اقتصاص المظالم بين الخلق
يقتص الحكم العدل، سبحانه وتعالى، في يوم القيامة للمظلوم من الظالم، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة، حتى الحيوان يقتص لبعضه من بعض، فإذا انططحت شاتان إحداهما جلحاء لا قرون لها، والأخرى ذات قرون، فإنه يقتص لتلك من هذه، فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول اللهيمنعصلى الله عليه وسلمقال : «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» (رواه مسلم) .
والذي يعتدي على غيره بالضرب يقتص منه بالضرب في يوم القيامة، فعن عمار رضي الله عنه قال : قال رسول اللهيمنعصلى الله عليه وسلم: «من ضرب مملوكه ظالمًا أقيد منه يوم القيامة» (صحيح: صحيح الجامع) .
عظم شأن الدماء : من أعظم الأمور عند الله أن يسفك العباد بعضهم دم بعض في غير الطريق الذي شرعه الله، تبارك وتعالى، ولعظم أمر الدماء فإنها تكون أول شيء يقضى فيه بين العباد ، قال رسول اللهيمنعصلى الله عليه وسلميمنع: «أول ما يقضى بين الناس، يوم القيامة في الدماء» (رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ له) .
ولا تعارض بين هذا الحديث وحديث : «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته..» (صحيح: صحيح الجامع وقال أنه رواة تميم الداري وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، ولا يعارض هذا حديث أبي هريرة رفعه : «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته» الحديث أخرجه أصحاب السنن، لأن الأول محمول على ما يتعلق بمعاملات الخلق .
والثاني : فيما يتعلق بعبادة الخالق ، وقد جمع النسائي في روايته في حديث ابن مسعود بين الخبرين، ولفظه : «أول ما يحاسب العبد عليه صلاته، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء» أ.هـ (فتح الباري) .
قلت : وحديث النسائي صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة ويكفي، إن شاء الله، عدم تعليق الحافظ ، رحمه الله عليه أي أنه صحيح عنده رحم الله سلفنا وبارك في علمائنا .