فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار)
ثمانيةٌ تجري على المرء دائمًا ولا بُد أن المرء يلقى الثمانية: سرورٌ وحزنٌ، واجتماعٌ وفرقةٌ، ويُسرٌ وعسرٌ، ثم سُقمٌ وعافية، هكذا الحياة مهما امتدت قصرت، ومهما طالت نقصت، النَّفس من أنفاسك يُقربك إلى دارك وينقلك من دارك، نعم من دار الدنيا إلى الدار الأخرى، جعل الله في الليل والنهار عِبرًا، وفي المساء والصباح عجبًا، جعل الله في تقلب الأيام ومرور الشهور والأعوام تذكرةً وعظةً للأنام (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الأَبْصَارِ)
من عرف حياته عرف وقته، ومن عرف وقته صان حياته؛ الأعمار مهما طالت لا بُد من الفناء، والدنيا مهما ازدانت فمآلها إلى الزوال؛ فهي كأنما دخل المرء من بابٍ وخرج من آخر.
سبحان الله! ما أسرع الليالي! تمضي الأعوام تلو الأعوام وكأنها أضغاث أحلام.
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ *** إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لَا يُخْدَعُ
الليل ماضٍ والنهار جارٍ ولا يبقى للإنسان إلا عمله الباقي.
أليسَ من الخـسرانِ أنَّ لياليًا *** تمرُّ بلا نَفع وتُحسبُ من عمري؟