قصة اليس في بلاد العجائب الحقيقية
“اليس” فتاة صغيرة تبلغ من العمر اثنا عشر عاما، تتمتع بقدر عالٍ من الذكاء المتقد؛ بكل يوم تذهب للمدرسة في الصباح الباكر وعندما تعود تدرس وتذاكر دروسها، وما إن تفرغ من حل كل واجباتها المدرسية تساعد والدتها في الأعمال المنزلية.
وفي العصر تخرج وتجلس بجوار أختها الكبرى على الأرجوحة، وقد اعتادت أن تقرأ لها أختها بكل يوم قصةيمنعممتعة وشيقة؛ ولكن بهذا اليوم جلست بجوار أختها والتي كانت تحمل كتاباً في يديها جعلها تنشغل عن “اليس” ولم تولها أي اهتمام، فشعرت “اليس” بالضجر والممل، وكانت النتيجة أنها غفوت ونامت مكانها.
وعندما نامت “اليس” حلمت بأنها فييمنعبلاديمنعالعجائب، تلك البلاد التي كانت تروي لها عنها جدتها الكثير من القصص والحكايات، وجدت نفسها في حديقة مليئة بالزهور الجميلة، ورأت أرنبا يرتدي ملابس جميلة، وقد كان ينظر في ساعته فاندهش وقال: “لقد تأخي بي الزقت، وانتصف النهار، يجب علي أن أسرع لألحق ما فاتني”!
تعجبت “اليس” من حديثه لذلك أرادت أن تلحق به، فركضت خلفه بعدما ألقت كامل الزهور التي كانت بيده والتي كانت قد جمعتها من الحديقة، وبينما كانت تركض بسرعة خلفه سقطت في خفرة عميقة، حاولت وحاولت واستطاعت الخروج في النهاية منها، وواصلت اتباع الأرنب ذا الملابس الجميلة، فوجدت نفسها في قاع نفق طويل وضيق.
لم تستطع “اليس” المضي بداخله لكبر حجمها، فوجدت زجاجة مكتوب عليها اشربيني، فشربتها فتضاءل حجمها وأصبحت صغيرة للغاية، فأكملت طريقها وتبعت الأرنب، وبنهاية النفق وجدت حديقة فسيحة ما أجمل منظرها، ووجدت كعكة شهية فأكلت منها فتضخم حجمها وأصبح أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، وعندما رآها الأرنب بهذه الضخامة ذعر منها وفر هاربا، وبينما كان يهرب منها أٍقط قفازه من يده، فأمسكت به “اليس” ووجدت به مروحة صغيرة فقامت بتشغيلها، وعادت لحجمها الطبيعي في الحال.
فرحت “اليس” كثيرا بعودتها لحجمها الطبيعي، لذلك قامت بإلقاء المروحة في المياه، فسمعت صوت فأر يستنجد بها لتساعده، فساعدته وبعدما انتهت رأت نباتا غريبا عملاقا، ووجدت خلفه قلعة وقصرا، فذهبت تجاههما، ووقفت أمام باب القصر والذي فتح من تلقاء نفسه، وخرجت من داخله أميرة جميلة للغاية تسير عند قدميها قطة لطيفة.
قدمت “اليس” التحية للأميرة ولكنها لم تلقي لاليس بالا، فانزعجت منها اليس، ولكن قطتها اقتربت عند قدمييمنعاليسيمنعوقالت لها: “هناك أرنب ظريف للغاية، لابد لكِ من زيارته، ولكن أسرعي في ذلك”.
أكملت “اليس” طريقها بالغابة وإذا بها تجد شجرة عملاقة، ووجدت بنهاية جذعها باباً عملاقاً فدخلت منه، وعندما دخلت وجدت أرنباً أبيضاً، نظر ذلك الأرنب لاليس، وأشار بإصبعه، فنظرتيمنعاليسيمنعإلى ما أشار إليه الأرنب الأبيض فرأت قطاً يبتسم، ووجدت سلحفاة صامتة، على عكس الببغاء التي رأته يتحدث كثيرا دون توقف، والقرد الذي يتحرك ولا يتوقف أيضا مطلقاً.
أصابيمنعاليسيمنعشعور بالتعجب الشديد من حال هذه الحيوانات الغريبة والطيور، فهمت بالهرب بعيدا عنهم، ولكنها وجدت نفسها أمام ملك في محكمة، وهو يقول: “نادوا على الشاهد الثالث”!
فسمعت الأرنب الأبيض يصرخ ويقول: “الشاهد الثالث هي اليس، هيا تعالي إلى هنا”.
تقدمتيمنعاليسيمنعللملك فسألها قائلا: “ما الذي تعرفينه يا اليس؟”
فأجابت: “لا أعرف شيئا”.
وما إن أجابت عليه بهذه الإجابة حتى استشاط غضبا عليها، وأمر جنوده بالذهاب والقبض عليها، فرأتيمنعاليسأن جنوده يتطايرون تجاهها مثل الأوراق المتطايرة، فصرخت في وجههم جميعا قائلة: “إنني لا أخاف الأوراق”.
ودامت المعركة بينها وبين جنود الملك حتى سمعت صوت أختها تناديها قائلة: “استيقظي يا اليس، لقد نمتِ طويلا”.
فاستيقظتيمنعاليسيمنعوقالت: “هل كل هذا كان حلما؟!”
اندهشت أختها وسألتها: “أي حلم؟!”
فقال اليس: “لقد حلمت بأنني كنت فييمنعبلاديمنعالعجائبالتي كانت تحكي جدتي لي عنها كثيرا”.
طلبت منها أختها أن تحكي لها ما رأت في حلمها ولكن بعد تناول الطعام