24 - 1 - 2022, 12:33 AM
|
| | | | | عضويتي
» 6 | جيت فيذا
» 12 - 11 - 2010 | آخر حضور
» 7 - 10 - 2023 (05:53 AM) |
فترةالاقامة »
5155يوم
|
المستوى » $124 [] |
النشاط اليومي » 18.73 | مواضيعي » 19229 | الردود » 77327 | عددمشاركاتي » 96,556 | نقاطي التقييم » 19544 |
ابحث عن » مواضيعي ❤
ردودي | تلقيت إعجاب » 1037 | الاعجابات المرسلة » 1250 |
الاقامه » |
حاليآ في » | دولتي الحبيبه » | جنسي » | العمر »
سنة
| الحالة الاجتماعية »
مرتبطه
|
التقييم
» | مشروبى المفضل » | الشوكولاته المفضله » | قناتك المفضلة » | ناديك المفضل » | سبارتي المفضله » | | | |
زوبعه في قلب أخضر
ما أن تسحب الشمس آخر أشعتها, وترمي الظلمة بثقلها على المكان,
حتى تستعر في رأسها هواجس مقيتة, ويتكرّر شريط صور تلك الليلة المشؤومة . تحاول أن تهرب منها فيطوّقها المنظر ببشاعته و قتامته
. تقضي الليل مكوّمة فوق السرير , ممزّقة بين مشاعر الحب و الكره
, الإيمان و الكفر . ترقب أختها و أخاها الصغير غارقين في النوم .
تحسدهما على خلوّ البال . أحيانا ينهمر دمعها حين تمر بها ذكرى
والدها يوم كان هنا, و كان البيت مملكة للحب و الفرح , و كانت هي الأميرة .
لم تقصّر أمها في شيء . إحتضنت يتمهم و غمرتهم بفيض من الحنان و لكن, الآن تتمنى لو تدغدغ خديها قبلات أبيها , لو يحتضنها و تبكي على صدره .
أصبحت ' نسرين ' تكره الليل . يرعبها مجيئه , تتمنى لو أنه لا يأت أبدا
.تنتابها حالة من الهلع , تلازمها مذ ضرب زلزال المشهد أعماق ذاتها,
فاهتزّت أعوامها الخمسة عشر و امتدّت الشروخ, لتفتّت صرح الثقة
و الأمان الذي كانت تقف عليه .
من يومها لم تعد تنام . كم تتمنى لو تضع رأسها على الوسادة فلا تصحو أبدا
, أو أنّ النهار يكون بلا غروب .النهار أرحم . يحرّرها من شرنقة التفكير,
و ما بين المدرسة و الزملاء و الكتب تحاول أن تنسى أو تتناسى ,
رغم أنّ ما طرأ عليها من تغيير أصبح يثير الإنتباه . اليوم فقط
نهرتها أستاذة الرياضيات على مرأى و مسمع من الجميع :
- ما هذا الشرود نسرين ؟ و ما بال نتائجك تتقهقر في المدة الأخيرة ؟
و تضع التي تجلس بجوارها كفها على فمها, لتكتم ضحكة ساخرة
و تستدير إلى زميلتها في الخلف :
- أترين . حتى الأستاذة انتبهت لذلك . ألم أقل لك أن في الأمر سر ؟!!
تجيبها الأخرى بنبرة إستفزازية :
- إنّه الحب يا أختي , نسرين غارقة حتى أذنيها .لا تريد أن تحكي لنا ما
حصل بينها و بينه .
تلوذ نسرين بالصمت . وجهها يغلّفه الإنكسار و عيناها انطفأ فيهما
بريق الصبا ليترك غبشا من كآبة .
تدقّق في الكتاب المفتوح أمامها و لا تراه . لم تهتم لما سمعته ,
كأّنّ التي يتحدّثون عنها فتاة غيرها , أما في صدرها فتجيش مشاعر
الغضب و الحنق , و بقايا طفولةٍ تستغيث , تصرخ , تستنجد ..لماذا يا أمي ؟
لمَ فعلتِ بي ذلك ؟
في نهاية الحصة نادتها الأستاذة :
- نسرين , ما بك ؟ إعتبريني مثل والدتك .هل هناك مشكلة ؟
لا .أرجوك . لا أريدك أن تكوني مثل والدتي .
تختلق نسرين بضع كذبات عن خوفها من الإمتحانات و مرض أمّها
و صداع يلازمها مؤخرا ..
- حسنا . لو أردت الحديث سوف أستمع لك .
تدق المسامير رأسها دون هوادة . تأكل الحيرة أطراف فكرها العاجز
. أي حديث أستاذتي ؟ و أي لغة سوف أصف بها صدمتي في أحب الناس ؟
من يحمل عني عبء سري ؟ من يريحني ؟ من يشرح لي ما يحدث ؟
مرّات كثيرة صوّر لها خيالها ما سيكون لو يتجاوز السر حدود صدرها ,
سيتفرّع الخبر و تصبح أمها مادة للثرثرة . سوف تلوكها ألسنة المدينة دون رحمة . ليت الأرق لم يوقظها من نومها تلك الليلة . ليتها لم تفتح باب غرفتها , وليتها لم تسمع صرير الباب الخارجي الذي أثار فضولها و خوفها فقامت
متجهة إلى البهو . لكنها لم تستطع أن تخطو خطوة أخرى . سمّرها المنظر
على عتبة الباب . أغمضت عينيها و أعادت فتحهما أكثر من مرّة .
لم تكن تحلم . أمها بثياب النوم تفتح الباب . و يدخل جارهم . الرجل الطيب المحترم . وقف إلى جانبهم بعد وفاة والدها .ساعدهم في كل شيء
. كم كانت تشعر بالإمتنان نحوه ! كم كانت تراه عظيما ! و الآن تراه
بعيون فغرتها الصدمة, يطوّق أمها بذراعيه قبل أن يتسلّلا معا على أطراف الأصابع , كلصين , إلى غرفة النوم . مشهد تكرّر أمام عينيها أكثر من مرّة, ليتحوّل بعدها إلى قنبلة موقوتة استقرّت داخل صدرها . امتزجت دقاتها بدقات قلبها . أصبحت تخشى انفجارها في أية لحظة .في المرة الوحيدة التي تشجّعت فيها و قرّرت المواجهة , تراجعت الكلمات و انحبست في حلقها بمجرد أن التقت نظرتها بنظرة أمّها ..كبيرة أنتِ يا أمي . كيف أجرؤ ؟و لكن, كيف تجرئين ؟ لا زلت أحبك و سأظل أحبك ,و لكن من يعيدك لي نقيّة , بيضاء كما كنتِ ؟و من يعيدني إليك طفلة تتعلّق بأطراف ثوبك , ترى فيك عالما من الكمال و العظمة.
قضت ' نسرين ' شطر الليل منكمشة فوق سريرها . تحرّك جسدها الصغيرفي كل الإتّجاهات قبل أن تغفو مع الهزيع الأخير من الليل , فيريحها النوم من عذاب الأرق لتتلقّفها قبضة الكوابيس .
في حدود الساعة الحادية عشر أفاقت مرهقة , و عندما فتحت النافذة و نظرت إلى الخارج رأت سيارته قرب العمارة . . يركنها في المكان نفسه كل جمعة ليتجه للصلاة ..نعم . تديّنه كان محط إكبار من الجميع .تمنّت لو تستطيع نسف السيارة بإشارة من يدها .تمنّت لو تراه داخلها و ترى النيران تلتهم كل جزء فيها ..ربما ساعتها تستطيع أن تنام , ربما تهدأ الزوبعة العارمة في قلبها . و في لحظة فتحت محفظتها و أخرجت ورقة و قلما ,و بيد مرتعشة كتبت " ابتعد عن أمي . . لو فيك ذرّة من الإيمان و الإنسانية أرجوك أن تبتعد عن أمي و عنا جميعا . "
طوت الورقة .دسّتها في ثيابها . نزلت السلالم مسرعة . كان الشارع خالٍ تماما . إتجهت إلى السيارة . رفعت ماسح الزجاج و وضعت الورقة هناك و عادت أدراجها .
شعرت بنوع من الإرتياح .و لكن ملامح وجهها كانت صارمة , مخيفة , تستطيع أن تقرأ فيها دون عناء عبارة : " لقد أعذر من أنذر ! |
|
|
|
| | عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من
اجل منتديات شبكة همس الشوق يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا . | |