🔻 معني الصداقة 🔻
يحكي ان كان هناك شاب ثري لديه الكثير من اﻷموال والمشروعات الضخمة، وكان والده يعمل بتجارة المجوهرات والياقوت واﻻحجار الكريمة، وكان هذا الشاب كريماً جداً ويحب الناس وخاصة اصدقائة ويؤثرهم علي نفسه وأقرب المقربين إليه، وكانوا هم أيضاً يحبونه بشده ويحترمونه بشكل ﻻ مثيل له .
دارت اﻷيام ومات اﻷب وأصاب العائلة الفقر الشديد، وانتهت جميع المشروعات واﻻعمال، وعاش الشاب اياماً صعبة من الفقر واﻻحتياج فأخذ يبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم أن اعز صديق له كان من أقرب اصدقائه إليه وكان يكرمه دائماً قد أصبح ثرياً بشكل ﻻ يوصف وأصبح من اصحاب القصور الفخمة واﻻمﻼك .
اتجة الشاب إلي صديقه عسي أن يجد لديه عمﻼً او سبيﻼً ﻹصﻼح حاله، وعندما وصل إلي باب القصر استقبل الشاب الخدم والحشم، فأخبرهم أنه صديق صاحب الدار وأن بينهما مودة وصداقة لسنوات طويلة، ذهب الخدم وأخبروا الصديق عن وجود صديقة بانتظاره، فنظر الرجل من خلف الستار فرأي شخصاً رث الثياب تبدو عليه مﻼمح الفقر واﻻحتياج، فلم يرض بلقائة وأخبر الخدم أن يقولوا له أن صاحب الدار مشغول وﻻ يمكنه استقبال أحد اﻵن .
عندما وصل الكﻼم إلي الشاب أصاب اﻷلم والحزن قلبه، وهو ﻻ يصدق أن صديق عمره قد تغير ورفض مساعدته، كيف يمكن ان تموت المروءة في اﻻنسان لهذه الدرجة، سار الرجل مبتعداً عن القصر وفي طريقة صادف ثﻼثة رجال تبدو عليهم الحيرة، فسألهم إن كانوا بحاجة إلي شئ ما، فقالوا له انهم يبحثون عن رجل يدعي فﻼن بن فﻼن، كان اﻻسم الذي ذكروه هو اسم نفس الشاب، فأخبرهم الشاب أنه هو من يبحثون عنه وأن والده قد مات منذ زمن، فحزن الرجال لموت والده وأخبروه أن والده قد ترك لديهم امانة وأخرجوا من جيوبهم اكياساً مليئة باﻻموال والمجوهرات والياقوت والمرجان .
وقف الشاب تملئة الدهشة غير مصدق ما يحدث، المهم أخذ الكيس وسار في طريقة وهو يفكر لمن سوف يبيع لكل هذه المجوهرات، مضي في طريقة وبعد مسافة قصيرة قابل امرأة عجوز يبدو عليها الثراء، استوقفته المرأة وسألته : يا بني هل تدلني علي مكان أشتري منه مجوهرات، صرخ الشاب سعيداً في حماس أنه لدي كل انواع المجوهرات التي تريدها، وهكذا باع لها الشاب كل ما يملك وحصل علي الكثير من اﻻموال .. وهكذا عادت الحال إلي يسر بعد عسر واستمر الشاب بالتجارة من هذه اﻻموال وتحسن حاله بشكل رائع، فتذكر حينها صديقة الذي رفض مساعدته ولم يؤدي حق الصداقة، فبعث له بيتين من الشعر :
صحبت قوما لئاما ﻻ وفاء لهم * يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني منذ كنت رب غنى وحين أفلست عدوني من الجهل
فعندما قرأ الصديق هذه اﻻبيات، بعث إليه ورقة أخري بها ثﻼثة أبيات تقول :
أما الثﻼثة قد وافوك من قبلي * ولم تكن سببا إﻻ من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي * وأنت أنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل *** لكن عليك خشينا وقفة الخجل
┊┊⇣✧
┊ ⇣✦
⇣ ✧
••┈❦┈┈••