إيطاليا دولة ساحرة بفنونها وعمارتها وحضاراتها الموغلة في القدم، ومهرجاناتها الحية النابضة التي لا تتوقف، أحد أهم هذه المهرجاناتInfiorata أو مهرجان سجاد الزهور، حيث تحتضن شوارع إيطاليا ومدنها وميادينها لوحات كرنفالية مبهجة من الأزهار وتصميمات فنية فريدة من الورود وتكوينات ابتكارية مدهشة ذات وشائج دينية وطقسية وفلكلورية قديمة..
• المدن الإيطالية حديقة ضخمة
حسب موقع fsnews.it الإيطالي فمهرجان Infiorata هو مهرجان تقليدي محلي، تتحول فيه المدن الإيطالية لحديقة ضخمة خلابة الألوان تغطيها سجاجيد من آلاف الزهور والورود والتكوينات الهندسية من خامات بيئية وعضوية، وذلك في عيد كوربوس دوميني، ليكون المشهد الفني وقتها مذهلاً، حيث يتم عمل نسخ من لوحات شهيرة من عصر النهضة، ومشاهد دينية وحديثة، وهندسة معمارية محلية، وأنماط هندسية وتجريدية ونباتية وحيوانية من الزهور، حيث يُعد المهرجان أجمل مهرجانات سجاد الزهور حول العالم.
• سجاجيد الزهور تحتضن الشوارع والميادين
و كلمة "infiorata" تعني حرفياً "مزينة بالورود" وهذه هي بالضبط كيفية صنع اللوحات السجادية التي يتم إنشاؤها خصيصاً لهذه المناسبة، باستخدام الزهور وبتلاتها وأوراقها، وأحياناً الفاصوليا أو قصاصات الخشب، حيث يتم جمع آلاف الأزهار وتجميع الألوان المتشابهة والدرجات المتوافقة معاً فى إناء كبير ليسهل استخدامه بعد ذلك، ويتم رسم التصميم بالطباشير الملون بوسط الميادين وبالشوارع الرئيسية وعلى الأرصفة وأمام الأديرة والكنائس وفي الساحات، حيث تستخدم الرمال الملونة ونشارة الخشب الزاهية لرسم الحدود الخارجية والخطوط العريضة للتصميم، ليتم تعبئة الفراغات المرسومة بآلاف البتلات والبذور وأوراق الأزهار ذات الفروق الدقيقة في الألوان ولإنشاء تصميمات بسيطة ومتقنة في الشوارع، حيث تشبه هذه العملية صناعة الفسيفساء، وتستغرق هذه العملية بأكملها يومين أو ثلاثة أيام لتظهر الشوارع المزهرة الملونة بتصاميم مدهشة تبدو ثلاثية الأبعاد لينتهى الأمر بموكب ديني على سجاد الأزهار، حيث يسير موكب بقيادة الكاهن أو الأسقف المحلي على السجاد في يوم العيد، بعد ذلك، يتم دعوة الأطفال للعب وتدمير السجاد، الذي يسمى سبالامينتو. ليختفي ذلك السجاد الرائع الجذاب حتى العام المقبل.
• مهرجان طقسي مرتبط بتقاليد دينية قديمة
وحسب موقع fodors-com. تعود أصول المهرجان للقرن الثالث عشر، إلا أنه لم يتخذ شكله كما نعرفه اليوم إلا في القرن السابع عشر وتحديداً بالعام 1625، حيث تم تصميم وإنشاء أول سجادة أزهار حقيقية كما نعرفها اليوم، في بازيليك الفاتيكان بينيديتو في Drei، وفي وقت لاحق، نشر المهندس المعماري جيان لورينزو بيرنيني هذا الفن في المنطقة المحيطة بروما، واستخدمه بشكل أساسي في المهرجانات الباروكية الشهيرة التي نظمها، مع مرور الأيام اختفى المهرجان بطقوسه في روما، بينما في كاستيلي روماني حافظ عليه السكان المحليون، وذلك بوسط وجنوب إيطاليا، حيث يكون الناس أكثر تديناً ومرتبطين بالتقاليد المحلية.
• 12 مدينة تحتفل
تُقام مهرجانات Infiorata في أجزاء مختلفة من إيطاليا، إلى جانب Noto في صقلية، وSpello في Umbria وGenzano في لاتسيو توجد مهرجانات مماثلة في Pienza في توسكانا، وOrvieto في أومبريا، وPotenzoni di Briatico في كالابريا، وBrugnato في Liguria، ودير Chiaravalle della Colomba في فيدينزا، إميليا رومانيا.
• مدن أخرى تحتفي بسجاجيد الأزهار بالشارع
نقلت عن إيطاليا هذا الطقس الاحتفالي عدد من المدن الأخرى المتوسطية وأخرى احتلتها إيطاليا، حيث يتم إنشاء سجاجيد الأزهار بالشارع فى المناسبات كالأفراح واحتفالات المواليد، وفى بعض المناسبات السياسية والاجتماعية الأخرى.
يقول نيقوس ألموندو – من الجالية اليونانية وهو سبعيني صاحب محل فراشة يعيش بالإسكندرية لسيدتي: سجاجيد الأزهار بالشارع انتشرت بشدة فى الثمانينات والتسعينات في الإسكندرية وما زالت موجودة ولكنها قلت كثيراً، حيث كنا نستخدم النشارة ونقوم بصباغتها، وكذلك الرمال الملونة لنصنع سجاجيد احتفالية ملونة فى حفلات الشعبين وأفراحهم أو فوق الأسطح، وهذا التقليد موجود بعدد من الدول العربية، كالعراق وليبيا والدول المتوسطية مثل اليونان وقبرص، لافتاً أن لديه محلاً آخر لصناعة سجاجيد الألوان بالشارع فى اليونان، فاليونان يشبهون السكندريين فى كثير من عاداتهم وطقوسهم الاحتفالية، على أن سجاجيد الألوان بالشارع يستخدمها حالياً التشكيليون فى بعض معارضهم وخلال بعض الاحتفالات وأيام الكرنفالات فى أعياد الربيع. |
|
|
|