عن عروة بن مسعود الثقفي - في قصة صلح الحديبية - فجعل يكلِّم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كلما تكلَّم أخذ بلحية النبي صلى الله عليه وسلم، وكان المغيرة بن شعبة بن أخي عروة واقفًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفه، فكان كلما مد عروة يده ضرَبها بنعل السيف، وقال: أخِّر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مما رآه عروة شدةُ تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقيادهم له، فلما رجع عروة إلى قريش قال لهم: (والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي، فما رأيت ملكًا قط يعظِّمه أصحابه مثلما يعظم أصحاب محمد محمدًا، فوالله ما تنخَّم رسول الله نخامة إلا وقعت في يد أحدهم، فدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمرَه، وإذا توضأ كادوا يتقاتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفَضوا أصواتهم عنده، وما يُحدون النظر إليه تعظيمًا له، وأمرهم بقبول مصالحة النبي صلى الله عليه وسلم)؛ رواه البخاري.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مريض لا أعقِل، فتوضأ فصبُّوا عليَّ من وضوئه، فعقَلت"؛ متفق عليه.