إبراهيم التيمي
إبراهيم التيمي، وهو ابن يزيد بن شَريك، من تيم الرّباب:
يكنى أبا أسماء، وروى سليمان عن إبراهيم التيمي قال: كان على أبي قميص من قُطُن؛ كُمّاه إلى كفّيه، قال: فقلتُ له: يا أبَهَ لو لبستَ. فقال: لقد قدمتُ البصرة فأصبتُ آلافًا، فما أكبرتُ بها فرحًا، ولا حدّثتُ نفسي بالكرّة إليها، ولوددتُ أنّ كلّ لقمةٍ طيّبةٍ أكلتها، في فم أبغض الناس إليّ، سمعتُ أبا الدرداء يقول: إنّ ذا الدرهمين يوم القيامة أشدّ حسابًا من ذي الدرهم، قال العوّام بن حَوْشب: رأيتُ على إبراهيم التيمي ملحفة حمراء، ودخلتُ عليه بيته؛ فرأيتُ ثيابًا حمرًا، والحجال الحمر، وروى أبو حيّان عن إبراهيم التيميّ قال: ما عرضتُ قولي على عملي إلاّ خِفْتُ أن أكون مُكَذِّبًا، وروى سفيان عن أبيه قال: إنّما حمل إبراهيمَ التيمي على القَصَص أنّه رأى في المنام أنّه يقسم ريحانًا، فبلغ ذلك إبراهيم النّخعي فقال: الريحانُ ريحهُ طيّب، وطعمه مُرّ، وروى إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم أنّه ذكر إبراهيم التيمي فقال: إني أحسبه يطلب بقَصَصِه وجهَ الله، لوددتُ أنّه انفلت كفافًا لا عليه ولا له. قال همّام: لما قصّ إبراهيم التيمي؛ أخرجه أبوه يزيد بن شَريك، وقال عليّ بن محمّد: كان سبب حبس إبراهيم التيمي؛ أنّ الحجّاج طلب إبراهيم النّخَعي، فجاء الذي طلبه فقال: أريد إبراهيم. فقال إبراهيم التيميّ: أنا إبراهيم. فأخذه وهو يعلم أنّه يريد إبراهيم النّخَعي؛ فلم يستحلّ أن يدلّه عليه، فأتَى به الحَجّاجَ فأمر بحبسه في الدِّيماس، ولم يكن لهم ظلّ من الشمس، ولا كِنٌّ من البرد، وكان كلّ اثنين في سلسلة، فتغيّر إبراهيم، فجاءته أمّه في الحبس، فلم تعرفه حتى كلّمها، فمات في السجن، فرأى الحجّاج في منامه قائلًا يقول: مات في هذه البلدة الليلةَ رجل من أهل الجنّة، فلمّا أصبح قال: هل مات الليلةَ أحدٌ بواسط؟ قالوا: نعم إبراهيم التيمي مات في السجن. فقال: حُلْمٌ نَزْغَةٌ من نزغات الشيطان، وأَمر به فَأُلْقِيَ على الكُناسة
] |
|
|
[/ALIGN]