الوصول إلىيمنعالقمةيمنع"يمنعمهارةيمنع"
تحتاج إلىيمنعخارطةيمنعطريق
يسعى الجميع إلى التفوق؛ كلٌّ على حسب قدراته وفِكره وتطلُّعاته وطموحه، فلا يَرغب أحد في الركود في القاع بعيدًا عن القمَّة، ولكن التخطيط ومعرفة الأساليب الصحيحة للتفوق هي وحدها التي تحدد مَن يمكنهيمنعالوصوليمنعإلىيمنعالقمةومَن تَنحصِر قدراته في البقاء في القاع، فلا شك أن التفوق غاية، ولكنها أيضًا بلا شكتحتاجيمنعإلى عمل جاد، وجهد شاق، وإيمان قوي من أجلالوصوليمنعإليها، فهناك الكثير ممن قالوا: نحن نريديمنعالوصولإلى القمة، ولكن هناك القليل فقط ممن قرَّروا حقًّايمنعالوصولإليها، وهناك قلة من هذا القليل هم مَن يعلمون الخارطة التي تُساعِدهم علىيمنعالوصولللقمة التي يُريدونها، ولعلنا نُحاول هنا توضيح بعض هذه الأساليب والطرق التي قد تُساعد الفرد علىيمنعالوصوليمنعإلىالقمةيمنعوالمُنافَسة عليها.
في البداية يقول الدكتور محمد الششتاوي، المختص الاجتماعي: هناك صفات اتَّفق معظم العلماء على اعتبارها صفات الإنسان الناجح، وهي واحدة في كل البحوث التي أجريت على مختلف الشعوب، وقد عرَضها الله - سبحانه وتعالى - عرضًا سريعًا في كتابه الكريم من خلال قوله - عز وجل -: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19]، فإن أول صفة من صفات النجاح مُتمثِّلة في قوله - عز وجل -: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ ﴾، وهي الإرادة والرغبة والحَماس، وأن يكون الشخص لديه القدرة على اتخاذ القرار الذي يَحتاج بطبيعته أن يُستمد بالرغبة؛ لأن شرطًا من شروط تحقيق النجاح أن أكون في حاجة إليه وأُريده بشدة، ومن هنا يبدأ الإنسان بتحديد نقاط القوة التي تتوفَّر فيه، وكذلك تحديد نقاط الضعف بداخله، ومِن بَعدِها تحديد الفُرص المتاحة له، ومِن ثَمَّ تحديد المخاطر التي يمكن أن تشكِّل نوعًا من أنواع التهديد فيما بعد، مشيرًا إلى أنه بعد ذلك كله يبدأ الشخص في صياغة الحلم الذي بداخله وتحويله إلى هدف.
وأوضح "الششتاوي" أن الهدف يجب أن يكون محدَّدًا تحديدًا دقيقًا، وأن يكون واضحًا وضوحًا تامًّا أمام صاحبه، وهذا الهدف وهو ما يُسمَّى بالهدف الزكي، ويجب أن يكون هذا الهدف المحدد قابلاً للقياس، مع ضرورة أن يكون هذا الهدف واقعيًّا؛ بمعنى أن يكون قد حقَّقه أحد من قبل أو توصَّل إليه، فلا يكون الهدف من محض الخيال، هذا إلى جانب تحديد الوقت الذي يريد فيه الشخص إنجاز هذا الهدف، مُشيرًا إلى أنه من صفات الشخص الناجح أن يكون لديهمهارةيمنعما في شيء معيَّن، وهذه المهارة عادةً ما يَكتسبها الإنسان من خلال التدريب على ما يتطلبه سوق العمل والتدريب على المهارات المختلفة.
وأكَّد الدكتور عبدالفتاح عمر - أستاذ الطب النفسي - على أن بذور النجاح والتفوق إنما تكمن في التوكل على الله - عز وجل - والأخذ بكل الأسباب؛ حتى يكون ذلك هو حق التوكل عليه - سبحانه وتعالى - وبعد ذلك يجب أن يعوِّد الإنسان نفسه على مواجهة المشكلات وكيفية حلِّها، فلا شك أن المشكلات كثيرة في حياتنا اليومية، وإذا لم يكن لدى الإنسان القدرة على مواجهة هذه المشكلات سيكون القرار هنا للمشكلة نفسها، وهي التي ستُحدِّد مصيرها ومصير الشخص الذي يُواجهها، ومن هنا يجب أن يكون القرار نابعًا من الإنسان نفسه، مشيرًا إلى ضرورة أن يعرف الإنسان قيمته الحقيقية باعتباره أفضل مخلوق عند الله - عز وجل - وأن يعي جيدًا إمكانياته التي تعلمها في الحياة، والتي يكون بارعًا فيها سواء كانت خبرات أو تجارِب أو لغات أو أي شيء آخر؛ لأن ذلك يساعده على اختصار المسافات فييمنعالوصوليمنعإلى نهاية طريق النجاح.
وأضاف - أستاذ الطب النفسي -: في الحقيقة نحن نعاني من مشكلة في عالمنا العربي وخاصة بالنسبة للشباب والفتيات، وهي مسألة الرغبة في النجاح سواء في المدرسة أو في الجامعة، وغياب فِكرة التفوق، والتفوق هنا لا يَعني فقط أن تكون درجات الامتحانات مرتفعة، أو أن يكون ترتيبه الأول وسط زملائه فحسب، وإنما التفوق يعنى أن يهتمَّ الطالب أو الشخص بأن يقدم شيئًا غير عادي، وألا يَكتفي بكونه إنسانًا يأكل ويشرب ويَعيش؛ وإنما يسعى إلى أن يكون إنسانًا ناجحًا نجاحًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن القرآن مليءٌ بالأمثلة التي تدل على ضرورة الحركة من أجل التفوق، ولعل منها سورة الكهف التي نقرؤها كل يوم جُمعة، فقد جمعت بين قصة أهل الكهف وقصة موسى والخضر وقصة ذي القرنين، فهذه القصص الثلاث يجمع بينها رابط واحد، ولم تكن مجرَّد قصص فحسب؛ حيث يَجمع بينها الحركة من أجل التفوق، مؤكدًا على أن الإمكان في حد ذاته دعوة إلى التفوق، والحض على قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة أيضًا يُعدُّ دعوة للتفوق، الإسلام في حد ذاته يعد دعوة للتفوق، ومن ثم يجب أن يسعى كل منا إلى أن يكون إنسانًا ناجحًا، وأن يكون مميزًا عن غيره، وأن يُضيف بنجاحه إلى البشرية.
وفي سياق متَّصل أوضح الدكتور فتحي سعيد - أستاذ التنمية البشرية - أن النجاح إنما يبدأ بالإرادة والهمة لذلك، على أن يكون لدى الإنسان إرادة وطموح في أن يُحقِّق نجاحًا كبيرًا، وأن يصل إلى ما لم يصل إليه أحد قبله، أن يرسخ كل شخص فكرة واحدة في عقله، وهي أن يسأل نفسه باستمرار: لماذا لا أكون من الأوائل؟ لماذا لا أعشق التفوق؟ لأنه إذا ما جعل هذا الأمر أمام عينيه باستمرار، فإن ذلك يكون بمثابة المحرِّك الأول والأخير له في مسألة التفوق، والدافع الحقيقي النابع من داخله، والذي يسعى إلىيمنعالوصولإليه، فضلاً عن ضرورة أن يستمر الإنسان في الحلم، وألا يسمح لأحد بأن يُقلِّل من طموحه الذي يسعى للوصول إليه.
وأكد - سعيد - على ضرورة أن يقتنع كل طالب وكل إنسان يسعى إلى التفوق أنه لا يوجد مستحيل؛ لأن هذا المستحيل هو عبارة عن خيال نصنعه نحن في أدمغتنا، وهناك مثال مشهور في هذا الأمر، والذي يقول: إنه كان هناك في ذات مرة رئيس لشركة قام بكتابة ورقة وتعليقها أمام الموظَّفين وكتب عليها: "غدًا جنازة من منَعَ تفوقكم في الشركة" فبدأ الجميع في التفكير في من هو هذا الشخص الذي كان يمنع تفوقهم، فجاؤوا جميعًا وقد وضع لهم رئيس الشركة تابوتًا وطلب منهم أن يدخلوا ويفتحوا هذا التابوت ليروه ويعلموا من هو، فكلما ذهب أحد إلى التابوت وقام بفتحه، وجد نفسه في مرآة قام رئيس الشركة بوضعِها في التابوت وبجوارها ورقة مكتوب عليها "الشخص الذي يمنَع تفوقك هو أنت"، ومِن ثم فإننا مَن نضع أمامنا موانع وحواجز تعوق نجاحَنا في الحياة؛ بتوقُّعنا أنه أمر مستحيل، في حين أن الأمر ما هو إلا حلم وإرادة وحركة |
|
|
|