وأنا أحمِل سلة رموشِي بعد ليلة بكاء،
تعطّل قلبي محاولاً
استِدراك عطب ساعاتِه.
تذكّرتك بعد أن اكتمل الشّطر الآخر من يناير،
وحدّقت في بقايا الحلوى المُهملة
على أكنافِ العصافِير،
حيث تحتشِد التغارِيد في
أوج الإحتِفاء بعام جديد.
في قلبي شرخٌ، في روحي آنِين ليل لم يكتمِل،
وحبّات النهار المُلقاة على الندى
فِي شروق شمس غائِبة.
نغصني غِيابُك. و"بابا نويل"
الذي كان أشد تعاسةً من قلبِي،
فيما أنا أحملِق في سرباله الأحمر وأنفه غير المُعافى من نزلة بُكاء.
بتلات الثلج على رأسه تتهادى وفمه بدا مفتوحًا حتى الأفق،
يستحضِر هدايا الأمس ويهمِس
في أذن أقرب سحابة من الرّحيل.
لن أخفيك همًا وشقاءً وتعبًا..
لم تكن الساعات الأخيرة
تلِيق بعمر جدِيد، حتى
أن فِكرة القِراءة المألوفة
رُكنت الى أدب السّجون
بعد أن سُكِِبت القهوة
على فُستاني البنفسجِي ومكثتُ
أبحث بين أصابعِي عن المُجرم الخفِي،
بينما "أجاثا كريستي" أجهشت فِي الضحِك عن خيبتِي
وهوسي بالأمل المذبوح.
شاهدتُ التّلفاز وظل القمر الإصطناعِي أكثر تردّدَا -من السماء-
على القمر وإسهابه في تلقين النّجوم درس النّسيان بلا جدوى؛
فانتحر وعقبته ظُلمةٌ اسودّ لها قلبي وحُبس همسه.
كانت ليلة ممنُوعة من الهمسِ حتى أنني سمِعت غيثًا خلف الأبواب
وقلوب الجارات؛ فتسمّرت جاثمةً وصُدمت لسوأة
قلبي وعُريه من الدفء.
تعِبت من التّفكير بُخطط الغد،
وجاءتني أفكار قطيعة النّظير الا أنها طفِقت تنجلي.
كان من المُخيف أن أفكر بمغادرة المدينة؛
فكيف لي أن أترك صدى ذِكرياتنا وأستند الى غُربة قد لا تجمعنا قط.
ولكن كان من المنطقي أن أفكر بالهروب الدِبلوماسي على قدر
ما أصبح المنطق يحولُ بيني وبينك
لأن التفكِير بمقصلة القلب لا يكفِي أبدًا الا للطلقات النارية.
هزِيمتي التي تتكرر عاما بعد عام، أخذتني الى السفر بحُجج
الأخريات اللواتي ابتعدن عن ماضيهن الأسود.
ووجدتُ أن هنالك من الذرائع التافهة ما يتخم عمرًا ونصف؛
فاعتزلت عن هذا السفر كاعتزالي ألوف المرات عن الغياب.
حدّقت في السماء بعد أن سُفك صبر عنقي اشرئبابًا،
وقلتُ في قرارة نفسِي"هيهات أن تكون الشمس فِي حذاءِ ليل.
وهيهات أن يكون حبي العقيم في هيئة صبر."
فالصبر يجوز في ألم سوف يُشفى وإن طال بِه الزمن،
فالصبر على ألم في دمِه كريات أمل..
فالصبر على كل شيء، ولأجل كل شيء سِواك أنت.
أواه! أمن المُمكن أن تستسلِم حياتي للأفول وتقول أن التلاشي قدر؟
أمن الممكن أن تكون ليلتي هتِه بعين سوداء
لحاجِب عمر لا يخلو من التعجّب والإهتِزاز؟
هل يُمكن ، بكل هذه السهولة الحمقاء،
أن أحمل سلة رموشي بعد ليلة بكاء؛
فيظل الشق الأعلى من قلبِي
كرجل أصلع؟!
صدّقوني أطراف بيروت كانت بارِدة
وقلبي ،العاطل عن الفرح، كان يسعل!
|
|
|
|