كشخص مبصر، هل سألت نفسك يوماً ماذا يرى الأعمى ؟ .
في الحقيقة لا يوجد جواب واحد لهذا السؤال.
والسائد بين الناس هو الاعتقاد بأن الأعمى يرون السواد التام، لكن الحقيقة أن البعض منهم هم كذلك، بينما الأغلبية لا يستطيعون الرؤية بوضوح،إنهم يرون خيالات أو صورة باهتة لا تتحرك ولا توضح شيء، وآخرون يرون بعض المناطق المظلمة فقط أو بعض المناطق العمياء ومناطق أخرى يرونها بوضوح.
نسبة الذين يرون السواد التام تقدر بـ 18 بالمئة فقط ممن يصابون بالعمى.
الأمر يختلف إذا ولد الشخص أعمى أم كان مبصرًا ثم أعمى: الشخص المولود أعمى لا يرى الأسود، لا يرى أى شيء على الإطلاق ويبدو الأمر بالنسبة لهم طبيعي للغاية، لا يفهمون معنى الرؤية ولا يعالجه مخهم. هم لا يرون أى شيء على الإطلاق! هل لك ان تتخيل فكرة أن لا ترى شيئًا حتى الأسود؟ تقول جانس سترينج وهي مصابة بالعمى منذ الولادة، أنها لا ترى شيئاً ولا تفهم معنى الرؤية، لكنها تعرف أن التفاحة حمراء حسبما يقال حولها، فعندما يقول أحدهم أن هناك شخص يرتدي قميص أحمر فهي تتذكر التفاحة وملمسها وطعمها . حاول أن تغلق عيناً وتفتح الأخرى ، والآن ماذا ترى بعينك المغلقة ؟ “إنه ببساطة لاشيء.”
أما إذا كان الشخص مبصراً ثم أصيب بالعمى فالأمر مختلف، فهو يرى السواد التام ، والأمر أشبه بدخولك كهفا مظلماً . والبعض يرى مايشبه الشرارات الصغيرة ، أو ما يسمى هلوسة بصرية ساطعة.
هل الكفيف يستطيع رؤية الأحلام ؟ في الحقيقة ، الأعمى لا يرى الأحلام ، إنه نوع من التذكر. لكن ذلك لا يعني أنه لا يحلم أبداً فقد يأتيه حلم صوتي بحيث يسمع أصواتاً وردود فعل. أما من فقد نظره بعد أن كان مبصرًا، يحلم بصورة طبيعية في البداية ثم يبدأ يحلم وكأنه أعمى بالتدريج. هذه الحالة تحدث بالأخص لمن يرى السواد.
العمى والحاسة السادسة: يعتقد الكثير من الناس أن الأعمى لديه حاسة سادسة، لكن في الحقيقة فقدان حاسة البصر يجعل الشخص الأعمى يعتمد على حواسه الأخرى كاللمس والسمع والشم مما يجعله قادر على استخدامها بشكل كامل، لكنها لا تصبح أقوى ولا تتحسن. هناك العديد من الأشخاص المصابين بالعمى وهم أيضًا يعانون من مشاكل في السمع.