الوقت يساهم في إنضاج كل شيء؛ فهو يركض بسرعة، دون أن نستطيع استرجاعه؛ فالوقت يبقى، ونحن إلى زوال.
الوقت هو المعلِّم الأكبر لنا، لكنه لا يرحم؛ فهو كالبلدوزر، يأتي على كلشيء.
الذين يتذمرون من قِصَر الوقت يُضيِّعون وقتهم في التذمر من قِصَره كما قال (لا بروبير): "كيف نروض الوقت لصالحنا"؟!!
فإذا كان الوقت يقتلنا فإننا نحن من قتله، فالوقت يمضي ونحن فانون!
وهناك من يتساءل: كيف أقتل وقتي؟!
ويجيب آخر: إن الوقت الضائع لا يعود، فالوقت والإنسان أثمن من الذهب.. فلا نبذر الوقت؛ لأنه المادة التي تُصنع منها الحياة.
يقول نابليون: "يمكنكم أن تطلبوا مني أي شيء تحبونه إلا الوقت".. إنه يشفي كل الجراح، ويعالج المشكلات المستعصية؛ ولذلك يقولون: عليك أن تكسب الوقت. وشكسبير، يقول: "لنقبض على الدقيقة الحاضرة من مقدمة رأسها".
دائمًا ما نجد الوقت خصيمًا لنا: في قاعة الاختبار، وصالة المطار، وميدان القدم، وانتظار الوظيفة.. إلى آخره..
نحن لا نقدر ثمن الوقت، ولكننا نشعر بخسارته، فإذا كنا نمتلك الوقت فالأجدى إنفاقه فيما يفيد، وأن نبتعد عن قولنا: لدي فراغ.. كيف أقتله؟!
فهذا الفيلسوف جوته يتساءل، "قل لي ما الذي يشغل وقتك، أقل لك من أنت".
إنه المبرد الذي يقرنا بصمت، فلا تضيّع وقتك في التأسف على وقتضيعته.
إنه روح العالم، فالوقت المفقود لا يُشترى بالنقود.
من يتنفس الوقت ويشهقه يزفر همومه، ويستقبل أفراحه، ومن يركض معه يصل لمبتغاه، فالحالم دائمًا ما يحقق مبتغاه.
كثيرون من اختصر الوقت، ومضى في مراده قبل أن يمضي عمره، ومن سرقه الوقت وبرده دون نتيجة إيجابية، فذاك مَن ركله الوقت ومضى عمره!!