مستويات، بالرغم من العقبات والمصائب والمحن التي تلوح في سماء العالم، وتجثم على أرض الواقع، لكن قاعدة الأساس متينة، وأعمدة البنيان سميكة، وسقف الوطن واسع وعميق، لا يمكن لأحد -كائنًا مَن كان - أن يخترقه؛ وهذا دليل على تساقُط هذه القنوات وتلك الأقلام يومًا بعد يوم، بل إن بعضها عادت إلى صوابها؛ لأن الحبل الذي أمسكوا به قصير، ولا بد من الوصول إلى الحقيقة، والحقيقة فقط.
مهما واجهت السعودية من ضربات وفتن فهي كالحديد يصقل، وغيرها كالزجاج يكسر، ولا يزال "الحماس، العزيمة والشغف" هي المسيطرة على الميدان.. الحماس الوقود الذي يدير المحرك.. العزيمة هي كلمة السر وراء التغلب على المصاعب والعقبات، ووحده الشغف بالأمور العظيمة هو الذي يستطيع أن يسمو بالروح السعودية إلى مقامات عالية جدًّا.
إنه التاريخ السعودي المتصل خلال أكثر من ثلاثة قرون؛ فهو سيرة الرجال العظماء، الذين علَّمونا الدروس، وجعلونا أكثر وعيًا، وأقدر على اتخاذ الخطوات والقرارات السليمة، فهم إلهامنا في الحكمة، فالتاريخ منجم زاخر بالحكمة التي قد نجد فيها المفاتيح الذهبية لمشاكل حاضرنا، كما قال "هنري كسنجر".
التاريخ يعيد نفسه كل عام، لكن سعره يتضاعف مع كل مرة؛ فهو العمق الاستراتيجي لمن يبتغي صناعة المجد في الحاضر والمستقبل.. والشعب السعودي يملك من الوقائع والحقائق المستمدة من القوة والعدالة الشيء الكثير، الذي يساعده على تحقيق هذا المجد.
علينا أن نكسر الأرقام القياسية التي حققها مَن سبقنا (ذلك ما يعلمنا التاريخ إياه)، وأن تتفوق إنجازاتنا في نتائجها على إنجازات من سبقونا، وألا نكون نسخًا متطابقة، بل نعمل على الابتكار؛ فليس للمستحيل مكان عندنا، والمستحيل في عقول غيرنا ممكن لدينا، وليبقَ المستحيل مأسورًا في أحلام العاجز.. ليكن كل سعودي متميزًا؛ فكل عمل هو صورة ذاتية للشخص الذي أنجزه؛ لذلك ذيِّل عملك بتوقيع التميز، كما قال الفيلسوف الفيزيائي "البرت آينشتاين".
إن الفلسفة التاريخية تقوم على مبدأ مهم، هو أن كل مجتمع يتكون من ثلاثة مكونات، هي: الأفكار، الأشخاص والأشياء. ومن طبيعة المجتمع السعودي أن الأشخاص والأشياء تدور في فلك الأفكار الصائبة؛ ولهذا فهو في أوج صحته وعافيته!!