لاتصاحبي من كان أمرها فُرُطا
ﺗﻘﻮﻝ احدى الأخوات :
ﺟﻠﺴﺖُ ﻣﻌﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ، ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ، ﻭﺍﻷﺛﺎﺙ، ﻭﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻳﺎﺕ،
ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕُ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻧّﻲ ﻻ ﺃﻣﻠﻚُ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺃﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ..
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺤﻜﺖ ﻟﻲ ﻋﻦ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﻣﺸﺘﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻒ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﻟﻠﺴﺘﺎﺋﺮ ﻭﻭﻭ.. ولا تذكر اي شي اخر من امور الاخرة
ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎ ﺧﻄﻴﺮﺍ، ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻧّﻲ ﺑﺮﻓﻘﺘﻬﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻨﻘﺺ، ﻭﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺈﻣﺘﻼﺀ، ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴا
ﻓﻘﺮﺭﺕُ ﺃﻥ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ
ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :{ ﻭﻻ ﺗﻄﻊ ﻣﻦ ﺃﻏﻔﻠﻨﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻫﻮﺍﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺮﻃﺎ }
ﺃﺳﺮﻋﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﺮﻃﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﻴﻊ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﺗﻬﺎﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﺑﺪﻧﻴﺎﻩ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺎﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻭﺗﻔﺮﻁ
ﻓﺄﻳﻘﻨﺖ ﺑﺼﺤﺔ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﻜﺮي ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ !
ثقي ﺃﻧﻚ ﺳﺘﺄﺧﺬي ﻣﻨﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ
صاحبيﺍﻟﺤﻔّﺎﻅ ستحفظي ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؛ صاحبي ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ستصبحي ﻣﺜﻠﻬﻢ ؛ صاحبي ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﺳﺘﺒﺪعي ﻛﺤﺎﻟﻬﻢ ؛ صاحبي ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ستصبحي ﻣﺜﻠﻬﻢ
ان جالست فجالسي الصالحة
وان شاورت فشاوري عاقلة
وإياك ومن سفهت نفسها ولم تقيم لآخرتها وزنا ان ترخي لها سمعا.
صاحبي ﻣﻦ ﻻ تكوﻥ ﺃﻣﺮها ﻓﺮﻃﺎ، ﻭﺇﻻ ﺃﺻﺒﺤﺖ مثلها.