إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله.
ï´؟ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ï´¾ [آل عمران: 102].
ï´؟ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ï´¾ [النساء: 1].
ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ï´¾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ
الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.
عباد الله؛ الله خلق الإنسان، وخلق فيه عضوا من أعضائه عليه المرتكز في الأعمال، وعليه المرتكز في
الأفعال، وعليه المرتكز في الأقوال، فلو لم يحسن الإنسان توجيه هذا العضو، فالإنسان خاسر عند الله.
إنه تلك المضغة إنه هو القلب، قلب الإنسان، فبقلب الإنسان هذا يطير في الفضاء إلى الرحمن، وبقلب
الإنسان ينزل إلى أسفل سافلين، فمتى وجهته إلى رضا الله طار وارتفع، وإذا وجهته إلى غضب الله
سقط ووقع، فأين أنت من هذا يا عبد الله؟ أين أنت من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال
في الحديث الصحيح المتفق عليه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا
وَهِيَ الْقَلْبُ". [1]
والمقصود بصلاح الجسد: قيامُه بما أمر الله به من فرائض ومستحبات وواجبات، واجتناب ما نهى
عنه من محرمات و مَعَاصٍ وموبقات.
فالنية إذا كانت لله أخذت الأجر من الله، وربما يكون الأجر دون عمل، خطبتنا مركزة وموجهة إلى أعمال
القلوب، دون أفعال، وإنما تكون النتائج عن عمل سابق قد فعله وانتهى، أنت بدأت بعمل ولم تكرره،
فأخذت الأجر العظيم بعد ذلك على هذا العمل القليل، ضوعفت لك الأجور بأمر الله عز وجل، هذه رواية
وحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد وقع بين الصحابة أن اختصموا عند النبي صلى الله عليه
وسلم، فيمن تصدق بصُرَّة فيها مال لله سبحانه وتعالى، وإذا بالمال يرجع إلى الرجل عن طريق ولده،
يرجع المال لكن يكتب الأجر عند الرحمن، هذا الحديث الذي رواه البخاري، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله
عنهما قَالَ: (بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي، وَكَانَ أَبِي يَزِيدُ أَخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ
بِهَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهَا، فَأَتَيْتُهُ بِهَا)، فَقَالَ: (وَاللهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ)، فَخَاصَمْتُهُ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ". [2]
(وَاللهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ)؛ الوالد يزيدُ لم يرد أن يعطيَ ابنه، وإنما وضعها بجانب فقير في المسجد، فظن
أنه نسيها والده، فأخذها الولد، قال: (وَاللهِ مَا إِيَّاكَ أَرَدْتُ) -أَيْ: لَوْ أَرَدْتُ أَنَّكَ تَأخُذُهَا، لَنَاوَلْتُهَا لَك،
وَلَمْ أُوَكِّلْ فِيهَا، أَوْ كَأَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْوَلَدِ لَا تُجْزِئُ، أَوْ يَرَى أَنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْأَجْنَبِيِّ أَفْضَل. [3].
("لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ") نوى أن يتصدق فكتبت الصدقة بهذه الدنانير، ورجع المال إلى تلك العائلة، -أَيْ:
إِنَّك نَوَيْتَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، وَابْنُكَ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، فَوَقَعَتْ الْمَوْقِع، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِكَ
أَنَّهُ يَأخُذُهَا. [4].
(وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ) -أَيْ: لِأَنَّكَ أَخَذْتَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ لِلمُتَصَدِّقِ أَجْرَ مَا نَوَاهُ، سَوَاءٌ
صَادَفَ الْمُسْتَحِقَّ أَوْ لَا، وَأَنَّ الْأَبَ لَا رُجُوعَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ عَلَى وَلَدِهِ، بِخِلَافِ الْهِبَة. [5].
روى النسائي، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله تعالى عنه، حديثا يبين فيه النية خير من العمل، العمل الذي
أردت أن تقوم به فمنعك مانع، فإن شاء الله كتب لك العمل.
ومن منّا لم ينوِ في هذا الوقت، ومن سنة مضت أو أكثر أن يعتمر، فمنع؟ ومن منا سجّل للحج فلم يحج،
ومنع، فذاك له أجر العمرة، وهذا له أجر الحج؟
ومن منا الآن من يتمنى أن يكون عنده مال ليتصدق لبيت من بيوت الله أو لأسرة فقيرة أو لعائلة
مسكينة، له أجر نيته؟ رغم أن هناك موانع منعته.
وكم من يريد أن يقوم الليل فيمنعه النوم، لا يستيقظ إلا عند أذان الفجر الثاني؟ فيكتب له هذا الأجر.
إنها القلوب يا عباد الله، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ، كُتِبَ لَهُ أَجْرُ مَا نَوَى، وَكَانَ
نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عز وجل". [6]
وكما قيل: (نية المرء خير من عمله).
واعلموا عباد الله! أن هناك أعمالا تعملها لكن أجرها لا ينقطع بانقطاعها، فـإحياء السنن النبوية، وإماتة
الطرق البدعية، فيها الأجور التي لا تنقطع، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ
بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ
أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا". [7]
نية ترفع الإنسان، وأخرى تنزل به وتخفف في الميزان.
والدعوة إلى الله يا عباد الله! وتعليم الناس الخير أجور جارية متتابعة روى مسلم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي
الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ
تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ
ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا". [8]
واعلموا عباد الله؛ أن هذا العلم علم الشريعة والدين واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، دين الإسلام،
الدعوة له أجرها عظيم حتى بعد الممات، روى الطبراني في الأوسط، عَنْ جَابِرٍ رضي الله تعالى عنه عنهما
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مُعَلِّمُ الْخَيْرِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ". [9]
حتى الحيتان ودوابُّ البحر التي هي أضعاف مضاعفة عن دواب البر، تستغفر لإنسان هدى أناسا إلى الخير،
علّمه الفاتحة، علّمه الوضوء، علّمه الصلاة، أمره بمعروف نهاه عن منكر، وهذا بدوره علّم غيره، وهكذا الأجر
يتصل إلى يوم القيامة.
وهذا الحديث فيه دليل على استغفار الجمادات له أيضا، لأنه قال صلى الله عليه وسلم: "يستغفر له كُلُّ
شَيْءٍ"، أي هذا الداعي إلى الله وإلى الخير، هذا تستغفر له هذه المخلوقات جميعها.
روى الترمذي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ
وَمَلَائِكَتَهُ، وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ، لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ". [10]
قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ:
(عَالِمٌ، عَامِلٌ، مُعَلِّمٌ، يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ)، -لابد أن تكون فيه هذه الصفات؛ عَالِمٌ، عَامِلٌ، مُعَلِّمٌ،
(يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ).
وروى ابن ماجة، عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، فَلَهُ
أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ". (جة) (240).
وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عز وجل كَانَ
لَهُ ثَوَابُهَا مَا تُلِيَتْ". أخرجه أبو سهل القطان في حديثه عن شيوخه (4/ 243/ 2)، انظر الصَّحِيحَة (1335).
فاعلم يا عبد الله! يا من تحب صلاة الجماعة، ويا من تحب مساجد المسلمين، رغم ما فيها من فتن واختلافات،
وتتأسّف على صلاةٍ تركتها يوما مَّا لعذر مَّا، أبشر يا عبد الله! أبشر؛ فإنه ستكتب لك صلاة الجماعة كاملة، بل
ويكتب لك أجر من حضرها وصلاها، ليس هذا من عندي، بل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن تدرك
ثواب من صلى الجماعة، فقد روى النسائي وأبو داود وغيرهما، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا)، (أَعْطَاهُ اللهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا وَحَضَرَهَا)، (لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ"). [11]
(لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ) شيئا يا عباد الله، أدرك من الصلاة جماعة ولو ركعة، ولو خرج الناس، بهذه النية
تأخذ الأجر العظيم.
واعلموا يا عباد الله! أن ثواب أعمال الخير مستمرّ ولو انقطع العمل، ولو انقطع الفعل، ثوابه يستمر لك،
روى الإمام أحمد وغيره، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّكْسَكِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ
-رضي الله عنه- وَهُوَ يَقُولُ لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ -وَاصْطَحَبَا فِي سَفَرٍ- فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو
بُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى -يقصد أباه الأشعري- مِرَارًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ
الْمُسْلِمَ إِذَا مَرِضَ أَوْ سَافَرَ، كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ كَمَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا". [12]
واعلموا يا عباد الله! أن الحسنات يضاعفها الله عز وجل؛ الحسنة بعشر أمثالها، والسيئات لا تكتب إلا إذا عملت،
فإن أقلع الإنسان كتبت له حسنة، فالسيئة بمثلها إن عملها، وتكتب حسنة إن تركها، روى الإمام البخاري
ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ
ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً")، ("فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى
يَعْمَلَهَا")، ("فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا")، ("فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي، فَاكْتُبُوهَا
لَهُ حَسَنَةً، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا،
إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ"). [13]
فَإِنْ تَرَكَهَا خَشْيَةً لِلهِ تَعَالَى، كُتِبَتْ حَسَنَة كَمَا فِي الْحَدِيث: "وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي"، فَصَارَ تَرْكُهُ لَهَا لِخَوْفِ
اللهِ تَعَالَى، وليس خوفا من الناس.
واعلموا عباد الله؛ أن كثيرا من الناس لهم قدرة على الصيام، يصوم في رمضان وفي غير رمضان تطوعا لله
سبحانه وتعالى، فبوركت له أعماله، بعض الناس يضعف عن هذا، يجوع فلا يستطيع الصبر، فهذا الذي يجوع لا
يحرم أجر الصائم، ويأخذ أجر الصيام، بشرط استمعوا إلى حديث زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ، أَوْ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ
أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا". [14]
لو أن إنسانا في وقت إفطار، والناس تصوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، ويأتون إلى المسجد
لصلاة المغرب، فقدم شيئا من التمر ليفطر عليه الصائمون كان له مثل أجرهم، بعض الناس لا يتفقدون هذا
إلا في الفرائض في رمضان، لكن في النوافل قليل من الناس من ينتبه لذلك، لكن نرى ذلك في الحرمين
الشرفين، يوم الاثنين مغربا، ويوم الخميس تجدهم يفرشون البلاستيك، ويضعون عليه بعض الأطعمة
الخفيفة من تمر ونحوه، لم ينسوا ذلك ليأخذوا الأجر من عند الله سبحانه وتعالى.
واعلم يا عبد الله! أن بعض الناس ينفق من مال غيره، ويأخذ الأجر، ليس الإنفاق من ماله هو؛ بل من مال غيره
بإذنه فله مثل أجره، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا تَصَدَّقَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ
زَوْجِهَا)، (غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ
أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا"). [15]
وهذا إذا كان -كما قال العلماء- بإذن صاحب المال، بإذن الزوج يكون معه علم وخبر بهذا، أو من كان عندهم
مسئول كالخازن، والخازن لا ينفق إلا بإذن أو أنه يسمح بذلك، فقد ثبت عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله -تعالى-
عنهما قَالَ: (لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: "لَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ")
("هِبَةٌ")، وفي رواية: ("أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا") ("إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا") [16].
فإنفاق المرأة من مالها أو مال زوجها، وإنفاق العامل والخادم من مال مسئوله وسيده، من غير إفساد
وبإذنه، ومن غير مضرة ترجع على العائلة أو عليها هي، فربما تطلّق؛ لأنها فعلت من غير إذنه، فلذلك من غير
هذه الأسباب فتنفق بهذه الشروط، إن شاء الله لها أجر، وللخادم مثل أجر المكتسب، فلها مثل أجره من غير
نقصان.
هذه هي الأحاديث النبوية وهذه التي تحثنا على الطاعات فعلا، وإرادة وقلوب مطمئنة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الآخرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع خطاه إلى يوم الدين، أما بعد:
روى البخاري ومسلم الترمذي والإمام أحمد، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ حُفَاةٌ عُرَاةٌ، مُجْتَابِي النِّمَارِ مُتَقَلِّدِي
السُّيُوفِ)، -يعني يلبسون ملابسَ ليس فيها رياء، ملابس الفقراء.
(كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ) -أَيْ: تَغَيَّرَ-. (وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ) -أي:
الفقر- (فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ) -لَعَلَّهُ دَخَلَ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَجِدَ فِي الْبَيْتِ مَا يَدْفَعُ بِهِ فَاقَتهمْ، فَلَعَلَّهُ مَا وَجَدَ فَخَرَجَ [17].
(فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
"أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ï´¾ [النساء: 1].
سَبَبُ قِرَاءَةِ هَذِهِ الْآيَة أَنَّهَا أَبْلَغُ فِي الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ عَلَيْهِمْ، وَلِمَا فِيهَا مِنْ تَأَكُّدِ الْحَقِّ، لِكَوْنِهِمْ إِخْوَةً [18].
وَقَالَ: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ï´¾ [الحشر: 18].
(ثُمَّ قَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ")، ("لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ تَرْجُمَانٌ")
أَيْ: مُفَسِّرٌ لِلْكَلَامِ بِلُغَةٍ عَنْ لُغَةٍ [19].
("يُتَرْجِمُ لَهُ") ("وَلَا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ") ("فَيَقُولُ لَهُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَوَلَدًا؟ وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى! فَيَقُولُ لَهُ:
أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى!") ("فَيَقُولُ: أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا؟ فَيَقُولُ: بَلَى! فَيَقُولُ: أَيْنَ
مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَيَنْظُرُ قُدَّامَهُ، وَبَعْدَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَجِدُ شَيْئًا يَقِي بِهِ وَجْهَهُ حَرَّ جَهَنَّمَ")
-عافانا الله وإياكم وسائر المسلمين من حرها، فلا يجد- ("إلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ")، ("ثُمَّ يَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ").
(ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ") -أَشَاحَ بِوَجْهِهِ عَنْ الشَّيْء: نَحَّاهُ عَنْهُ.
ثُمَّ قَالَ: ("اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا") (ثُمَّ
قَالَ: "تَصَدَّقَ رَجُلٌ") -لكن المقصود به هنا ليتصدق رجل، طلب من النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الناس
الجلوس في المسجد أن يتصدقوا على هؤلاء الأعراب.
("مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ") -الْبُرّ: القمح.
("مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ")، حَتَّى قَالَ: ("مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ")
("فَإنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّ تَمْرَةٍ")؛ ("فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ").
الْمُرَاد بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ هُنَا: أَنْ يَدُلُّ عَلَى هُدًى، أَوْ يُرَدَّ عَنْ رَدًى، أَوْ يُصْلِحَ بَيْنَ اِثْنَيْنِ، أَوْ يَفْصِلَ بَيْنَ مُتَنَازِعَيْنِ،
أَوْ يَحُلَّ مُشْكِلًا، أَوْ يَكْشِفَ غَامِضًا، أَوْ يَدْفَعَ ثَائِرًا، أَوْ يُسَكِّنَ غَضَبًا [20].
قال صلى الله عليه وسلم:- ("فَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الْفَاقَةَ، فَإِنَّ اللهَ نَاصِرُكُمْ وَمُعْطِيكُمْ")، -أن يقوم أحد من
الصحابة أن يتصدق؛ لم يقم أحد- ("فَأَبْطَئُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ")، -صلى الله عليه وسلم.
(ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ) -أي من فضة- (كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ)، -أي من ثقلها-
(ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَتَهَلَّلُ) -أَيْ: يَسْتَنِير فَرَحًا وَسُرُورًا [21].
(كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ) -كأنه قطعة فضة طليت بماء الذهب، استنارةٌ في وجهه الشريف؛ رضا بما صنع أصحابه
رضي الله تعالى عنهم.
الـمُذْهَب: الـمَطْلي بِالذَّهَبِ، فَهَذَا أَبْلَغُ فِي وَصْفِ حُسْنِ الْوَجْهِ وَإِشْرَاقِه وَأَمَّا سَبَبُ سُرُورِه صلى الله عليه
وسلم فَفَرَحًا بِمُبَادَرَةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى طَاعَةِ الله تَعَالَى، وَبَذْلِ أَمْوَالِهِمْ للهِ، وَامْتِثَالِ أَمْرِ رَسُولِ الله صلى الله
عليه وسلم، وَلِدَفْعِ حَاجَةِ هَؤُلَاءِ الْمُحْتَاجِينَ، وَشَفَقَةِ الْمُسْلِمِينَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَتَعَاوُنِهِمْ عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى [22].
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا
بَعْدَهُ")، -قَوْله صلى الله عليه وسلم: "عَمِلَ بِهَا بَعْدَه"؛ أَيْ: سَوَاءٌ كَانَ الْعَمَلُ فِي حَيَاتِه، أَوْ بَعْدَ مَوْتِه [23].
فنجد بعض الناس توفي من عشرات السنين وأجرهم يجري، كمن بنى مسجد، كإجراء الماء يشرب منه الناس،
وما شابه ذلك من الخيرات.
("مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ
بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ") [24].
الحديث يا عباد الله! فِيهِ: الْحَثُّ عَلَى الِابْتِدَاءِ وأن تسارع بِالْخَيْرَاتِ، كالرجل الذي جاء أولا بصرة من ذهب أو
فضة، أخذ أجرا مثل أجور جميع من جاء خلفه، ومن تصدق بعد ذلك تكون أنت السابق للخيرات يا عبد الله!
وَسَنِّ السُّنَنِ الْحَسَنَات، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ اِخْتِرَاعِ الْأَبَاطِيلِ وَالْمُسْتَقْبَحَات، وَسَبَبُ هَذَا الْكَلَامِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ
قَالَ فِي أَوَّله: (فَجَاءَ رَجُلٌ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، فَتَتَابَعَ النَّاس)، وَكَانَ الْفَضْلُ الْعَظِيمُ لِلْبَادِئِ بِهَذَا
الْخَيْر، وَالْفَاتِحُ لِبَابِ هَذَا الْإِحْسَان. [25].
وفي الختام يا عباد الله! وعندما نفهم أمورنا، عندما تفهم بقدرك يا عبد الله إن شاء الله يفتح لك بابا إلى
الجنة من الخير، اللهم آمين يارب العالمين، فترى مقعدك فيها، وترى مقعدك ومنزلك ومكانتك في الجنة،
وترى مقعدك هذا وأنت تنظر إليه يرتفع درجة درجة، كل يوم يرتفع وأنت في قبرك يا عبد الله، أتعرف ما
السبب؟ السبب في قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد والنسائي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله
تعالى عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ،
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ". [26]
فيا من ماتت آباؤهم لا تنسوهم من الاستغفار والصدقات والتطوعات، ففيها ارتفاع لهم في الدرجات،
وإن ارتفعوا هم في الدرجات، فأبشر فأنت معهم ستلحق بهم، وما ينقص من أجرك شيء إن شاء الله.
اللهم صل وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب
مجيب الدعوات يا رب العالمين.
اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا
على عدوك وعدونا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم فُكَّ أسر المأسورين، وسجن المسجونين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين،
وأغن فقراء المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
~ |
|
|
|