دخل مدرّس مادة علم النفس في أحد الأيام إلى قاعة المحاضرة وهو يحمل كوبًا زجاجيًا مليئًا بالماء في يده. وسأل طلابه: "برأيكم ما وزن هذا الكوب؟" وراح الطلاب يخمنون وزن كوب الماء، فتراوحت إجاباتهم ما بين 4 أونصات إلى رطل واحد. قال المدرّس حينها: "الوزن الحقيقي لهذا الكوب ليس مهمًّا حقًا حينما يكون بين يديّ هكذا، فالمهمّ حقًا هو الفترة الزمنية التي سأقضيها حاملاً إياه! إن حملته لدقيقتين، فلن أشعر بشيء يُذكر… لو حملته لساعة فسوف تشعر يدي بالتعب حتمًا، وإن بقيت حاملاً الكوب لعدّة أيام أو أسابيع فسوف تصاب يدي بالشلل، ولن أستطيع تحمّل الألم أو التفكير بشيء غيره. خلال جميع هذه الأوقات، بقي وزن الكوب ثابتًا لم يتغيّر، لكن كلّما طال وقت وجوده بين يديّ زاد تأثيره عليّ وثقله بالنسبة لي." هزّ الطلاب رأسهم مدركين مقصد أستاذهم، الذي واصل القول موضّحًا أكثر: "كوب الماء هذا، يمثّل أسباب القلق والتوتّر التي تحملونها معكم كلّ يوم. إن فكّرتم فيها لبضعة دقائق ثمّ وضعتموها جانبًا، فلن تكون عبئًا ثقيلاً عليكم، لكن إن تمسّكتم بها لوقت أطول فسوف يزداد تأثيرها، وسيزداد شعوركم بالألم والمعاناة...لن تتمكّنوا حينها من القيام بشيء آخر حتّى تتخلّوا عنها…" العبرة المستفادة تخلَّ عن الأمور الخارجة عن سيطرتك. لا تحمل همومك معك في كل وقت ومكان، لأنها لن تجلب لك سوى الألم. ضع كأسك الزجاجي المليء بالماء جانبًا في كلّ ليلة، وأفرغ رأسك من كلّ أمر يوترّك دون داعٍ. لا تحمل أيّ أثقال إضافية، واجعل رحلتك في الحياة خفيفة