شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس دواوين الشعراء (https://www.hamsalshok.com/vb/f332)
-   -   ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي (https://www.hamsalshok.com/vb/t100193.html)

حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:36 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










إشراق الغروب



يُشرِقُ الحبُّ من غروب المآسي

وتلوح الأفراحُ مِمَّا نُقاسي

ومنَ اللَّيل تخرجُ الشمس وجه

ضاحكَ الثَّغر بعدَ طول احتباسِ

ومنَ الطينِ تضحك الأرض شيح

وخُزامى وعطر وردٍ وآسِ

ومنَ الوجْدِ تستمدُّ القوافي

ما يُغنِّي به فمُ الإحساسِ

ومنَ البعدِ حين ينأى حبيبٌ

عن حبيبٍ ، يطيبُ قولُ المواسي

لا تقولي : جاء الظَّلام ، ولكن

جاءَ ضوءُ النجومِ بالإيناسِ

وأتى البدرُ زورقا منْ ضياءٍ

يمنح الليلَ بهجةَ الأعراس












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:37 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










غريب



غريب ، وأوطاني تُداس وأمتي

تعاني وموج الظلم يشتد صائله

غريب، وهل في هذه الدار منزل؟

لمن في سواها تستقر منازله

ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى

خميساً من الأبطال سارت جحافله

يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة

فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله

أقافلة الإسلام هيا تحفزي

وسيري فإن الشر سارت قوافله

أيا أمتي،قد يأنس المرء بالهوى

ويشتاق للدنيا وفيها مشاغله

ويمضي مع الأيام يشدو بحبها

وفيها ولو يدري تقيم مقاتله

غريب، أنختار الحياض، وماؤها

غثاء وحوض الدين تصفو مناهله

وكم من صديق تحسب الخير قصده

فتبدو على مر الليالي مهازله

ومن سار في الدنيا بغير طريقة

* فقد بات والأوهام سم يداخله

تناول من الأغصان ما تستطيعه

* ودعك من الغصن الذي لا تطاوله












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:37 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










سيل أشواقي



مُقِلٌ ولكن بهمَّتي الأغنى

فما أشتكي نقصاً ولا أشتكي غَبْنا

أميرةَ قلبي لستُ بالشاعرِ الذي

يُقدِّمُ باليُسرى ويأخُذُ باليُمنى

ولستُ الذي أصغي لكلِّ ناعقٍ

إذا سمعَ الأبواقَ أصغى لها الأُذُنا

ولستُ الذي يخلو من الحبِّ قلبُهُ

ويطعنُ ظهرَ الواثقينَ بهِ طعْنا

تعلَّمتُ من صفو الحياةِ وبؤسه

دروساً عليها ظهرُ طالبها يُحنى

فَطِنتُ إليها منذُ أنْ غرَّد الصِّب

وحرَّكَ أشواقاً غدوتُ بهام ُضنى

وأجرى بحارالشوقِ في نبضِ خاطري

فلا تسألي ، ماذا رأينا وما ذُقنا

أُحبُّكِ لو أنَّ البلابلَ أدْركتْ

حقيقةَ هذا الحبِّ ما ادَّخرتْ لحْنَا

ولو أنَّ حبي مدَّ للكونِ كفَّهُ

لما قدَّرتْ ليلى هواها ، ولا لُبنى

ولو أنَّ تياراً منَ السيلِ جارف

تحدَّرَ منْ أعلى الجبالِ إلى الأدْنى

ووطَّأ أكنافَ الهضابِ وساقه

وحوَّلها من بعدِ شدَّتها عِهْنا

وسارَ إلى طول البلادِ وعرْضه

ولمْ يُبقِ سقفاً للبيوتِ ولا رُكنا

ولم يُبقِ للأقدامِ فيها مواضِع

ولمْ يُبقِ للناجينَ من سيلِهِ سُكْنى

وحوَّلَ آثار البلادِ ولم يدعْ

لأحْسنها في مُقْلتيّ ناظرٍ حُسْنا

وغيَّرها سهلاً وتلاًّ وروضةً

ولمْ يُبقِ للأشجارِ جِذعاً ولا غُصنا

وشرَّدَ من فيها وشتَّتَ شمْلَه

و لم يُبقِ لا إنساً عليها ولا جِنَّا

رأى سيلَ أشواقي إليكِ لأصبحتْ

حقيقتُهُ مِمَّا رآهُ بلا معنى

وأدركَ أنَّ القلبَ بالصَّبر شامخُ

تصبَّرَ حتَّى لمْ يُقِمْ للأسَى وزْنا

كذلكَ قلبُ الحرِّ يسمو بحبِّهِ

ويُشرقُ نبضاً حينما يشتكي حُزْنا

أميرة قلبي لا تخافي ألمْ تري

شوامِخَ آمالي على همَّتي تُبنى

أوجِّهُ للمولى جميعَ حوائِجي

فما ألطف المولى الكريمَ وما أحْنى

هو الأمنُ للإنسانِ ممَّا يُخيفُهُ

ومن لاذَ بالمولى الكريمِ رأى الأمْنَا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:38 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










شموخ الصابري



لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين

فلماذا يا جراحي تنزفين؟

ولماذا يا فؤادي تشتكي

ولماذا يا دموعي تَذرفين؟

رحل الشيخ عن الدنيا التي

كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين

فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى

خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين

فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى

منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين

ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّن

بالذي يغفر للمستغفرين

رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى

من صلاحٍ وثباتٍ ويقين

فلماذا أيُّها القلبُ أرى

هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟

ولماذا يا حروفَ الشعر عن

سرِّ آلام فؤادي تكشفين

أتركي الحسرةَ في موقعه

تتغذَّى من أسى قلبي الحزين

وارحلي بي رحلةً مُوغلةً

في حياةِ العُلماءِ الأكرمين

واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي

ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين

يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي

لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين

ربماأحرقها الجرحُ، فم

صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين

واتركي لوعةَ قلبي، إنَّه

تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين

وادخلي بي واحةَ العلم التي

فُتحت أبوابُها للوافدين

عندها سوف نرى النَّبعَ الذي

لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين

شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَم

يتسامى بخشوع العابدين

عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي

هَزَمَ اللهُ به المبتدعين

لا نزكّيه، ولكنَّا نرى

صُوراً تُلحِقُه بالصادقين

في خيوط الشمس ما يُغني، وإن

أنكرتها نظراتُ الغافلين

راحلٌ ما غاب إلا جسمُه

ولنا من علمه كنزٌ ثمين

ما لقيناه على دَربِ الهوى

بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين

ل َكأني أُبصر الدنيا التي

بذلت إغراءَها للناظرين

أقبلت تَعرض من فتنته

صوراً تَسبي عقول الغافلين

رقصَت من حوله، لكنَّه

لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين

أرسل الشيخُ إليها نَظرةً

من عُزوف الراكعين الساجدين

فمضت خائبةً خاسرةً

تتحاشى نظراتِ الشَّامتين

أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي

كفِّه منها بلاغُ الراحلين

لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم

يُغلقِ البابَ عن المسترشدين

غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل به

كان مشغولاً بربِّ العالمين

أوَ ما أعرض عنها قَبلَه

سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين

أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتن

كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين

كيف نَستَشعِرُ من أمَّتن

صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين

كيف نبني هِمَّةَ الجيل على

منهج التقوى، ووعي الراشدين

كنتَ يا شيخ على علمٍ بم

نالنا من غَفلةِ المنهزمين

قومُنا ساروا على درب الرَّدَى

فغدوا ألعوبةَ المستعمرين

شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبو

واستُبيحت أرضهم للغاصبين

هجروا الصَّالحَ من أفكارهم

فتلقَّتهم يدُ المستشرقين

وارتموا في حضن أرباب الهوى

من ذيول الغاصب المستعربين

ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم

سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين

فإذا بالفارس الطفل على

هامة المجد ينادي الواهمين

صاغها ملحمةً قُدسيَّةً

ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين

قالها الطفلُ، وقُلنا معه

إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين

أيُّها الشيخُ الذي أهدى لن

صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين

لم تكن تغفل عن أمَّتن

وضلالاتِ بَنيها العابثين

كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى

وتناديها نداءَ المصلحين

قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على

وجهها الباكي غبارٌ للأنين:

إنما تغسل هذا البوسَ عن

وجهكِ الباكي، دموع التائبين

أيها الشيخُ الذي ودَّعَن

عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين

نحن نلقاك وإن فارقتَن

في علومٍ بقيت للرَّاغبين

أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت

أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين

أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى

حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين

إن بكيناكَ فإنّا لم نزل

بقضاء الله فينا مُوقنين

في وفاةِ المصطفى سَلوَى لن

وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين

ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له

عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين

ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ

ترك الناسَ حيارى تائهين

طاشت الألبابُ حتى سمعو

ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين

لا يعزِّينا عن الأحبابِ في

لا يعزِّينا عن الأحبابِ في

شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين

إنها الرُّوح التي تسمو بن

ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين

يحزن القلب ولكنَّا على

حُزنه نَبني شموخ الصابرين

كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّن

خالق الكون ملاذُ الخائفين












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:38 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










الأمل المورق



أجملَ من إشراقةِ المشرِقِ

يكون وجه الليل إذْ نلْتقي

وتُصبحُ الأنجمُ أُنشودةً

ليْليَّةً ، و البدر كالبيذقِ

تُختصرُ الأرضُ على راحتي

باقة وردِ ناضرٍ مورقِ

كأنَّما أطرافُها جُمِّعتْ

تشهدُ ما أُبرمَ من موثقِ

لم تكن الأحلامُ موسومةً

بالقُربِ في تاريخِها الأسبقِ

كُنَّا على شاطئ أحلامن

نبحثُ كي نبحر عن زورقِ

وكانَ بحرُ الخوفِ مُسترسل

في رُعبِهِ يدعو إلى الأعمقِ

وكان صمتُ الليل أُسطورةً

موغلةً في صمتها المُطبقِ

لكنَّنا كنَّا ، بآمالن

نرْقى ، ولا نيأْسَ أنْ نرتقي

حتى إذا نلْنَا الذي نبتغي

من فتح باب الأملِ المغلقِ

تحوَّل الليلُ إلى واحةٍ

مشحونةٍ بالوردِ و الزَّنبقِ

وأٌقبلتْ أفواجُ أفراحن

مزْهوَّةً رافعةَ البيرقِ

ياربِّ ، قوليها معي دعوةً

توصِلُنا للأمل المشرق












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:39 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










كنيس الخراب



أبشروا بالخراب بعد الخراب

يا عقولاً مسلوبة الألبابِ

يا قلوباً تمكن الحقد منه

فهي مجبولة على الأرهابِ

يا عيوناً مطموسة ليس فيه

ما يجلّي لها طريق الصوابِ

أنا مسرى النبي, ما زال يجري

منه نور الإسراء فوق قبابي

حين صلّى بالأنبياء تجلّى

في سمائي تآلف الأحبابِ

وتجلّت مآذني, وأذاني

وسؤالي عن الهدى, وجوابي

وتجلّى الدين الحنيف بعيد

عن دعاوى المدلّس الكذّابِ

كل شبر ٍ في ساحتي, فيه نقشٌ

من شموخي برغم طول عذابي

يا يهود الأوهام, أنتم نشازٌ

في سياقي, ودمّلٌ في إهابي

أنتم الداء سارياً في عروقي

أنتم الصفر تائهاً في حسابي

أنتم الليل حالكاً مدلهمّ

فمتى يُبهج الضياء رحابي ؟

ومتى البدر يزدهي في سمائي

ومتى تغسل النجوم اكتئابي ؟

ومتى تفرح النوافذ مني

بنسيمي وتنتشي أبوابي ؟

ومتى أستعيد منكم ردائي

وكسائي, وأسترد ثيابي ؟

ومتى تشرب القناديل زيت

من خلاصي, يرضى به محرابي ؟

ومتى ترفع المآذن صوتي

دون خوفٍ من عاديات الذئاب ؟

ومتى يعبر الحواجز نحوي

لأداء الصلاة فيَّ شبابي ؟

كيف تنجو طهارتي ونقائي

من قرودٍ تدوسني وكلابِ ؟

كيف أنجو من الخنادق صارت

سرطاناً من غدرهم في ترابي ؟

يا يهود القتل والتشريد, أنتم

لغة العنف في قوانين غابِ

شهد العجل, أنكم ما ارتفعتم

عن سجايا وعن صفات الدوابِ

منذ موسى ومنذ هارون كنتم

تتساقون أقبح الأكوابِ

يا يهود الأوهام, أنتم حروفٌ

من ضياع ٍ لم يدرِ عنها كتابي

أنتم الموت, واليقين حياتي

أنتم الجدب, والإباء سحابي

كالشياطين تسرقون حروفي

من لساني, فلتصطلوا بشهابي

أبشروا بالخراب صار شعار

يتعالى على "كنيس الخرابِ"












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:40 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










يا مسجد الإسراء



من بابِكَ المفتوح للشَّمسِ

أروي ليومي قصَّةَ الأمسِ

وإلى غدي يمضي بلا وجلٍ

قلبي، وتعرف دربَها نفسي

بك يحتفي جهري إذا نطقتْ

شَفَةُ القصيد ويحتفي همسي

يا مسجدَ الأقصى, أراكَ على

هامِ السَّحاب، وأنتَ في القُدْسِ

وأراكَ ضوءَ الفجرِ مُصْطَبِحً

وأراكَ بَدْرًا حينما أُمسي

وأراك في ثَغْرِ الصَّباحِ ندى

تهفو إليه منابتُ الغَرْسِ

وأراكَ في قلبي، وإنْ رفعو

جُدْرانَهم، وأراكَ في حِسِّي

يا مسجدَ الأقصى أراكَ على

وَجْهِ الحقيقةِ دونما لَبْسِ

لا تَبْتَئِسْ من حالِ أُمَّتن

مهما ترى فيها من البُؤْسِ

فلأمتي من دينها قِمَمٌ

تبْقَى بها مرفوعةَ الرَّأسِ

إنْ كان قد أزرى بها نَفَرٌ

منها، وقادوها إلى النَّحسِ

مَلَؤُوا لها كأسَ انتكاسَتِه

فتضلَّعتْ بمرارةِ الكأسِ

وتدنَّسوا بعناقِ مغتصبٍ

متجاهلينَ عواقبَ الدَّرْسِ

فلسوف ترفع ثوبَ عِفَّتِه

عن موطنِ الآثامِ والرِّجْسِ

يا مسجدَ الإسراءِ يا شَفَةً

تدعو إلى صلواتنا الخمسِ

ما زلتَ أكبرَ من تآمُرِهم

مهما أطالوا مُدَّةَ الحَبْسِ

لا تبتئِسْ منهم فلن يقفو

إلا على جُرُفٍ من اليَأسِ

كم أطلقوا دَعْوَى عروبتهم

ولها أقاموا حَفْلَةَ العُرْسِ

ولكم سعوا نحو العدوِّ بل

وَعْيٍ ولا رأيٍ ولا حَدْسِ

قُلْ أيُّها الأقصى لمَنْ وَهِمُوا:

هل تلجأُ الأغصانُ للفَأْسِ؟

قُلْ للعروبةِ في تعلُّقه

بالوهم، والتشويه والدَّسِّ:

أنا لا أرى لعروبتي شرفً

في حَرْبِ ذُبْيَان ولا عَبْسِ

شَرَفُ العروبةِ أنْ تسير على

صوتِ الأذانِ وآيةِ الكُرْسي












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:40 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أنوار القرآن



أرسل فديُتك هذا الصوتَ أنوار

وأبعث إلينا به نبعاً وأنهارا

كـوّن به سُحباً في الأفقِ مفعمةً

تُهدي إلى الأنفس الجدباء أمطارا

وأمدد إلينا به جسر اليقين على

أرض العقيدة وأجعل منه تذكارا

حلّق بنا في تلاواتٍ مرتلةٍ

ترقــى بأنفسنا حُباً وإيثارا

إقرأ فديُتك فالقرآن يمنحن

في لجّة العصر تثبيتاً وإصرارا

هو الضياء لنا في كل حالكةٍ

تُخفي غياهبها السوداءُ أشرارا

هو السحاب الذي تهمي بوادره

غيثاً من الحق الإيمان مدرارا

أمطر علينا شئابيب التلاوة في

عصرٍ تشرّب إعراضاً وإنكارا

عطّر مسامعنا ممّا ترتله

فالناس قد عشقوا دَفّاً ومزمارا

لله درّك تتلو وحي خالقن

مجوّداً فنرى للفجر إسّفارا

وحيُ السماء هو الحصنُ المنيع

إذا ما حرّكت صبوات الناس إعصارا

أيا أمير رياض الخيرِ أحسبكم

ممّن سيترك في الإحسان أثارا

تحيةً من قوافي الشعر تبعثه

إليك واحاته فلً وأزهارا

ويا محبّون فعل الخير لا تَدَعَو

قرآن خالقكم دعماً وإكثارا

فنحن أحوج للقرآن في زمنٍ

نرى أباطيله تزدادُ إبهارا

ترمي وسائله فينا قذائفه

ناراً وسيلاً من التضليل موّارا

حتى الثوابت ألقى المرجفون على

حصونها الشمِّ أشواكاً وأحجارا

فكم نرى قلماً في كفّ صاحبه

غدا بأفكاره السوداءِ منّشارا

تشكوا صحائفنا من جوقة سخرت

بالدين لم ترعى للقرآن مقدارا

هم يسرقون البساتين التي غُرست

بالحق والصدق والإيمان أشجارا

ولو تغافل عنهم كُل ذي رشدٍ

لهدّموا بفوؤس الغدر أسوارا

فينا الينابيع من قرآن خالقن

وسنة المصطفى علماً وأذكارا

قد يفتح اللص ثقباً في الجدارا فإنّ

لم يُردع اللص هدّ الركن والدّارا

لله مملكةُ الإسلام راعيةً للوحي

علماً وترتيلاً وإكبارا

هنا مقامات عزٍّ لا نظير له

وحياً وهدياً سماوياً وإقرارا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:41 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










في جوف الكعبة



دعوني، بأهدابي، وبالدَّمع يَهْمِلُ

وبالحبِّ من قلبي المتيَّم، أَغسِلُ

دعوني بخدِّي أمْسَحُ الأرض إنني

أرى مسحَها بالخدِّ مَجْداً يُؤثَّلُ

هنا الكونُ، إني أبصر الكونَ ها هنا

كنقطةِ ضَوْءٍ في الشرايين تُشْعَلُ

هنا أُبصِرُ الآفاقَ من حولِ مُهجتي

خيوطاً من الأشواقِ والحبِّ تُفْتَلُ

هنا تصغر الدنيا، هنا يَقْصُر المدى

هنا كلُّ ما نرجو من الخير يُقْبِلُ

هنا أصبح التاريخُ في حَجْمِ مقلتي

أقلِّبهُ في راحتيَّ، وأَحْمِلُ

يحدِّثُ أخبارَ الزمانِ الذي مضى

فيُوجِزُ أحيانا وحينا يفصِّلُ

دعوني أُصَافحْ ها هنا كفَّ عزَّتي

وأروي رواياتِ الشموخِ وأُرْسِلُ

دعوني أقلِّبْ ها هنا دفتر المدى

ففيه من الآياتِ ما سوفَ يُذْهِلُ

هنا كان (إبراهيمُ) كانَ هُنا (ابنُه)

بكفَّيْهما يعلو البناءُ ويكْمُلُ

وكان هنا خيرُ البرايا محمدٌ

يناجي وفي ثَوْبِ التعبُّدِ يَرْفُلُ

هنا انسكبتْ أَنْوارُ خيرٍ ورحمةٍ

وطابَ مقامٌ للمحبِّ ومَنْزِلُ

فضاء فسيحٌ طِرْتُ فيه محلِّقاً

أصلِّي إلى كلِّ الجهاتِ وأَقْبِلُ

أليس هنا قَلْبُ الحياةِ ونَبْضُها

ومَنْهَلُها الصافي الذي منه نَنْهَلُ

هنا فُتِحَتْ كلُّ الجهاتِ، فحيثما

توجَّهْتَ، وافاكَ المقامُ المفضَّلُ

دخلتُ إلى جَوْفٍ كريمٍ مُطَهَّرٍ

فعشت من الإحساسِ مالا يُعَلَّلُ

كأنِّي على نَجْمٍ تألَّقَ وَحْدَه

ومن دونه كلُّ الكواكبِ تَأْفُلُ

صَعدتُ إليها، سلَّم اللهُ قلبَها

فلا تسألوا عن غيثها كيف يَهْطِلُ

وَلَجتُ فأنساني الحياةَ وأهلَها

شعورٌ عميقٌ في فؤاديَ يُوْغِلُ

ومن حولها الساحاتُ أَفْياءُ رحمةٍ

وأغصانُ إيمانٍ وأَمْنٍ تُظَلِّلُ

دقائقُ عَشْرٌ كالقرونِ مكانةً

وأَعْظَمُ في الميزان شأناً وأَثْقَلُ

وكالبرقِ في ميزانِ شوقي ولهفتي

يَلُوحُ سريعاً للعيون ويَرْحَلُ

هي الكعبةُ الغرَّاءُ رَمْزٌ ومَعْلمٌ

نقدِّر معناها، ولا نتوسَّلُ

كأني بخيرِ الأنبياءِ أمامَها

يقول لها قولاً، عليه المُعَوَّلُ

لها حُرْمةٌ عند الإله عظيمةٌ

ومقدارها عند الإلهِ مَبَجَّلُ

وأعظمُ منها حُرْمةً دَمُ مسلمٍ

إراقتُه ظُلْمٌ وجُرْمٌ مُؤَصَّلُ

هي الكعبةُ الغرَّاء، ما أَضْوَعَ الشَّذا

وما أطهرَ الجُدْرانَ بالنُّور تُغْسَلُ

وَلَجْتُ إليها، والصَّباحُ قصيدةٌ

بأوزانِها البيضاءِ يَصْدَحُ بُلْبْلُ

فللهِ ما لا قيتُ فيها من الرِّضا

وللهِ معناها الذي لا يُؤَوَّلُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 10:41 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










الجدار الفولاذي



مادامَ ربِّي ناصري وملاذي

فسأستعينُ بهِ على الفولاذِ

وسأستعينُ بهِ على أوْهامهمْ

وجميع ما بذلوهُ لاستحواذِ

قالوا : الجدارُ،فقلتُ أهونُ عندن

من ظُلمِ ذي القربى وجوْرِ مُحاذي

قالوا: منَ الفولاذِ ، قلتُ : وما الَّذي

يعني ، أمام بطولةِ الأفذاذِ ؟

أنا لا أخافُ جدارهم ، فبخالقي

منهم ومِمَّا أبرموهُ عِياذي

أقسى عليَّ منَ الجِدارِ عُرُوبة

ضربتْ يديَّ بسيفها الحذَّاذ

رسمتْ على ثغر الجراحِ تساؤل

عنْ قدْسنا الغالي وعنْ بغداذِ

عن غزَّةَ الأبطال كيف تحوَّلتْ

سجْناً تُحاصرهُ قلوبُ جَلاَذي

ما بالُ بعضُ بني العروبةِ ، قدَّمو

إنقاذَ أعدائي على إنقاذي

عهدي بشُذَّاذ اليهودِ هم العِد

فإذا بهم أعْدَى منَ الشُّذَّاذِ

أوَما يخاف الله من يقسو على

وهنِ الشِّيوخِ ورقَّةِ الأفلاذِ ؟

أينَ القرابةُ و الجوار ، وأينَ منْ

يرعى لنا هذا ، ويحفظُ هذي ؟

يا أُمَّةَ الإسلامِ ، يا ملياره

أوما يجودُ سحابكمْ برذاذِ

قولوا معي للمعتدي وعميلِهِ

ولمنْ يعيش طبيعةَ الإخناذِ :

يهوي الجِدارُ أمامَ همَّةِ مُصعبٍ

وأمامَ عزمِ معوَّذٍ ومُعاذِ













الساعة الآن 06:51 AM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


SEO by vBSEO