كان الصحابة رضوان الله عليهم يعفون عن بعضهم البعض طاعة للمولى عز وجل واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن قصص التسامح بين الصحابة، قصة أبو بكر الصديق مع مسطح بن أثاثة، والذي كان قريب لأبو بكر، وكان مسطح فقير معدم لا مال له، فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يتكفل بنفقته كاملة، لكن لما وقعت حادثة الإفك، وتحدث بعض الناس في سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها كان مسطح منهم.
ولما برأ المولى عز وجل عائشة رضي الله عنه من فوق سبع سنوات، أقيم الحد على مسطح وغفر الله له كما غفر لمن حدت ظهورهم من الصحابة الآخرين، لكن أبو بكر أقسم بالله عز وجل أن لا ينفعه بنافعة، أي لا يصله منه أي درهم ولا دينار.
فأنزل الله عز وجل قوله تعالى” ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم” فلما سمع أبو بكر كلام المولى عز وجل، قال بلى ياربنا والله نحب أن تغفر لنا، لكنه رضوان الله عليه تذكر أنه قد حلف يمين في وقت سابق، فنزل قول الله عز وجل “ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم” أي لا تجعلوا الحلف بالله يمنعكم منم الصفح والخير وفعل الخير، فديننا دين العفو والتسامح.
أيضًا هناك الكثير من قصص العفو والتسامح عند الصحابة منها أيضًا ما فعله الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، وهو كان أول من جهر بالقرآن الكريم في صحن الكعبة، وذات يوم نزل بن مسعود ليبتاع طعامًا من السوق، وكان قد وضع النقود في عمامته.
فلم بحث عن الأموال لم يجدها، فقد سرقت منه، فأخذ الناس في السوق يدعون على السارق فمنهم من يقول اللهم اقطع يده، أو اللهم افعل به كذا وكذا، لكن الصحابي الجليل رضوان الله عليه قال لهم لا تدعوا على السارق، وقال ” اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حمله على أخذها جراءة على الذنب فاجعلها آخر ذنوبه”.
فالصحابي رضوان اله عليه تربى في مدرسة النبوة، ورأى كيف رفض عليه الصلاة والسلام الدعاء على الكافرين بالرغم من شدة إيذائهم له.
ومن قصص التابعين أيضًا نجد كيف تعلموا التسامح والعفو فيما بينهم، فقد روى الإمام أحمد في كتابه الزهد أن التابعي ربيع بن خيثم وكان من تلاميذ بن مسعود وكان عابدًا زاهدًا متخلق بأخلاق الصحابة، وذات يوم سرق منه فرس، فقال له أهل مجلسه أدعو عليه ، فقال التابعي بل أدعوا لله له، وقال: اللهم إن كان غنيًا فاقبل به، وإن كان فقيرًا فأعنه