كريمُ اليد واسعُ الجُود؛ جاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلَين، ورأى رجلٌ عليه بُردةً فقال:
اكسنيها ما أحسنها، فأعطاه إياها؛ رواه البخاري.
طيبٌ لا يأكل إلا طيبًا، يتوارى عن أي شُبهةٍ في المطعَم أو المشرَب، قال: «إني لأنقلبُ
إلى أهلي فأجِدُ التمرةَ ساً على فراشي فأرفعها لآكلَها، ثم أخشى أن تكون صدقةً فأُلقيها»؛
متفق عليه.
يُجِلُّ صحابته ويُعظِم مكانتهم وإن كانوا حديثي السن، قال عن أسامة بن زيد - وهو لم
يتجاوز حينذاك الثامنة عشرة من عمره -: «أُوصيكم به فإنه من صالحيكم»؛ رواه مسلم.
وإذا مرِضَ أحدهم عادَه وحزنَ لمُصابه، زار سعد بن عبادة فوجدَ مرضَه شديدًا فبكى.
وفيٌّ مع صحابته، لم ينسَ فضلَهم وإيثارهم، آخر يومٍ صعد فيه المنبر قال: «أُوصيكم
بالأنصار؛ فإنهم كرِشي - أي: جماعتي وموضع ثقتي -، وعَيبتي، وقد قضوا الذي عليهم
وبقِيَ الذي لهم، فاقبَلوا من مُحسِنهم وتجاوزوا عن مُسيئهم»؛ رواه البخاري.
وحفظَ لخديجةَ مواقفها العظيمة وبذلَها السخيّ وعقلَها الراجِح، فكان يذكرها بالخير بعد
وفاتها ويصِل أقرباءها ويُحسِن إلى صديقاتها.
وأمر بسدِّ كل خَوخةٍ - أي: باب - من البيت يُفتَح على المسجد النبوي سوى باب أبي بكرٍ
- رضي الله عنه - وفاءً له.
ومع عِظَم أعباء ما أُوكِل إليه من الرسالة كان جميلَ المعشَر مع أهله مُتلطِّفًا معهم، فإذا
دخل بيتَه يكون في مهنتهم، وإذا حضرَت الصلاة خرج إلى الصلاة.
رقيقٌ مع أولاده وأحفاده مُكرمٌ لهم، إذا دخلت ابنتُه فاطمةُ يقوم لها ويأخذ بيدها ويُجلِسُها
في مكانه الذي كان يجلسُ فيه.
وكان يضعُ الحسنَ على عاتقه فيقول: «اللهم إني أُحبُّه فأحِبَّه»؛ متفق عليه.
وخرج على صحابته وبنتُ ابنته أمامةُ على عاتقه، فصلَّى بها فإذا ركع وضعها،
وإذا رفع رفعها؛ متفق عليه.
وصف عثمانُ - رضي الله عنه - معاملتَه لصحابته فقال: صحِبنا رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - في السفر والحضَر، وكان يعودُ مرضانا، ويتبَعُ جنائزنَا، ويغزو معنا،
ويُواسينا بالقليل والكثير؛ رواه أحمد.
ذاقَ من الحياةِ مُرَّها ولأواءها؛ قالت عائشة - رضي الله عنها -: دخلت عليَّ امرأةٌ
ومعها ابنتان لها تسأل، فلم تجِد عندي شيئًا غير تمرةٍ واحدة؛ متفق عليه.
وربطَ على بطنه الحجرَ من الجوع؛ قال عمر - رضي الله عنه -: لقد رأيتُ رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يظلُّ اليومَ يتلوَّى، ما يجدُ من الدَّقَل - أي: التمر الرديء - ما يملأ
به بطنَه؛ رواه مسلم.