ملابس الملائكــة
اليوم يقف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفات ملبين، ومكبرين: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك،
لا شريك لك».
يقف الحجاج وقد ارتدى الرجال منهم قطعتين من القماش البسيط الذى لا تدخل فيه (الخياطة)، وهما مجرد قطعتين لستر عورتهم، وأقرب ما يكونان إلى «ملابس الملائكة كما نتخيلها»؛ ليتقرب الإنسان إلى الله تعالى، فى تجربة أشبه ما تكون بالوقوف يوم الحساب أمام الخالق جل فى علاه.
الوقوف بعرفة شرط أساسى من شروط الحج، ولا حج دون الوقوف به، وقد بدأ الحجاج فى التوافد على عرفات منذ مساء أمس حتى فجر اليوم، وطوال اليوم تتعالى صيحات التلبية، والتكبير، وقراءة القرآن، والصلاة، والدعاء.
بعد مغرب اليوم يغادر الحجاج إلى المزدلفة للمبيت بها، واستكمال شعائر الحج من طواف الإفاضة، والتحلل الأصغر،
والذهاب إلى منى لرمى الجمرات.
فى عرفات مشهد عبقرى لا يمكن أن تراه إلا هناك، لا فرق بين أسود أو أبيض، ولا فرق بين أوروبى أو آسيوى أو إفريقى..
أو أى جنسية أخرى.
جميع الحجاج يرتدون الملابس البيضاء.. يكبرون، ويهللون، ويلبون فى خشوع، وتضرع إلى الله.
تركوا منازلهم، وأعمالهم، وكل متاع الدنيا، حتى المتاع الحلال من الملابس، والعطور، والجماع.. كلها محرمة، ولا تجوز فى أيام الحج، لأنها تفسده.
الحج تجربة عظيمة، وفريدة يقدمها الإسلام للإنسانية كلها كنموذج للتجرد،
والصفاء، وحب الخير.
كل عام أنتم بخير.. ومصر فى تقدم، وازدهار، وعالمنا العربى، والإسلامى أكثر تماسكا، وفهما لمقاصد الدين الحنيف النبيلة، بعيدا عن التطرف، والتعصب.. وكل أشكال الكراهية |
|
|
|