غرف الطعام الفخمة.. من الألف إلى الياءيمنع

يقول المفكّر والأديب اللبناني ميخائيل نعيمة إن "الدار التي لا تعرف الضيف مقبرة لساكنيها"؛ وغرفة الطعام، هي مطرح اجتماع أهل المنزل بالضيف حول المائدة، لإكرامه، وتبادل الأحاديث وإيّاه. تفصح الغرفة المذكورة عن ذوق المالك(ة) في الديكور، وعن براعة المصمّم في الاشتغال على مكوّناتها، وتزيينها. فما هي الأمور التي يجب العناية بها، لغرض تصميم غرف طعام فخمة؟ سؤال حملته "
خامات نبيلة في تصميم غرف الطعام
طاولة "باترفلاي"، من تصميم المهندس جورج جعارة، تبرز جماليّة الرخام
في معظم الدول العربيّة، تُصمّم طاولة الطعام على غرار المعايير الأوروبيّة أي هي ترتفع 75 سنتيمترًا عن الأرض، وتتقدمها الكراسي، التي تعلو (حتّى الجلسة) 45 سنتيمترًا". يقول المهندس جورج جعارة إنّ "كبر طاولة الطعام، تحدّده مساحة الغرفة التي تستقبلها، بالتناسب مع المساحة الكليّة للمنزل".
تتحقق الفخامة في غرفة الطعام، عن طريق الخامات المستخدمة في صنع مكوّناتها، وعلى رأسها الخامات النبيلة التي تشكّل الطاولة، كالرخام الطبيعي والخشب الماسيف والنحاس الأصلي والحديد المطروق، بالإضافة إلى طريقة التصنيع، يدويّة كانت أو آليّة، والتشطيبات النهائية، والتفاصيل. وبالطبع، تختلف معايير الفخامة حسب العصور، ففي الكلاسيكيّة منها كانت الفخامة متصلة بالزخرفة والتزيين (الحفر والتذهيب، وطريقة الاشتغال بالرخام...). أمّا في العصور الحديثة، فإن الفخامة تعتمد على التبسيط (المينيماليّة)، ومدى الانسجام بين قاعدة الطاولة وسطحها. لكن، مهما كان العصر، فإن المواد الطبيعيّة تحدّد صفة الفخامة. إلى ذلك، يقول المهندس إن "غرفة الطعام تسمح للمصمّم بإطلاق العنان لمخيّلته، والتجريب في مجال المواد (كتلبيس الخشب بمادة أخرى، مثل الريزين، أو استخدام الخرسانة راهناً أو التيرّازو أي الرخام المخلوط بالباطون والفايبرغلاس...).
جرأة في اختيار الالوان
يُلاحظ جعارة أنّه على الرغم من تفضيل الغالبيّة خيارات لونيّة "حياديّة" أو "آمنة"، كالبيج والرمادي، في الديكور المنزلي، خشية من تتبع ألوان الموضة السائدة التي سرعان ما تأفل أو تشعرهم بالملل.. إلّا أنّه عندما يتعلّق الأمر بألوان غرفة الطعام، فإن الغالبيّة تنحو إلى الجرأة، وإلى استعمال ألوان غير معهودة في أقسام المنزل الأخرى، ومنها الأزرق والأخضر راهناً، لتبدو غرفة الطعام كأنّها "التحفة" في المنزل، لأن اجتماع العائلة وضيوفها في هذا المكان لا يتحقّق في كل يوم، بل في المناسبات.
ملحقات في غرف الطعام

الخزانة الزجاجية (الفيترين): في غرفة الطعام الكلاسيكيّة، تحمل الـ"فيترين"، في جزئها العلوي، الأكواب الكريستاليّة والزجاجيّات والنحاسيّات والفضّيات، وبعضها يتوارث في العائلات، ويعكس عراقتها. لكن، يتراجع حضور الـ"فيترين" راهنًا، لصالح الـ"بوفيه" الذي يرتفع 90 سنتيمترًا، بصورة تتجاوز طاولة الطعام، أمّا حجم الـ"بوفيه" فيوازي الأخيرة، أو يصغرها. وغالبًا ما يكون الـ"بوفيه" مُصمّمًا من الخشب والحديد (أو النحاس). ويحتوي في داخله على الأدراج لحفظ أدوات المائدة، أمّا سطحه فيستخدم في توزيع المأكولات، إذا كان طابع الخدمة في العزومة ذاتي، أو في عرض الإكسسوارات.
العربة (الترولي): تفيد في الضيافة أثناء المأدبة، إذ قد تحمل الصلصات أو السلطات أو المشروبات.
الإضاءة المتدلّاة من السقف (الثريّا): لا تزال معتمدة في غرفة الطعام، مهما كانت الأخيرة معاصرة. والبعض يختار الثريا الكريستالية فوق الطاولة الـ"مودرن"، بغية إبراز الفخامة، حسب المهندس.
إكسسوارات في غرف الطعام

موضوعات اللوحات التشكيليّة في غرفة الطعام هي الطبيعة والطبيعة الصامتة (الصورة من المهندس جورج جعارة)
على غرار الحلي التي تتزين بها المرأة، تُجمّل الإكسسوارات غرفة الطعام؛ وهي عبارة عن لوازم الطعام كما أسلفنا، والمزهريات والأواني المشغولة بالسيراميك أو الزجاج أو الزجاج المنفوخ، بالإضافة إلى الأعمال الفنّية، التي غالبًا ما تعبّر اللوحات التشكيلية عنها خير تعبير. موضوعات اللوحات هي الطبيعة والطبيعة الصامتة... لكن، مهما كان طراز الغرفة، وتفضيلات صاحب(ة) المنزل، فإن الحائط فيها هو بمثابة "معرض فنّي". ولا يحبذ المهندس أن يستقبل الأخير المرآة |
|
|
|