفاقُ المال، وقُدِّم في ذِكره إنفاق النَّفْل والتطوُّع على الإنفاق المفروض بالزكاة؛ مبالغةً في الحثِّ عليه، ومواساة المحتاجين.



والأصل الثالث: الأخلاق، وهو ثمرةُ البِر في العقيدة وأساس البِر في العمل، وذلك في قوله - تعالى -: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ﴾ [البقرة: 177]، فذَكر - سبحانه - مبدأَيْن أخلاقيين، لهما أثرُهما العظيم في حياةِ الفرْد والجماعة:

المبدأ الأول: هو الوفاءُ بالعهد، وهو يشمل العهدَ بيْن العبد وربِّه في أدائِه للتكاليف والشرائع، وما بيْن الإنسانِ والإنسان مِن عقودٍ والتزامات خاصَّة أو عامَّة، ولقد حثَّ القرآنُ على الوفاءِ بالعهود والعقود، فالموفون بعهدِهم هم الذين يقومون بأداءِ الواجب.



والمبدأ الثاني: هو الصَّبْر، وهو الثباتُ في مُقاومة الصِّعاب والتغلُّب على العقباتِ وحَبْس النفس عنِ الهوى والشهوة، والوقوف عندَ حدود دِين الله لا يَتعدَّاها، ولا يقترب منها، والدعوة إلى الدِّين بالتي هي أحسنُ والدِّفاع عنه.



وذَكَر أشدَّ المواقف التي يحتاج فيها الإنسانُ للصبر، وهي الفقْر والمرَض والحرْب؛ لأنَّ الإنسانَ إذا وطَّن نفْسَه على الصبر في هذه المواطن الثلاثة، كان من السهل عليه الصبرُ في غيرها، وأقوى احتمالاً وعملاً.



هذا هو البِرُّ الجامع لخِصال الخير، وخُتِمت الآية الكريمة بالإشارةِ إلى أنَّ مَن جمَع هذه الخصالَ وتلك الأصول، هم الذين صدَقوا في الدِّين واتِّباع الحقِّ، وتحرِّي البر؛ حيثُ لم تُغيِّرْهم الأحوالُ، ولم تزلزلْهم الأهوالُ، ثم كرّر لفظ الإشارة؛ للتنويهِ بشأنِ مَن جمَع هذه الخصالَ، ووسط الضمير "هم" بيْن الإشارة والمتَّقين؛ لبيانِ أنَّ مَن جمَع هذه الخصالَ تنحصر التقوى فيهم دون غيرِهم، فحَكَم لهم بالصِّدْق أوَّلاً، فالصادقون في هذه الخِصال تنحصر فيهم التقوى؛ قال - تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].



فالصِّدْقُ في الإيمان وفي الإسلام، والصِّدق في الأخلاق - يُحقِّق التقوى لنا على الدوامِ، ندعو الله أن نكونَ مِن الصادقين الحائزين للتقوى على الدوامِ.



وصلاةً وسلامًا على أعظمِ الصادقين سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحْبه وسلَّم


الموضوع الأصلي :‎ مفتاح الجنة في الصدق || الكاتب : || المصدر : شبكة همس الشوق

 




 توقيع : همسه الشوق


رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .