عقاب الطفل خلال السنتين الأولى من العمر..
""طفل ما قبل السنتين""..
لا عقاب له، لأنه لا يفهم ولا يعي الخطأ من الصواب، فهو يتعرف خلال هذه الفترة على الصح والخطأ من تعبيرات وجه وردود أفعال الأبوين. فإن تصرف بشكل جيد، فالقبلة، الاحتضان، الابتسامة، والتربيت على شعره وجسده، وكلمات التشجيع تحفزه على تكرار الفعل الحسن.
وإن فعل أمرا سيئا، فالتكشيرة، النظرة الغاضبة، والهمهمة مع منعه بهدوء عن التمادي في الخطأ، كفيلة بتعليمه أن هذا الأمر سيئ، مع التكرار كلما أساء التصرف. "حب استطلاع.. مش عند" في هذه المرحلة يتعرف الطفل على العالم من حوله، ويكون لديه حب استطلاع لمعرفة الأشياء، فهو يريد أن يمسكها ويقلبها ويتعرف على شكلها ولونها ويلمسها ويتذوقها، وقد يجرب وضعها في أنفه أو أذنه. وقد يؤدى حب استطلاعه إلى أن يمسك أشياء مضرة به، كفيشة الكهرباء، أو السكين، أو المقص، فهو لا يعلم أن هذه الأشياء مضرة، وكل ما عليك فعله من البداية هو إبعادها عنه.
لا تنهريه أو تصرخي فيه لمجرد أنه حاول أن يمسك ما يضره، خذيه منه بهدوء حتى لا تتولد لديه الرغبة في التعرف عليه مرة أخرى، واصرفي انتباهه لشيء آخر، ولا تتهميه بالعند، فهو هو مجرد حب استطلاع.
عندما يوقع العصير أو الطعام، أو يكسر الكوب، أو يرتكب مصيبة منزلية، فهو لا يقصدها كي يعاقب عليها، هو يريد أن يكتشف ويستمتع بما يكتشفه، فكل هذه الأشياء يعتبرها الطفل ألعاب مسلية. لا تدعيه يتحكم فيك واحترسي.. فعندما يجد الطفل أنه استطاع أن يلفت انتباهك، أو يستفزك بارتكاب هذه الأفعال، يكون لديه الحافز أن يرتكبها مرة أخرى، فقد أدرك كيف يتحكم فيك، وكيف يلفت نظرك إليه، فإن شعر أنك مشغولة عنه، بحث عما يثيرك لتلتفتي إليه، وإن شعر أنك تمنعينه عن متعة ما كاللعب، ارتكب نفس الخطأ رغبة في الانتقام منك واستثارتك.
حاولي قدر الإمكان التحكم في اعصابك تماما عندما يرتكب مثل هذا المصائب المنزلية، ويكفيه العبوس والنظرة الحادة والهمهمة القوية، ومنعه من الاستمرار حتى يفرق بين الصواب والخطأ.
#مفاتيح الطفل:
يتعلم بعض الألفاظ القبيحة والسلوكيات السيئة من المحيطين به، وقد يرددها مما يثير حفيظة الأم ويغضبها فتلجأ إلى العقاب.
- فعندما يضرب وجهك مثلا امسكي يديه وامنعيه في البداية، وإن كررها.. فالعبوس، وإن كررها فامنعيه بحزم مع العبوس والهمهمة.
- عندما يضرب طفلا آخر.. امنعيه بهدوء وأمسكي يديه وحاولي أن تشغليه سريعا بأمر آخر، واحترسي.. ففي بعض الأحيان يكون رد الفعل القوي عاملا يساعد على ترسيخ السلوك اكثر عند الطفل.
- عندما يردد كلمة قبيحة، اعرفي مصدرها، وتجاهلي الأمر في البداية، ثم أيضا العبوس والهمهمة بحزم.
- عندما يبكى الطفل لأنك منعتيه أن يمسك شيء مضر، أو أن يلعب بشيء يحبه، أو يريد الخروج أو الحلوى في وقت النوم أو في وقت غير مناسب مثلا.. احتضنيه ولاعبيه وحاولي أن تشغليه ( خدعة بص العصفورة ) ولكن لا تستجيبي أبدا لرغبته ما دامت خاطئة، حتى لا يتعلم أن استراتيجيات البكاء والزن وسيلة ناجحة للضغط عليك.
- كوني مرنة واستجيبي في بعض الأحيان إلى رغبته العارمة في التعرف على الأشياء بأن تجعليه يمسكها أمامك، الأشياء الملونة او التي تصدر صوتا تلفت انتباه الصغير إلى حد كبير.. اجعليه يلمسها ويتعرف عليها أمام ناظريك بدلا من أن يحاول الحصول عليها في غيابك.
- الأسلوب الوحيد لإفهام الطفل الصح والخطأ في هذا السن هو ملامح وجهك ونبرة صوتك ومنعه من ارتكاب الخطأ بمنتهى الهدوء.
- وقد يكون باحتجازه على كرسي العقاب أو على حائط العقاب لدقائق معدودة ليعرف أنه ارتكب الخطأ.
- يمكنك أيضا حرمانه من اللعبة التي يحبها أو الحلوى التي يفضلها لدقائق معدودة أيضا حتى يدرك نتيجة خطأه. لكن الصراخ الشديد والضرب والشتم والعنف، ما هو إلا ظلم شديد للطفل، في أي سن، ليس فقط طفل السنتين.
وأخيرا.. اعلمي أن أي عقوبات أخرى لن يفهمها ويعيها في هذه السن المبكرة، فالطفل يخطئ كي يتعلم، وأخطاؤه أمر طبيعي ليس عيبا ولا فشلا منك.. وطبيعي جدا أن يخطئ ويكرر الخطأ، لأنه ينسى.. فالطفل ذاكرته في هذا السن تكون للمشاعر فقط، فهو يشعر أكثر مما يعقل.
وختاما.. "عاملوا أطفالكم على قدر عقولهم، لا على قدر غضبكم". |
|
|
|