شدّني للورد طيّبٌ وصفاء وبه الطهر وعنوان النقاء يتباهى بأريجٍ وبهــــــاء ينشر الحب بأنفاس الهواء وطباع الود طبع النبـــلاء يكره البخل ونهج البخلاء وإلى مولاه يشدو بالثناء لمليك الكون أرضٌ وسماء. أتاكَ الوَردُ مَحبُوباً مَصُوناً كمَعشوقٍ تكَنّفَهُ الصّدودُ كأنّ بوَجهِهِ، لمّا تَوافَتْ نجُومٌ في مَطالِعِها سُعُودٌ بَياضٌ في جَوانِبِهِ احمِرارٌ كما احمرّتْ من الخجلِ الخدودُ. أُفضِّلُ الورد على النرجس لا أجعل الأنجم كالأشمس ليس الذي يقعد في مجلسٍ مثل الذي يمثلُ في المجلس. حديقةٌ باتَ فيها الورد مزدهراً حسناً ودرُّ نَدَى الأنفاسِ كلَّلهُ لا تعجبوا إن غدت في الشرق مفرَدةً فهكذا الوردُ فردٌ لا نظيرَ لهُ. فاحت زهور الورد والياسمين ورجعت ذات الجناح الحنين وكوكب السعد بدا ساطعاً وهب ريح البشر ذات اليمين واهتزت الدنيا سروراً فما تلفى بها من ساخط أو حزين والدكن المأنوس يختال إذ حل محل الوهم فيها اليقين وعاد سيف العدل فيها إلى نصابه بعد مرور السنين شدّت أواخي الملك مذ لاذت الوازرة العظمى بحبل متين آبت إلى بيت الأمير الذي ليس له إلا المعالي خدين.