هل ثبت في النصوص أن مكة المكرمة هي مركز الأرض
- القرآن وعلومه » تفسير القرآن.
102590: هل ثبت فييمنعالنصوصيمنعأن مكةيمنعالمكرمةيمنعهي مركزيمنعالأرضيمنع؟
سَمعتُ بأنّ مكةيمنعالمكرمةيمنعمركزُ الأرضِ . هَلْ ذلك حق ؟
الحمد لله
دراسة هذه المسألة تتفرع إلى جانبين اثنين :يمنع
الجانب الشرعييمنع، وذلك للبحث عن الأدلة من القرآن والأحاديث والآثار الواردة في هذا الموضوع .يمنع
والجانب العلمي :يمنعللنظر في الأبحاث العلمية والبراهين الحسية التي تبين القضية .
أولا :
أما الجانب الشرعي فقد قال بعض أهل العلم :يمنع
إن في القرآن الكريم إشارات إلى هذه النظرية ، وفي السنة النبوية وآثار السلف تصريحٌ بها .
أما إشارات القرآن ففي قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً ) البقرة/143 ،يمنع
لأن الآية في معرض الأمر باتخاذ الكعبة قبلة ،يمنع
فكأن معنى الآية : كما كانت الكعبة وسطيمنعالأرضيمنع، كذلك جعلناكم أنتم أمةً وسطا بين الأمم .
يقول القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (2/153) :
" المعنى : وكما أن الكعبة وسطيمنعالأرضيمنع، كذلك جعلناكم أمة وسطا " انتهى .يمنع
ولكن هذا واحدٌ من وجوه ستة يذكرها المفسرون في طرفي التشبيه في قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم ) ،يمنع
لعل أظهرها ما ذكره ابن جرير الطبري في "تفسيره" (3/141) :
" كما هديناكم - أيّها المؤمنون - بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وبما جاءكم به من عند الله ، فخصصناكم بالتوفيق لقِبلة إبراهيم وملته ، وفضلناكم بذلك على مَن سِواكم مِن أهل الملل ، كذلك خصصناكم ففضَّلناكم على غيركم مِن أهل الأديان ، بأن جعلناكم أمة وسطًا " انتهى .
وانظر : "تفسير القرآن العظيم" (1/454) ، "مفاتيح الغيب" (2/387) ، "الدر المصون" (2/134) .يمنع
وأيضا هناك إشارة في قوله عز وجل : ( وَهَـَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مّصَدّقُ الّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمّ الْقُرَىَ وَمَنْ حَوْلَهَا )يمنع
الأنعام/92يمنع
فقال بعض العلماء :يمنع
إنما سميت مكة " أم القرى " لأنها أصل قرىيمنعالأرضيمنعكلها ، ومنها دحيتيمنعالأرضيمنع، فهي لذلك وسطيمنعالأرضيمنع.
بل قال بعض أهل العلم :يمنعإن في تسميتها " مكة " إشارة إلى أنها مركزيمنعالأرضيمنعووسطها :
يقول الراغب الأصفهاني في "مفردات القرآن" (1/470 – 471) :
" مكك : اشتقاق مكة من تمكَّكْتُ العظم : أخرجت مخه ، وامتكَّ الفصيلُ ما في ضِرع أمه ، وعبَّر عن الاستقصاء بالتمكُّكِ .
وتسميتها بذلك لأنها كانت تَمُكُّ مَن ظلم بها : أي تدقُّه وتهلكه .يمنع
قال الخليل :يمنعسميت بذلك لأنها وسطيمنعالأرضيمنع، كالمخ الذى هو أصل ما في العظم " انتهى .يمنع
وانظر "مفاتيح الغيب" (4/310) حيث ذكر في اشتقاق مكة وجوها أخرى كثيرة .
فالحاصليمنع
أن القرآن الكريم لا يتضمن نصًّا ولا دلالةً أو إشارةً ظاهرة بأن مكةيمنعالمكرمةيمنعأو الكعبة المشرفة تقع في مركزالأرضيمنعووسطها ، وما ورد في ذلك لا يعدو كونه إشارات محتملة وإيماءات بوجه مشتبه .
ثانيا :
أما الأحاديث النبوية المرفوعة ، فقد حاولنا جمعها بالاستقصاء من كتب السنة ، كي نقف على جميع طرقها ورواياتها ، فلم نجد إلا حديثا واحدا مرفوعا في هذا الباب ، وهو ما جاء :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أول بقعة وضعت فييمنعالأرضيمنعموضع البيت ، ثم مدت منهايمنعالأرضيمنع، وإن أول جبل وضعه الله على وجهالأرضيمنع" أبو قبيس " ، ثم مدت منه الجبال ) .
قال المناوي في "فيض القدير" (3/108) :
" ( ثم مُدَّت ) بالبناء للمجهول أي : بسطت .يمنع
( منهايمنعالأرضيمنع) : من سائر جوانبها ، فهي وسطيمنعالأرضيمنعوقطبها " انتهى .يمنع
لكن الحديث : رواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/341) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/431) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/1/11) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/31) وعزاه السيوطي في "الجامع" (9603) إلى الحاكم في تاريخه .يمنع
كلهم من طريق : سليمان بن عبد الرحمن : نا عبد الرحمن بن علي بن عجلان القرشي نا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً .
وهذا الحديث معل بجهالة عبد الرحمن بن علي ، وبوقف الرواية على عطاء أو مجاهد من قولهم .
وعبد الرحمن بن علي بن عجلان الدمشقي هذا : روى عن ابن جريج وعن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وروى عنه سليمان بن عبد الرحمن وعمرو بن عثمان الحمصي وابن بنته شيبة بن الوليد .يمنع
لم يرد توثيقه إلا عن سليمان بن عبد الرحمن الراوي عنه ، نقله عنه ابن عساكر في ترجمته في "تاريخ دمشق" (35/133) ، غير أن سليمان هذا – وهو أبو أيوب الدمشقي – متكلم فيه ، أخذوا عليه كثرة روايته عن المجهولين . قال فيه ابن معين : ثقة إذا روى عن المعروفين . وقال ابن حبان : يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير ، فأما إذا روى عن المجاهيل ففيها مناكير . انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (12/26) ، لذلك لم يعتبر أهل العلم توثيق سليمان بن عبد الرحمن لبعض من يروي هو عنهم ، فذكر العقيلي عبد الرحمن بن علي بالجهالة ، وأعل حديثه بالوقف على عطاء أو مجاهد ، وروى ذلك بالأسانيد إليهم ، فقال في ترجمته في "الضعفاء" (2/341) : " مجهول بنقل الحديث ، حديثه غير محفوظ إلا عن عطاء من قوله ، مجهول بالنقل ...يمنع
حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا الحارث بن زياد الجعفي قال سمعت عطاء بن أبى رباح قال :يمنع
أول جبل وضع علىيمنعالأرضيمنعأبو قبيس .يمنع
وحدثنا أبو يحيى بن أبى مسرة قال حدثني أبى قال حدثنا سعيد بن سالم المقداح عن ابن جريج عن مجاهد قال :يمنع
أول لمعة منيمنعالأرضيمنعموضع البيت مدتيمنعالأرضيمنعمنها .يمنع
قال أبو جعفر :يمنعهذه الرواية أولى " انتهى باختصار .يمنع
كما أنه ورد نحو هذا الحديث من قول ابن عباس رضي الله عنه كما سيأتي ، وهو ما يبين وهم من رفع الحديث .
وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (رقم/5881)يمنع
ثالثا :
قد ورد في آثار الصحابة والتابعين روايات كثيرة تدل على أنهم كانوا يرون وسطيمنعالأرضيمنعفي مكةيمنعالمكرمة:
1- جاء من قول عبد الله بن عمرو بن العاص :
" خلق الله البيت قبليمنعالأرضيمنعبألفي سنة ، وكان إذ كان عرشه على الماء زبدةً بيضاء ، وكانتيمنعالأرضيمنعتحته كأنها حشفة ، فدحيتيمنعالأرضيمنعمن تحته "
رواه الطبري في "تفسيره" (6/20) بسند رواته ثقات . وعزاه في الدر المنثور" (2/265) لابن المنذر والطبراني والبيهقي في "الشعب" .
2- وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال :يمنع
" وضع البيت على الماء على أربعة أركان قبل أن تخلق الدنيا بألفي عام ، ثم دحيتيمنعالأرضيمنعمن تحت البيت ".
رواه الطبري في تفسيره (3/61) بسند لا بأس به .يمنع
3- وورد من كلام أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :يمنع
" خُلقت الكعبة قبليمنعالأرضيمنعبألفي سنة . قالوا : كيف خلقت قبل وهي منيمنعالأرضيمنع؟ قال : كانت حشفةيمنع–يعني : جزيرةيمنع-يمنععلى الماء ، عليها ملكان يسبحان الليل والنهار ألفي سنة ، فلما أراد الله أن يخلقيمنعالأرضدحاها منها ، فجعلها في وسطيمنعالأرضيمنع"
عزاه في "الدر المنثور" (1/115) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم .يمنع
وقد وقفت على سنده في "مجلس إملاء في رؤية الله تبارك وتعالى" لأبي عبد الله الدقاق (ص/287) وفي "أمالي ابن بشران" (2/204) وفيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني ترجمته في "تهذيب التهذيب" (10/422) وأكثر كلمة المحدثين على تضعيفه .
أما عن التابعين :يمنعفقد جاء عن مجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وغيرهم نحو هذا الكلام ، كما عند ابن أبي حاتم والطبري في تفسيريهما ، وكذا في مصنف عبد الرزاق (5/90) ،يمنع
ومن الكتب التي توسعت في نقل هذه الأخبار :يمنع"أخبار مكة" للأزرقي ، و "أخبار مكة" للفاكهي .
وهذه الآثار مما تحتمل أن يكون لها حكم الرفع ، وتحتمل أيضا أن تكون منقولة عن أهل الكتاب ،يمنع
فإن كتبهم مليئة بأخبار خلق السماوات والأرض وبدء الخليقة .يمنع
يؤيد ذلك ورود الأثر السابق عن كعب الأحبار ، كما يرويه عنه عبد الرزاق في "المصنف" (5/95) أنه قال :يمنع
" كان البيت غثاء على الماء قبل أن يخلق الله تعالىيمنعالأرضيمنعبأربعين عاما ، ومنه دحيتيمنعالأرضيمنع" انتهى .
كما ورد عن قتادة رحمه اللهيمنع– في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (2/901) – أن صخرة بيت المقدس هي وسطيمنعالأرضيمنع.يمنع
وذلك ما قد يشعر بأن الأمر مأخوذ عن أخبار متضاربة عن أهل الكتاب .يمنع
رابعا :
فالحاصل مما سبق أنك لا تجد دليلا ظاهرا يقوى للدلالة على أن مكةيمنعالمكرمةيمنعهي مركزيمنعالأرضيمنع،يمنع
ولكن الإشارات التي ذكرناها في بعضيمنعالنصوصيمنع، على ما فهمه منها بعض أهل العلم ،يمنع
وما جاء في الآثار السابقة ، تشعر بأن لهذه الكلام أصلا ،يمنع
وهي قرائن ترجح قول من قال ذلك ، ما لم يظهر خلافها بالأدلة العلمية الصحيحة .يمنع
خامسا :
أما من الناحية العلميةيمنع، فنحن لسنا من أهل التخصص في علوميمنعالأرضيمنعو " الجغرافيا " ، فلزم أن نقف في البحث عند هذا الحد ، ولكن نحيلك على بعض المتخصصين من أهل العلم الذين بحثوا في هذا الأمر ، وتوصلوا إلى أن مكةيمنعالمكرمةيمنعهي مركزيمنعالأرضيمنعووسطها ، فلعل في أبحاثهم العلمية ما يقوي هذا الجانب ، مع إبقاء الأمر تحت دائرة البحث والنظر ، وهو في غايته أمر اجتهادي قابل للصواب والخطأ .
انظر : بحث : " إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكةيمنعالمكرمةيمنع" د . حسين كمال الدين أحمد : " مجلة البحوث الإسلامية " – الرياض – (2/292)يمنع
وبحث " الإسقاط المكي للعالم " د . حسين كمال الدين أحمد : "مجلة البحوث الإسلامية" – الرياض – (6/225)
|
|
|
|