عَلَامَات صَلَاح السَّرِيرَة ..
عِنَايَة الْعَبْد بِأَعْمَالِ الْقُلُوبِ، وَمِنْهَا إخْلَاص الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُحَاوَلَة إخْفَائِهَا عَنْ النَّاسِ،
وَكَرَاهَة الشُّهْرَةِ وَالظُّهُورِ، وَالزُّهْدُ فِي ثَنَاءٍ النَّاسِ، وَيُضَادّ ذَلِك الرِّيَاء، وَإِرَادَة الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَحُبّ الظُّهُور.
التَّوَاضُع وَالشُّعُور بِالتَّقْصِير، والانشغال بِإِصْلَاح النَّفْس وَعُيُوبِهَا، وَيُضَادّ ذَلِك الْكِبْرُ وَالْعُجْبُ، والولع بِنَقْد الْآخَرِين.
الْإِنَابَةِ إِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَالتَّجَافِي عَنْ الدُّنْيَا، وَالِاسْتِعْدَاد لِلرّحِيل، وَحَفِظ الْوَقْت، وَتَدَارَك الْعُمْر،
وَيُضَادّ ذَلِك الرُّكُونُ إلَى الدُّنْيَا، وامتلاءُ الْقَلْب بهمومها وَمَتَاعُهَا الزَّائِل، وَنِسْيَان الْآخِرَة، وَقِلَّة ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَضْيِيع الْأَوْقَات.
سَلَامِه الْقَلْبِ مِنْ الْحِقْدِ والغلِ وَالْحَسَد، ويضادُ ذَلِك اِمْتِلاَؤُه بِهَذِه الْأَمْرَاض - عياذًا بِاَللَّه -.
التَّسْلِيم لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمْرِ رَسُولِهِ ﷺ دُون لِمَاذَا وَكَيْف؟! وَيُضَادّ ذَلِك الْوَلُوع بِالْمُتَشَابِهَات، وَالْخَوَاطِر الرَّدِيئَة.
الِاهْتِمَامِ بِأَمْرِ الدِّين وَالدَّعْوَةِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَحَبَّة كُلّ داعيةٍ إلَى الْخَيْرِ وَالْحَقّ، وَالدُّعَاءِ لَهُ وَالتَّعَاوُن مَعَهُ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى،
وَيُضَادّ ذَلِك الْقُعُودِ عَنْ تَبْلِيغ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَدَم الِاهْتِمَامِ بِهِ، بَلْ إذَا صَفَّى لَه مَأْكَلِهِ وَمَشْرَبِهِ وَمَسْكَنَه، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا الزَّائِل، فَلَا يَهُمُّه بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ،
وَقَدْ لَا يقفُ الْأَمْرِ فِي فَسَادِ السَّرِيرَة عِنْدَ هَذَا الْحَدِّ، بَلْ قَدْ يَتَعَدَّاهُ إلَى مناصبة الدَّاعِين إلَى الْحَقِّ الْعَدَّاء، أَو التَّشْهِير بِهِم، وَالتَّشْكِيك فِي نواياهم، وَمُحَاوَلَة إحْبَاط جُهودُهُم الْخِيَرَة.
شِدَّةِ الْخَوْفِ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُرَاقَبَتِه فِي السِّرِّ والعلن، وَالْمُبَادَرَة بِالتَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ مِنْ الذَّنْبِ،
وَيُضَادّ ذَلِك ضَعْفٌ الْوَازِع الدِّينِيّ، وَقِلَّة الْخَوْفِ مِنْ اللَّهِ جلَّ وَعَلَا، بِحَيْثُ إذَا خَلَا بِمَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وجـل انتهكها، وَإِذَا فَعَلَ معصيةً لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، بَل أَصَرَّ عَلَيْهَا وكابر وتبجح.
الصِّدْقِ فِي الْحَدِيثِ، وَالْوَفَاء بِالْعُهُود وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَإِنْفَاذ الْوَعْد، وَتَقْوَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْخُصُومَةِ، فكلُّ هَذِهِ الْخِصَالِ تدلُ عَلَى صلاحٍ فِي السَّرِيرَة،
لأنَّ أَضْدَاد هَذِهِ الصِّفَاتِ إنَّمَا هـي مِنْ خِصَالِ الْمُنَافِقِينَ، الَّذِين فَسَدَت سَرَائِرِهِم.
قَبُولِ الْحَقِّ وَالتَّسْلِيمَ لَهُ، مِنْ أَيِّ جِهَةٍ كَانَ، وَيُضَادّ ذَلِك التَّعَصُّب للأخطاء، وَالْجِدَال بِالْبَاطِل، وَاتِّبَاعِ الْهَوَى فِي ذَلِكَ.
[ الشَّيْخُ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْجَلِيل | مَجَلَّة الْبَيَان ٢٣٨ ] |
|
|
|