كثير من الآباء يراقبون طفلهم وهو نائم بانتظار ابتسامته، وتثيرهم الدهشة التي تحرّك عواطفهم، عندما يكرر ابتساماته الجميلة، فما هو سرّ هذا التصرف لطفل ربما لم يتجاوز عمره الشهر، دراسة حديثة تكشف عن السبب.أجرى باحثون في جامعة "أيوا" الأميركية دراسة لكشف أسباب حركات الارتعاش عند الرضع في أثناء النوم ؛ بهدف معرفة الكيفية التي تُسهم بها هذه التشنجات في قدرة الأطفال على تنسيق حركاتهم الجسدية، فتبين لهم أن الأطفال يبدأون بالابتسام ويبتسمون، منذ وجودهم داخل الرحم وحتى البكاء أيضاً، كنوع من التحضير للحظة الولادة. الدراسة أشارت إلى أن الأمهات الجديدات يقضين 80% من وقتهن وهن ينظرن إلى مولودهن الجديد، الذي لم يتجاوز عمره 16 ساعة، ويبتسمن طيلة 34% من ذلك الوقت.
في بعض الأحيان، يبتسم الرضّع حديثو الولادة بدورهم، ما يجعل الوالدين يعيشان لحظات رائعة، التي عادة ما يفسدها بعض الأشخاص، مدّعين أن هذه الابتسامة ليست حقيقية.
مرحلتان للنوم
الطفل، يمر عادة بمرحلتين من النوم: النشط والعميق، ويُعتقد أن المرحلة النشطة، والمعروفة أيضا باسم «REM»، وهي اختصار لحركة العين السريعة، تنتج عن نشاط الدماغ المكثف، وتحدث بعد 60-90 دقيقة تقريباً من النوم، وبعد ذلك يأتي دور مرحلة النوم العميق، ويبتسم الأطفال في المرحلتين كأفعال لا إرادية لجسمهم، وبعد الدخول في مرحلة النوم العميق تكون تلك الابتسامة عبارة عن شعور بالراحة.
ردود فعل انعكاسية
حتى النصف الثاني من القرن العشرين، كان سلوك الأطفال حديثي الولادة يعد في الغالب انعكاسياً. وافترض العلماء أن هؤلاء الأطفال، يمتلكون قدرة محدودة على الشعور والتعبير عن المشاعر، ولم تكن لديهم تجارب اجتماعية كافية للتفاعل مع الذين يقدمون لهم الرعاية.
وكان يُعتقد أن هؤلاء الأطفال حديثي الولادة لا يمكنهم الشعور بالألم مثل الكبار.
ويعني ذلك أنهم خضعوا في بعض الأحيان إلى عمليات جراحية مؤلمة من دون مسكنات للألم. لم يدرك العاملون في مجال الطب أن الإجهاد الناتج عن الألم يؤدي في الواقع إلى صدمة ومضاعفات تهدد الحياة، سوى بحلول الثمانينات، حيث أشارت البيانات، التي تم جمعها بشكل تدريجي إلى أن الأطفال حديثي الولادة يُعتبرون أكثر من مجرد كائنات ذات ردود فعل انعكاسية.
ثم أدركت دراسة نشرتها دورية Journal of Cross-Cultural Psychology أن الأطفال مؤهلون بما فيه الكفاية للتحكم في حالاتهم بطريقة نشطة.
ابتسامة الرضيع ردة فعل لتقوية الذاكرة
ابتسامة المولود يمكن أن تكون أيضا استجابة للمشاعر الإيجابية أو الأحاسيس المهدئة مثل المداعبة على الخد أو الشعور بالنظافة، وهي أثناء نومه تحاول تنمية دماغه ومعالجة المعلومات وتقوية الذاكرة، فهو لا يحلم وإنما يكتسب ذاكرة جيدة، والتي تشمل المواقف الجيدة التي سارت معه خلال اليوم، مثل صوت والدته أو والده، الشعور بالشبع، الراحة، ارتداء ملابس جيدة، ملمس والدته له، مما يثير الابتسام لديه ويعمق من شعوره بالارتياح. ذلك لأن المولود الجديد ليس لديه حتى الآن ما يكفي من الخبرات ليتذكرها، ولا يمتلك القدرة على التخيل، ولا يزال دماغه ينمو لاكتساب تلك القدرات. |
|
|
|