يعدُّ مرض
السكري كما الضغط وأمراض القلب والشرايين، أكثر معدلات
الأمراض انتشاراً فى المملكة؛ فوفقاً لمركز معلومات الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان – الرياض –
المملكة العربية السعودية، ينتشر داء
السكري في الفئة العمرية 30 سنة فأعلى، بنسبة 28 في المائة، كما يبلغ معدل انتشار ضغط الدم 21 في المائة؛ إضافةً إلى أمراض القلب والأوعية الدموية؛ حيث تُقدّر نسبة الوفيات الناجمة عنها بـ22 في المائة.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة السعودية الحديثة؛ فنسبة الوفيات الناتجة عن
الأمراض المزمنة في السعودية وحدها، وصلت إلى 71 في المائة، تتنوع ما بين انتشار داء
السكري وضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، باعتبارها أحد أهم مسببات الوفيات والإعاقة في السعودية، وذلك بحسب إحصائيات وزارة الصحة، والتي تتطلب بذل أقصى الجهود للوقاية منها، وخفض معدلات الإصابة بها.
«سيدتي نت».. التقى د. ألفت همام أبوالفتوح دكتوراه أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء؛ للحديث عن مرض
السكري الذي تصدّر المركز الأول فى قائمة
الأمراض الأكثر انتشاراً بالمملكة، حسب إحصاءات وزارة الصحة السعودية.
لماذا يتصدر مرض
السكري أعلى معدلات الانتشار في
المملكة السعودية؟
مرض
السكري بشكل أساسي يرتبط بنمط الحياة، كما أنّ التغيرات الاجتماعية التي طرأت على حياتنا في بلادنا العربية خلال الثلاثين عاماً الماضية، قد أثّرت بشكل سلبي على حياتنا الصحية، من حيث قلة ممارسة الرياضة، والأنظمة الغذائية غير المتوازنة، وزيادة معدلات السمنة وبالتالي زادت معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
وتوضح د. ألفت همام أبوالفتوح أن منظمة الصحة العالمية (WHO) كشفت عن تقرير مؤخراً، يفيد بأن مرض
السكري أكثر انتشاراً في بلادنا العربية مقارنةً بباقي دول العالم؛ فالمملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الثانية في الشرق الأوسط، والسابعة في العالم من حيث معدل الإصابة بمرض السكري.. على أن ما يثير القلق هو النمط المتزايد لمرض السكري، الذي لوحظ في
المملكة العربية السعودية في القريب.
تؤكد د. ألفت همام أبوالفتوح أنَّ داء
السكري يمكن أن يتطور من النوع الأول للنوع الثاني، على أن النوع الأول يظهر غالباً أثناء الطفولة أو المراهقة، في حين أن النوع الثاني أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً.
أسباب مرض السكري
السبب الدقيق لمرض
السكري من النوع 1 غير معروف، المعروف أن الجهاز المناعي - الذي عادةً ما يحارب البكتيريا أو الفيروسات الضارّة - يهاجم ويدمر الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، هذا يترك الجسم مع القليل من الأنسولين أو بدونه؛ فبدلاً من أن ينتقل السكر إلى خلايا الجسم، يتراكم السكر في مجرى الدم.
تقول د. ألفت همام أبوالفتوح: يُعتقد أن السبب في النوع الأول هو مزيج من القابلية الوراثية والعوامل البيئية.
- مرض
السكري من النوع 2
في حالة مقدمات
السكري - التي يمكن أن تؤدي إلى داء
السكري من النوع 2 - وفي مرض
السكري من النوع 2، تصبح الخلايا مقاومة لعمل الأنسولين، والبنكرياس غير قادر على إنتاج ما يكفي من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة؛ بدلاً من الانتقال إلى الخلايا؛ حيث يحتاجها للحصول على الطاقة، يتراكم السكر في مجرى الدم.
وسبب حدوث ذلك يكون غالباً من العوامل الوراثية والبيئية، والتي تلعب دوراً في تطور مرض
السكري من النوع 2.. وترتبط زيادة الوزن ارتباطاً وثيقاً بتطور مرض
السكري من النوع 2، ولكن ليس كل من يعاني من النوع 2 يعاني من زيادة الوزن.
الرياضة والنمط الصحي الجيد، وقايةٌ من كل الأمراض
داء
السكري وضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، أمراض لها صلة بجينات الإنسان وحركته وعاداته الغذائية، والمجتمع العربي عامة مقصّر في الحركة وممارسة الرياضة واتباع الحِميات أو الأنظمة الصحية؛ مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بتلك الأمراض.
تشير الإحصائيات إلى أنّ ثلث الرجال بالمنطقة العربية لا يمارسون الرياضة، ونصف النساء لا يمارسن الرياضة، ومن ثَم فهذا القصور يحتاج إلى ثقافة.. ومريض
السكري عامة معرّض بما يوازي ضعف الإنسان العادي لحدوث الجلطات القلبية والجلطات الدماغية.
تنصح د. ألفت همام أبوالفتوح، برفع الوعي وزيادة ثقافة الرياضة والحِمية، واتباع برنامج غذائي ورياضي من سن الطفولة؛ حيث لا بد من غرس ثقافة الرياضة منذ الطفولة.
تنصح كذلك بالتوقف عن التدخين، وممارسة الرياضة للبالغين 15 إلى 30 دقيقة على الأقل يوميًاً، والحفاظ على العادات الصحية، من النوم الجيد، والابتعاد عن المثيرات العصبية، ومراقبة زيادة الوزن.. كما تؤكد على أهمية المراقبة الصحية لمن لديهم تاريخ عائلي وراثي بأحد
الأمراض المزمنة؛ حتى يتم التدخل المبكر؛ منعاً لحدوث مضاعفات صحية.