أحيت قتيل الحب عين حياتها
ورنت فاودي الصب من لحظاتها
وتلفتت بين الظباء بجيدها
تعطو فاغضى الريم من لفتاتها
سكرى الجفون سقتك من أجفانها
أضعاف ما تسقيك من طاساتها
فكأن في الكاسات ما في عينها
وكأن ما في العين في كاساتها
ميلاء قد دار المدام براسها
فهوت ترد الراح في راحتها
عاداتها المشي الرخاء تكفيّاً
فجرت على ما مرَّ من عاداتها
عدَّت جنايات الهوى وجنايتي
أني جنيت الورد من وجناتها
أن تعبد النار المجوس بخدها
فمواقد النيران منشأ ذاتها
موهت حين حمت بنجد بيتها
فسألت بالغورين عن أبياتها
دين وماطلة الديون لوت به
وقضت عليَّ بعذَّلي وقضاتها
ولقد خلوت بها بعف سريرة
لم أقترف بالذنب في خلواتها
نظرت فبيض الهند من أجفانها
وخطت فسمر الخط من قاماتها
يا أخت معتنق السيوف ألية
لولاك طاح أخوك في لهواتها
وقناة معتنق الرماح قوامها
بالصف يطعن لا طويل قناتها
حملت ولولا أن أراوغ دونها
قدَّت عليَّ الدرع في حملاتها
وتنكبت من حاجب قوساً لها
يرمي سهام الغنج من تلاتها
بدوية حضرية قمرية
قمرية شتى صنوف لغاتها
عرضت تشوب حضرة ببداوة
فأبان عن لغطين لغط قطاتها
وشمائل للخمر من نشواتها
ومخائل للروض من نشآتها
تروي صباح الجوهري مكرراً
من ثغرها درراً ثقاة رواتها
ورخيمة لألفاظ ودَّ مخارق
يروي رقيق غناه عن نغماتها
قد قام سواس الحلي مرجعاً
فوق المطي يضجع في لباتها
حتى كأن ريني رجع حليها
في عجز في السير رجع حداتها
تمش قصير الخطو بين لداتها
إن أسرعت مشي القطا بأناتها
عيناء أن عنَّت لعينك خلتها
نشأت مع الآرام في غابتها
بالقاعة الوعساء من رمل الحمى
بين الظباء العفر من ظبياتها
وسرى بها أرج الهنا فتضوعت
منه الرياض الجو في جنباتها
وبها أكاويب المسرة أترعت
وشدت عنادلها في أثلاتها
في عرس شبلي غابتين لدى اللقا
زجراً أسود الغاب عن وثباتها
صقرين طارا للعلاء فحلقا
حتى إذا وقفا على غاياتها
قذفاً على سرب المكارم عزمة
بهويها بزّت فراخ بزاتها
صلّين تحترق الربى أن نضنضا
بشواظ سمهما بحرِّ صفاتها
طرفين يكبو الطرف عن شأوٍ به
سبقا جياد العزم في كتباتها
جالا بمضمار العلاء فجليا
سبقاً فكلٌّ حائز قصباتها
جنيا جني العز حيث بنو الورى
بالوهن تجني الذل من ثمراتها
ونماهما للمجد خير أبٍ له
قد دالت الدنيا بست جهاتها
عقد الثناء عليه أرفع راية
يرخي ظلال العز من عذباتها
وأغر أن بزغت مناقب علمه
زانت سما العليا بحسن سماتها
فكأنما الأقمار من حسادها
والنيرات البيض من ضراتها
ذو راحة دفقت بخمس أنامل
أجرى البحار السبع في غمراتها
لو قد تعلق أصبع من حاتم
فيها لناط هباته بهباتها
ما فاه فوه بغير أصدق لفظة
بين الورى هي هاكها لا هاتها
دانت له الأشراف من أشرافها
وعنت له السادات من ساداتها
ما أن نأت من حاجة أو أن دنت
إلا به قضت الورى حاجاتها
محيي الورى بحياته ومن الذي
من دونه لحياتها ومماتها
من عصبة مضرية علوية
عقدت عصابتها أكف سراتها
نزلت بمستن البطاح وقبل ذا
ركبت إلى العيا شبا عزماتها
بيض الوجوه تهللت بعوارض
كأهلَّةٍ تستن في هالاتها
أقمار غاشية الدجي بوجوهها
فكأنما قسمت على قسماتها
كشف الدجى أما ببيض وجوهها
أو بالجفان البيض من جفناتها
الناهبين من المغيرة خيلها
والواهبين كرامها لعفاتها
والفارضين على الأنام صلاتها
والقائمين لها بفرض صلاتها
والحاقنين دم النفوس إذا ارعوت
وإذا التوت هدر النفوس ديانها
ومحصنين خيولهم أكفالها
ومعرضين إلى الطعان طلاتها
عرب تحمحم بالصهيل عتاقها
ويبين عتق الخيل في صهلاتها
فكأنما تدعو الصريخ بصوتها
حيث الرجال تغض من أصواتها
غر محجلة إذا استقبلتها
شمخت بعزتها وحجل شواتها
فكأنما الجوزاء في أرساغها
والكوكب الدري في جبهاتها
أبني الغطاريف الذين ببيضهم
جدعوا من الدنيا أنوف طغاتها
دمتم بني العلياء ما غنّت على ال
أفنان ذات الطوق في فقراتها
إبراهيم الطباطبائي |
|
|
|