اعلم أنك أقوى من الجميع مادام الله معك.
احتمال، أن يغرس أحدهم شوكة في جسدك، وأن يغرس أنيابه في قلبك، محتمل جداً أن يضحك آخرون لأنك تبكي ! فترى دنياك شديدة القسوة، محتمل جداً أن يهاجمك عدوٌ بأنياب ضارية في لحظة مباغتة ! فترى عالمكَ غابة متوحشة، من الطبيعي أن تسأل نفسك : ماذا فعلت مع هؤلاء ؟
الإجابة معروفة لم أكن سوى إنساناً طيباً واضحاً بسيطاً. النتيجة تحتار في واقعك الغريب !
تتساءل، هل تنتظر أم تبادر بالانتقام ؟ أم تكتفي بالكراهية والحقد على منابع الأذى ؟ كيف تقاوم الشر وتحارب الكراهية ؟ كيف وسلاحك الحب والنقاء والبراءة !! البقاء للأقوى أم للأصلح ؟ أم للأكثر طيبة ونقاء ؟ تستخلص أنه لا توجد قاعدة لذلك ! ولكن قف ! في كل الأحيان، تحسس قلبك كل يوم، لا تترك عليه أي ذرات سوداء بفعل الأحقاد المدمرة، حافظ عليه نظيفاً بريئاً.
يعلمنا، يعلمنا البعض أحياناً الكراهية وحب الانتقام فنصبح صورة طبق الأصل منهم ! وحين نحاول العودة كما كنا نفشل ونكتشف موت الجمال فينا بأيدينا !
دائماً، إذا كان في حياتك نموذج قبيح للبشر، حاول هجر أوكار القبح وأبحث عن الجمال. فمجرد التفكير فيما تكره يسجل لك أعلى معدل للخساره، وأنت أكبر من هؤلاء الصغار ! وقلبك الكبير أكبر وأكبر وربك سينصرك ويحميك فقط ثق بالله تعالى ثم ثق في نفسك، وفي الخير والحب والحياة، وحافظ على قلبك نظيفاً بريئاً.
احتمال، محتمل جداً أن تضيع الحقيقة وسط الزحام، وتجد ألف شاهد على أنك لست إنساناً ولست مجتهداً ولست مستحقاً من الحياة سوى التجاهل ! تحاول أن تقسم أنا بريء، أنا إنسان مكافح مثابر سيغلق الكثيرون عيونهم وقلوبهم وآذانهم ستعلق أقوالك في مشنقة الزيف، ماذا تفعل إن ضاع حظك وحقك ؟ وكيانك ؟ واجتهادك ؟
تذكر، أن للكون رباً لا تأخذه سِنة ولا نوم، يراك من حيث لا تراه، يعلم بخفايا النفوس، يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ودعوة المظلوم متى لجأ إليه.
اعلم، أنك أقوى من الجميع مادام الله معك قل يا رب بصدق وستأتيك البراءة وثق بأن القوة من القوي العزيز وستظهر شمس الحقيقة ولو بعد حين، أجل ولو بعد حين وسيظل قلبك نظيفًا بريئًا.
احتمال، محتمل جداً أن تخدع في الحب فتحب من لا يستحق حبك أو يتسلى بأجمل مشاعرك أو يلهو بأصدق نبضاتك أو ينتقم من أحداث الأيام بك ! محتمل جداً أن تصدم بهذه الحقيقة بعد أعوام أو ثقة عمر بأكمله.
يحدث، زلزال في قلبك وعقلك وكيانك، تفاجأ بحريق يلتهم أطراف ثوبك وأعماق قلبك إنها الحقيقة المرة وللأسف الشديد ! قل لنفسك : من فينا المخطئ ؟ من فينا الظالم ؟
فإن لم تكن ظالماً ولكن فقط مخدوعاً ! فمن حقك أن تبكي قليلاً من جراء مرارة الخديعة ثم أبحث في الحياة، ستجد المخلصين كثيرين والأوفياء كذلك (والحب يبقى في النفوس الجميلة) ويضيع من النفوس الرديئة، وستجد قلبك مازال نظيفاً بريئاً، فهل نحزن ! |
|
|
|