السؤال
”اللهم إني أعوذ بك من ساعة السوء ،
ويوم السوء ، وليلة السوء ،
وصديق السوء ، وجار السوء
وأعوذ بك من ذي الوجهين ، وذي اللسانين ،
وأعوذ بك من إبليس ، وذريته ، وشياطينه ،
وأعوذ بك من الحديد ، والحريق ، والطريق ،
وساعة الغفلة ، ربنا عليك توكلت ،
وأنت رب العرش العظيم ،
اللهم إني حصنت نفسي ، وأهل بيتي جميعا
بالحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ،
ودفعت عني وعنهم السوء بلا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم ،
اللهم إني أعوذ بك من بكاء يرهقني ، وهمّ يفجعني ،
اللهم اجبر خاطري ، واشرح لي صدري ،
أستغفرك ربي من گل الذُنوب والخطايا ،
ربي لا تكسر لي قلباً ، ولا تصعب علي أمراً ،
ولا تحرمني من تعلقت به الروح ،
واحفظ لي عائلتَي وأحبتي ومن أراد الخير لي . .
ومرسل هذه الرسالة ، خذ دقيقة من وقتك فقط وقل :
_(سبحان الله)_ _(والحمد لله)_ _(ولا إله إلا الله)_
_(والله أكبر)_ _(سبحان الله وبحمده)_
_(سبحان الله العظيم)_
ثم أرسل الرسالة لمن تحب كن سببا”
في تذكير الكثيرين بذكر الله .
نص الجواب الحمد لله أولا : سبق في جواب السؤال رقم : (153274)
التحذير من الأدعية المخترعة ،
التي تروج بين الناس ، فيتركون بها الدعاء الشرعي الثابت في الكتاب
والسنة ، ويلتزمون ذلك ، ولا شك أن مثل هذا من الخطأ الواضح ، ومن الغبن .
قال القرطبي رحمه الله : " فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله
وصحيح السنة من الدعاء ، ويدع ما سواه ، ولا يقول : أختار كذا ؛ فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه ، وعلمهم كيف يدعون " انتهى من "الجامع لأحكام القرآن" (4 /231) .
ثانيا:
الدعاء المذكور : بعض جمله مما ورد في السنة ،
وهو قوله :
" اللهم إني أعوذ بك من ساعة السوء ويوم السوء
وليلة السوء وصديق السوء وجار السوء " ؛
فقد روى الطبراني في "المعجم الكبير" (810)
عن عقبة بن عامر قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء ، ومن ليلة السوء ،
ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء ،
ومن جار السوء ،ومن جار السوء في دار المقامة )
" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
غير بشر بن ثابت البزار وهو ثقة " .
وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1299) .
وروى أبو داود (1552) والنسائي (5531)
عَنْ أَبِي الْيَسَرِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَدْمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ التَّرَدِّي ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ ،
وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ ،
وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا ،
وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا ) .
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
ثالثا :
التعوذ بالله من إبليس وجنده ،
ومن ذي الوجهين وذي اللسانين ، ومن ساعة الغفلة ،
وسؤال الله انشراح الصدر وتيسير الأمر
والحفظ في النفس والأهل والأحبة ، ونحو ذلك مما ورد في الدعاء : لا حرج فيه من حيث الأصل ، إنما الحرج في تتبع ذلك وصياغته
صياغة معينة ، وترتيبه وتعاهده في الدعاء ،ودعوة الناس إلى العمل به ونشره
وإرساله إلى من يحبونهم ،
ونحو ذلك مما يتكلفه الناس
في هذه الأدعية المبتكرة المخترعة الملفقة ،
وقد يدخل في جملة هذه الأدعية كثير
من الألفاظ أو المعاني المخترعة المبتدعة .
ما جاء في هذا الدعاء من الاستعاذة
من الحديد ومن الطريق ، هكذا بإطلاق ،
لا نعرف له أصلا ، بل لا نعرف له وجها إلا بالتكلف
وقد نهينا عن التكلف .
رابعا :
قوله :
" اللهم إني حصنت نفسي وأهل بيتي جميعا
بالحي القيوم الذي لاتأخذه سنة ولا نوم "
لا يعرف مثل هذا في السنة ،
ولا يقال : حصنت نفسي بالله ،
إنما يقال : حصنت نفسي
باللجوء إلى الله ، أو بذكر الله ، ونحو ذلك .
وكذلك فإن قوله
" دفعت عني وعنهم السوء بلا حول ولا قوة إلا بالله "
فلعله أخذه واستفاده مما رواه العقيلي
في " الضعفاء " (1/225)
وابن عساكر في تاريخه (9/211)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يلتقي الخضر وإلياس عليهما السلام في كل عام
في الموسم ، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ،
ويفترقان عن هؤلاء الكلمات :
" بسم الله ما شاء الله ، لا يسوق الخير الا الله ،
ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ، ما شاء الله ،
ما كان من نعمة فمن الله ؛ ما شاء الله ،
لا حول ولا قوة إلا بالله " .
من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات
أمنه الله من الغرق والحرق ،
والسَّرَقِ ، وأحسبه قال : ومن الشيطان
والسلطان والحية والعقرب )
وهذا حديث باطل ، أورده الشيخ الألباني
في الضعيفة (6251) وقال : " موضوع ".
خامسا :
تذكير الناس بذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل
ونحو ذلك لا حرج فيه ،
بل هو مستحب مندوب إليه ، ولكن دون أن يكون
على هذا الوجه من التنسيق
الذي ابتلي به الناس عبر رسائل الانترنت ،
كأن يحدد عددا معينا من التسبيح أو التحميد ،
أو زمنا معينا ، أو يلزم المرسل إليه بذلك إلزاما ،
ويتوعده إن لم يفعل ما يأمره به ،
إلى غير ذلك من هذا العدوان على شريعة الله ،
ولكن له أن يذكره به مطلقا فيقول :
لا تنس ذكر الله ، حافظ على أذكار الصباح والمساء ،
ونحو ذلك .
فينبغي الحذر من سبل البدعة وتوقي ذلك ،
ولا يكون ذلك إلا بالتزام السنة ،
وموافقة السلف ، دون مخالفتهم أو الخروج
عن سبيلهم ؛ لأن الخروج عن سبيل السلف
وطريقتهم خروج عن صراط الله ،
وقد قال الله عز وجل :
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
وقال تعالى في وصف الصراط :
( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )
راجع جواب السؤال رقم : (95218) .
وحاصل ذلك كله :
أننا لا نرى الانشغال بمثل هذا الدعاء المذكور ،
ولا نشره في الناس ، أو الدعوة إليه ؛ فإن كنت لا بد فاعلا ، فأمامك من الأذكار
والأدعية الشرعية ،
ما هو أعظم بركة ، وأرجى لك في الأجر
إن دعوت الناس إليه ، ودللتهم عليه .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (98780) . والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
آخر تعديل الــســاهر يوم
8 - 11 - 2021 في 11:33 AM.