هدوء المكان استفز أناملي
وبث بداخلي نشوة التأرجح عاليا على أرجوحة أبجديتي .. تداعبني الحروف
فأحتضنها إليّ كما هي العادة ..
ورغم السكينة التي تملأ الأرجاء شعرت بحضورها الصاخب
يهيمن على فكري ، لقد بعثرتْ كل ذرة خشوع بشغبها ..
ولكن هل يُعقل ؟!
هل يُعقل هذا الإحساس المجنون بيننا
هل يُعقل أن تشاطرني كل شيء بلا انتهاء
بدءا بمولدي وملامحي التي ناصفتني إياها
فأصبحت مرآتي بلا منازع
مرورا بتلك الأطباع التي تقاسمناها سويا
يا إلهي من أين أبدأ وهل يوجد للحديث عنها نهاية ؟!
هي لا ترضى بالقليل مني وأنا أقبل لها أن تكون " أنا "
في أي مكان لا أكون فيه
هي الفكر عندما تسيطر عواطفي علي ،
هي القلب عندما يحتاج عقلي للرفق ..
لا شك بأنها توأمي للحد الذي أسمح به لنفسي أن أؤذِيَها
أو أوبخها
لكن إذا تجرأ أحد غيري فالويل له ..
هي من تعطي لنفسها الصلاحية بأن تهجرني عندما أُغْضِبها
ولكن تعقد معي
هدنة صلح إذا فكر أحدٌ ما بالتطاول علي ..
كم يحلو لي أن أُخيفها بنظرة لؤم أطلقها نحوها عندما
تحاول التملص بأفكارها بعيدا عني
ثم تستسلم لتفكر معي بصوت عالي ..
وكم تضحكني كثيرا عندما تلعب دور الأم
وطفلتها بفرق الدقائق بيننا التي تتخذها حجة لأفعالها ..
لا بأس ، فلتمثل من الأدوار ماشاءت
لأنها نصفي الآخر الذي لن يكون يوما
بمثابة صديق عابر أو حبيب خائن ..
فقط لأنها هي لن أخاف أن تتركني يوما بسبب عيب أو خطأ
بل أنا على ثقة أنها ستعالج زلاتي بصمت ..
ستبحر بي إلى بر الأمان حتى و إن أصبحتْ
بين أمواج الخطر ..
وتطول الكلمات وتتوه الأحرف عندما يسألونني
ألا يوجد لهذا الجنون حدٌ من الانفصال بالنفس ؟!
وهل يُعقل .. هل يُعقل أن يُباح لي الانفصال عنها
وأنا قد أحببت العيوب فيها قبل الحسنات
هل يُعقل ؟
وأنا التي تمنيت عمرا آخر أتشاركه معها من جديد بكل التفاصيل
وبنفس التشابه ..
صدقيني توأمي
" أيّ اختصارٍ عن حياتي لستِ فيه فهو باطل "
؛