شبكة همس الشوق

شبكة همس الشوق (https://www.hamsalshok.com/vb/index.php)
-   همس دواوين الشعراء (https://www.hamsalshok.com/vb/f332)
-   -   ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي (https://www.hamsalshok.com/vb/t100193.html)

حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:32 AM

ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي


شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية.. ولد في قرية عراء احدى كبريات قرى بني ظبيان غامد في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة.. تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة.. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات.. عبد الرحمن العشماوي صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في الأمة وهو صاحب أسلوب حماسي. كتب أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وسورياوالعراق و أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك. وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية و مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي، قراءة من كتاب، وآفاق تربوية)، بالإضافة إلى دواوين وقصائد ومقالات تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت. والدكتور مفخرة لكل المسلمين












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:38 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










رويدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ

وبالله لا بالناس تُقضى المطالبُ

أرى لكَ في شأني أموراً غريبةً

أقاومُ شكي عندها وأُغالِب

أرى لك في وقت اللقاء بشاشةٌ

بها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ

ويسعدني منك ابتسامُ مودَّةٍ

وقولٌ جميلٌ لم تشبهُ الشوائبُ

وتنصحني نُصح المحبِّ ، وإنما

بنُصح سليم القلب تُمحى المثالبُ

ولكنني أشقى بأمركَ ، كلما

دعاني إلى نشر المبادئ واجبُ

كأنك لم تلمس صفاءَ مشاعري

ولم تنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ

لماذا أشكُّ في سلامة مقصدي ؟

فيا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ

وربِكَ ما أرسلْتُ شعري لِرِيبةٍ

ولا صَرَفتني عن همومي الرغائِبُ

أصدُّ جيوش الوهم عني وفي يدي

حسامٌ من الإيمان بالله ضاربُ

وما أنا ممن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ

على غير بابي تستقرُّ العناكبُ

وما أنا ممن يسرِقُ المالُ لُبَهُ

ولا أنا ممن تستَبِيهِ المناصبُ

أُسيِّرُ في درب الصلاح مواكبي

إذا طوحتْ بالسائرين المواكِبُ

وأحملُ في كفي يراعاً أسلُّهُ

على كل فِكر ساقطٍ وأحاربُ

ولولا اقتدائي بالرسول ونهجهِ

لسارتْ بشعري في الهجاء المراكبُ

أخا الحق لا تفتحْ لِظنك مسلكاً

إليَّ فإني في رضى الله دائبُ

وإني مُشيدٌ بالصوابِ إذا بدا

وإني لِمن لايُحسنُ الفعلَ عاتبُ

وأغسلُ أخطائي بشلال توبتي

أتوب إلى ربي ، وما خاب تائبُ

أخا الحق ما بيني وبينك فُرْقَةٌ

كلانا مُحبٌ للصلاح وراغبُ

كلانا إلى دين المهيمن ننتمي

إذا ذهبتْ بالواهمين المذاهبُ

عتابي على قدر الوفاء أبثُّهُ

وعندي لأصحاب الوفاءِ مراتبُ

ولولا صفاء الودِ في النفس لم تجدْ

صديقاً إذا جار الصديقُ يعاتِبُ

فَطَمْئِنْ على حالي فؤادكَ ، إنني

أُعادي على نهج الهدى وأصاحِبُ

ولله وجداني ولله نبضُهُ

ومن أجلِهِ أرضى وفيهِ أُغاضِبُ

أخا الحقِ عفواً إن شعري مُبَلِّغٌ

رسالةَ قلبي ، والقوافي رَكائبُ

أسيِّرها في كلِّ أرضٍ فترتوي

بها أنفسٌ عَطْشَى ، وتُجلى مواهِبُ

بعثْتُ إليكَ الشعرَ يُشرِقُ لفظُهُ

وضوحاً ، فما في قاع شعري رواسِبُ

أخا الحق .. يَفْنَى كلُّ شيءٍ وإنما

نُقَاسُ بما تُفضي إليه العواقِبُ

يدومُ لنا إخلاصُنا ويقينُنا

وما دونَهُ في هذه الأرض ذاهِبُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:38 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










عيد الحب


يقولون عيد الحب والقول باطل

يردده في عالم الوهم جاهل

وماالحب الا صورة أزلية

لها في قلوب العالمين منازل

يعيش مع الإنسان في كل لحظة

وتجري له في كل قلب جداول

وليس بمحتاج لعيد وحفلة

فما تصنع الحب العميق المحافل

سألت عن الحب العميق فقال لي

حبيبك يعطيك الذي انت سائل

لديه عن الحب العميق حكاية

يطيب بها قول ويصدق قائل

فقلت له احسنت إن أحبتي

لديهم ينابيع الهوى والمناهل

هوالحب عيد دائم في قلوبنا

أواخره تحلو وتحلو الأوائل












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:39 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










بين الريح والإعصار


همْ أشعلوا نارهم ، منْ أشعلَ النارا؟

من الذي ملأ الساحاتِ ثوّارا

متى تجمَّع هذا السيلُ منحدراً

من كلِّ ناحيةٍ في مصر مِدْرارا؟

من الذي صاغ في الميدان ملحمةً

من الشباب شَدَتْ نثراً وأشعارا؟

من الذي صاغها حتى غدت لغةً

على الشّفاه وفي الأذهانِ أفكارا؟

وكيف حرّك جيشاً لا سلاح له

ماهزّ سيفاً على الطغيان بتّارا؟

ما هزَّ إلاَّ أيادي الجيلِ مُرْسِلةَ

شُواظَها ، وهُتافَ الجيلِ مَوَّارا

ماهزَّ إلا هُتافاتٍ مُعَبِّرةً

عن المشاعر تفْنيداً وإنكارا

جيشٌ إذا ما رأى دبَّابةً هدرتْ

ألقى إليها مع التكبيرِ أزهارا

سلاحه دفْترٌ أو لوحةٌ بَرَزَتْ

فيها الحروفُ لأهل البغي إنذارا

حتى العباراتِ لم يُبْدِعْ صياغتها

ولم يَضَع لفصيح اللّفظِ معيارا

من الذي سيَّر الجيشَ الكبيرَ ومنْ

أجراهُ في ساحة التَّحريرِ أنْهارا؟

وكيف جاءَ إلى السَّاحاتِ محتملاً

أقسى المعاناةِ إقداماً وإصرارا؟

طُوفان أسئلةٍ يجتاح قافيتي

مازال ذهني لهُ والقلبُ مِضْمارا

أين الجواب ؟ وماكان الجوابُ سِوى

تلك الملايينِ جاءتْ تمسحُ العارا

جيْشٌ من الشَّعبِ ، لم يُطْلق على أحدٍ

ناراً ولم يُعْطِ للتَّسليح دولارا

ومالهُ في مياهِ البحرِ بارجةٌ

تُجيدُ في غمراتِ الموج إبحارا

ومالهُ في مجالِ الجوِّ طائرةٌ

حربيةٌ تُمْطِرُ الغاراتِ إمطارا

لكنَّه كان في الميدانِ مُحْتشداً

مُزَمْجراً صاخباً كالموجِ هدَّارا

ماحرَّك النَّاس إلاَّ الظُّلْمُ حين بنى

منهُ الطُّغاةُ أمام النَّاسِ أسوارا

وحينما أَهْدَروا حقَّ الضعيفِ على

أبوابِ حرْمانهم للشَّعْبِ ، إهدارا

وحينما أكلوا شَهْداً وفاكهةً

وألقموا النَّاس بالتقتيرِ أحجارا

وحينما صنعوا من سوءِ نيَّتِهِم

لكلِّ جِذعٍ من الإنصافِ مِنْشارا

وحينَ دَقّوا على جُدْرانِ سَطْوتهم

لكلِّ كفِ تريدُ الحقَّ مِسْمارا

لما رأى الشَّعْبُ أنَّ الظالمين أبوا

أن يَمْنَحُوه من الإنصافِ مِعْشارا

لم يُشبِعوه ولم يُرْووه من ظمأٍ

ولم يعينوه حتى يبْتني دارا

لمَّا رآهم قلوباً لا شعورَ لها

صارتْ،وقد أُشْرِبَتْ بالحقدِ أحجارا

ألقى إلى ساحةِ التَّحرير قوَّتهُ

من الشباب الذي لمء يُعْطَ مِقْدارا

نادوا ونادوا ، فلمَّا لم يروا أحداً

يُزيل عن كاهلِ الإنسانِ أضْرارا

قالوابإصرارهم للمسْتخفِّ بهم:

إن كنت ريحاً فقد لاقيتَ إعصارا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:39 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










يا الله


سبحان ربي لا إله سواه

هتفت بها بعد القلوب شفاه

سبحانه متفردٌ بجلاله

وكماله متفردٌ بعلاه

في سورة الإخلاص نبع جلاله

كم ظامئٍ متعطشٍ روّاه

وبآية الكرسي سرّ كماله

في لفظها وحروفها نلاقاه

في الكون في ذرّاته في أرضه

وسمائه في الكائنات نراه

يا من يصرّف كيف شاء قلوبنا

وإليه تعنوا بالخشوع جباه

الله يا الله أنت حبيبُنا

بك يبلغ الحب العظيم مداه

الله يا الله أنت معيننا

ومُجيرنا من كل ما نخشاه

الله يا الله أنت ملاذنا

بك يستغيث المرء في بلواه

بعبارة الإخلاص حين نقولها

يصفو لنا روض الهدى وشذاه

الله نورٌ في السموات العُلى

والأرض جلّ سناءه وسناه

المانح المعطي الكريم إذا دعا

داعٍ وأخلص قلبه أعطاه

ما قيمة الدنيا ومن فيها وما

فيها وما احتفلوا بها لولاه

الله يكفي أننا في بؤسنا

ونعيمنا ندعوه يا الله












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:40 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










رسالة اعتذار الى أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها)


أخديجة َ الأَمْجَادِ ‘ كيف أَعُودُ

ومن السِّنين حواجزٌ وسدودُ

وقلاعُ أَعوامٍ تُعَانِقُ بعضَها

يَرْتَدَّ عنها الفارس الصِّنْديد

أنَّى التفتُّ ‘ بدا لِعَيْني شاخصٌ

دُوْنَ المُرَادِ وحارسٌ وحدودُ

دَهْرٌ على دَهْرٍ تراكم عَدُّهَا

والناسُ غاوٍ بينها ورشيدُ

أَوْقَفْتُ راحلةَ القصيدةِ عنده

والَّليلُ يكتنف الرُّبا ويَسُودُ

لما ذكرتُ "خديجةَ"اقترب المَدَى

ورَناَ إِليَّ الغُصْنُ والعنقودُ

هذي خديجةُ‘ نَبْضُ قلبٍ لم يَزَلْ

يأْوي إليه المصطفى ويَشِيْدُ

فرشتْ له قلباً كأنَّ حنانَه

ظِلٌّ على خير الأَنامِ مَدِيدُ

حَلَفَتْ له أنَّ الرَّشادَ طريقهُ

أبداً ‘وأنَّ لواءَه معقودُ

ظلَّتْ به حتى اطمأنَّ فؤادُه

ورأى تباشيرَ الصفاءِ تَعُودُ

في الجاهليةِ كانت الرَّمْزَ الذي

يحلو به للعفَّةِ التَّغريد

خُلُقٌ وعقلٌ راجحٌ ورزانةٌ

وغِنَىً به كَفُّ العطاءِ تجودُ

عَبَرَتْ محيطَ الجاهليِّةِ‘ثَوْبُه

بنقائها ووفائها مَشْدُودُ

مابلَّل البحرُ المحيط ُ ثيابَه

يوماً ‘ ولا بَلَغَ المُرَادَ حَقُودُ

كَمُلَتْ خديجةُ في النِّساءِ ‘وإنَّه

لَكَمالُ مَنْ يسمو به التوحيدُ

هذي خديجةُ ‘ بيتها بَيْتٌ التُّقَىَ

بَيْتٌ له في المَكْرُمَاتِ وُجُودُ

بيتٌ تسامَقَ بالعفافِ مقامُه

يحنو عليه الخالقُ المعبودُ

هذي مِثالُ الطُّهْرِ والتقوى‘له

في سُلَّمِ الخُلُقِ الرَّفيع صُعُود

هذي خديجةُ‘ كيف يَلْعَبُ باسمه

في عصرنا مَنْ طَبْعُهنَّ كَنُود

اسمٌ يليقُ بمسجدٍ يجري على

تقوى الإلهِ رُكوعُه وسُجود

اسم يليقُ بمعهدٍ مانالَه

داءُ اختلاطٍ ‘ أو دَهَاه جحودُ

اسم يَليق بمركزٍ تُتْلَى به

آي الكتابِ‘ويُتْقَنُ التَّجويدُ

هذي خديجةُ لا يليقُ بفَضْلِه

عَزْفٌ وحَفْلٌ للغناء وعُودُ

يا أمَّ أَولادِ النبيِّ ‘كفى به

شَرَفا لمثلك ‘ والدٌ ووليدُ

يامن إليها المَكْرُماتُ تسابقَتْ

فلها الحصَافَةُ ‘ والنُّهى والجودُ

أبقاكِ ربُّك في الحياة كريمةً

وقضى بموتك‘ والرَّسولُ طريدُ

عامٌ على خيرِ العِبادِ تراكمَتْ

فيه المصائبُ ‘ والعَدوُّ لَدُودُ

ودَّعْتِ دنيانا وداعَ كَريمةٍ

بابُ التَّخَاذُلِ عندها مَوْصُودُ

ماكُنتِ إلاَّ "الحِصْن" ضمَّ محمَّدا

فارتدَّ عنه مكابرٌ وعنيدُ

لماَّ أتاهُ الوَحيُ كنتِ أَمامَه

في راحتيكِ من الحَنَانِ وُرُودُ

أَلْقى إليكِ المصطفى بهمومه

لماَّ أَتى جبريلُ وهو وَحيدُ

فدَفَعْتِ عنه الهمَّ حتى لم يَعُدْ

للخوفِ في وجدانه تَرْعِيدُ

أبشر ، فلن يُخزيكَ ربك ،إنه

للأنبياءِ المرسلينَ عضيدُ

"أبشِر" هي الأملُ الكبيرُ منَحْتِه

روحاً فأشرقَ فجرُه الموْؤودُ

فإذا بخير الخلْق تحتَ دِثارِه

كالطَّودِ يُشرقُ عَزمُه ويَزيدُ

لله درُّ خديجة َ احْتضَنتهُ في

زمنٍ ، قلوبُ طغاتِه جُلْمودُ

يا أمَّنا ، عذراً إليك فحولَن

من كل مفتونِ الفؤادِ حشودُ

يامَنْ تسامى بالثراءِ مقامُه

ما غرَّها مال ولاتَمجيدُ

يا من بحشمتها تعاظَم قَدرُه

وسرى إلينا ذكرُها المحمودُ

عذراً إليكِ فإن بعضَ نسائِن

أزرى بهنَّ الوهم والتقليدُ

عذراً فأمتُنا تُصَفِفُ شَعرَه

للعابثين،ووعْيُها مفقودُ

ومن الرَّزيَّةِ أن تقومَ رجالُه

فيها، وأشباهُ الرجالِ قُعُودُ

أخديجة الطُّهرِ الذي شهِدَت به

بَطحاءُ مكةَ والأنامُ شُهُودُ

يامَنْ لها عند المهيمن منزلٌ

رَحْبٌ من القَصَبِ النَّقي مَشِيْدُ

بيتٌ هنالك في الجِنان مُرصَّعٌ

بالدُرِّ لاتَعَبٌ ولاتفْنيدُ

هذا هو الشرَفُ الرفيع وغيرُه

وهمٌ إلى سوءِ الخِتام يقودُ

يامن يرى في الغرب رمْزَ تقدمٍ

بعْضُ التقدُّمِ عثْرةٌ وجُمودُ

تبقى الحضارة لوحةً مطموسةً

لمَّا يُديرُ شؤونَها عِرْبيدُ

هذي خديجةُ رمزُ كل فضيلةٍ

فمتى يداوي قلبَه المَفؤودُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:41 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










تونس الخضراء


قُل لِمَنْ يأبى إلى الحقِّ استماعا

هكذا يُقتَلَعُ البغْيُ اقتِلاعا

هكذا ينتفضُ المظلومُ ، حتى

يرحلَ الظالمُ ، أو يُبدي انصياعا

قصَّةٌ ينقُلُها التاريخُ نقلاً

واضِحَ المعنى ، ويرْوِيها تِباعا

كمْ سِباعٍ فَتَكَتْ ، لكنَّ شهماً

واحِداً روَّعَ بالسَّهمِ السِّباعا

كمْ رأينا ظالماً أغراهُ نصرٌ

زائفٌ حتَّى تمادى وأذَاعَا

نامَ في سكْرتِهِ عنْ كفِّ داعٍ

يسألُ الله عن الحقِّ دِفاعا

حينَما زلْزلَهُ الله رأيْنا

وجْهَه الكالحُ يزدادُ امتقاعا

أدركَ المسكينُ أنَّ الظلْمَ نارٌ

تأكُلُ البغيَ وإنْ ذاعَ وشاعا

ياضِعَافَ الأرضِ لا ترضوا بظلْمٍ

من رجالٍ لبسوا فيكم قناعا

همْ ذئابٌ وضباعٌ ، كيف يصفو

عيشُ منْ ولَّى ذئاباً وضباعا

أنا لا أدْعو إلى العُنْفِ فهذا

مسْلكٌ يُحدِثُ في الصَّرحِ انصداعَا

إنَّما أدْعوا إلى وقفةِ حقٍّ

ترفُضُ الحاكِمَ شيطاناً مُطاعا

تونُسَ الخضراءَ إنْ ناداكِ شعري

واهِنَ الصوتِ ، فهذا ما استطاعا

نحنُ لمْ نَغْفل ، فإنَّا في بقاعٍ

تخدِمُ الإسلامَ ، ما أغلى البقَاعَا

رفرَفَتْ رايَاتُنا بالأمنِ حتَّى

أصبحتْ في ظُلْمةِ العصرِ شُعاعا

غيرَ أنَّا ما نسينا كُلَّ شعبٍ

مسلمٍ أورثَهُ البغيُ الصُّداعا

نُصرةُ المظلومِ حقٌّ ، منْ تراخى

دونَهُ ، ذاقَ انكساراً و الْتِياعا

تُونُسَ الخضراءَ إنَّ الظلمَ ليلٌ

سوف يلْقى ،كيفما طالَ ، انقشاعا

إنَّها سُنَّةُ هذا الكونِ مهْما

أسرَفَ الظَالِمُ وازْدَادَ انْدِفاعا

حينما ينتفضُ المظلومُ يحمي

أرْضَهُ ممَّنْ شرى الوهمَ وباعا

ويُعيدُ الناسَ منْ رِحْلةِ وهمٍ

كُلَّ من رافق فيها الوهمَ ضاعا

ليتَ من يسرفُ في الغفْوةِ يصْحو

ليرى صَرْحَ الهوى كيفَ تداعى

إنَّه العدلُ ، فهلْ يفهَمُ باغٍ

أنَّ هَدْمَ العدْلِ لا يبني قِلاعا

إنَّهُ العدلُ يُريحُ الناسَ ممَّنْ

ملأَ الأرضَ خِلافاً ونِزاعا

إَّنهُ العدْلُ ، فمنْ حقَّقَ عدْلاً

قادَ في دوَّامةِ البحرِ الشِّراعا

تونُسَ الخضْراءَ إنَّ الحقَّ غُصْنٌ

مُثْمِرٌ يجنيهِ منْ مدَّ الذِّراعا

جامِعُ الزَّيتونةِ الأسمى سيبْقى

رمْزَكِ الأسمى ، فزيدِيهِ ارتفاعا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:41 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أيا شعب مصر


تهبُّ الرِّياحُ و لا مَهْرَبُ

فأرضُ الكِنَانَةِ لا تَلْعبُ

ومِصرُ الكِنانَةِ تاريخُها

ينابيعُ تُعطي و لا تنْضُبُ

وشعبُ الكِنانَةِ لا ينْزوي

و لا يَتَوارَى و لا يهرُبُ

صبورٌ على ضيقِ أيَّامِهِ

يُداري ويرْضَى ولا يشْغُبُ

ولكنَّهُ حينَما يصْطلي

بِنَارِ الإهانَةِ لا يرْهَبُ

ومَا شَعْبُ مِصرَ سوى قصَّةٍ

بأقلامِ أمْجادِنا تُكْتَبُ

كذلكَ أُمَّتُنا ، قلبُها

سليمٌ ومعْدِنُها طيِّبُ

وفيها شعوبٌ بإسلامِها

تعزُّ ومنْ نبْعِهِ تشْربُ

شُعُوبٌ تمدُّ لحكَّامِها

يَدَ الحبِّ إلاَّ إذاخرَّبوا

توطِّيء أكْنَافَها حينَما

تُصانُ الحقوقُ و لا تُسْلَبُ

تُسَلِّمُ حكَّامَها أمرَهَا

إذا لمْ يخُونوا ولمْ ينْهبوا

شعُوبٌ كرامَتُها دُرَّةٌ

فلا تُسْتباحُ و لا تُثْقبُ

شعوبٌ مشَاعِرُها عذْبةٌ

ومَنْهَلُ إيمَانِها أعْذَبُ

تُحِبُّ الهدوءَ وتَرْضى بهِ

ويُعْجِبُها روضُهُ المُعْشِبُ

ولكِنَّها حينما تُزْدرَى

وعن حقِّها في الورَى تُحْجَبُ

تصيرُ الشُّعوبُ هُنَا جَمْرةً

مؤَجَّجَةً ، نارُها تَلْهُبُ

أَيا شعبَ مِصرَ ويا نِيلَها

ويا دوْحةً روضُها مُخْصِبُ

يُحَييكمُ المجْدُ مُستبشِراً

بشمسٍ منَ العدْلِ لا تَغْرُبُ

هوَ الحقُّ فجرٌ لأنْوَارِهِ

بلاَبِلُ أُمَّتِنا تطْرَبُ

إذا انْتَشرَ العدْلُ في اُمَّةٍ

سَمَا قدْرُها ونَجَا المَرْكَبُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:42 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










رذاذ


يخاطبني هذا الرذاذ خطابا

يداعبُ وجهي جيئةً وذهابا

كأنِّي به لو أدركَ الصَّخْر سرَّه

وأبصر ما أبصرتُ منه لذابا

رذاذٌ خفيفٌ ، أحسبُ الغيمَ صاغَهُ

حديثَ مُحِبٍّ مُدْنفٍ فأصابا

رذاذٌ كأنفاسِ الأزاهيرِ حينما

تمُدُّ إلى نورِ الصَّباحِ رقابا

كإيقاعِ أوراقِ الزُّهور يهُزُّها

نسيمٌ تهادى حَوْلَها وتصابى

كضحكةِ طفلٍ ضمَّهُ صدْرُ أُمِّهِ

لها نغمٌ عذبٌ يزيلُ عذابا

كراحةِ أُمٍّ لامَستْ رأسَ طفلِها

وأسقتْهُ من نبعْ الحنانِ رضابا

رذاذٌ كأنِّي بالسَّحابِ يزفٌّهُ

حنيناً إلى أرضٍ تُحِبُّ سحابا

يُلامِسُ وجْهيْ ناعماً متلطِّفاً

ويرفع عن وجهِ الصَّفاءِ حجابا

ويُغْلِقٌ بابَ الهَمِّ دونَ مشاعِري

ويفتحُ لي نحو السعادةِ بابا

رذاذٌ حَبَا وجهَ الرِّياضِ نضارةً

وزادَ شبابَ الباسِقاتِ شبابا

كأنِّي بمعنى الحُسنِ جُمِّعَ كُلُّهُ

ليصبِحَ في هذا الرذاذِ مُذابا

لقد طارَ بي هذا الجمالُ فلم أعُدْ

أرى الأرضَ أرْضاً والرِّحاب رحابا

فقدتُ صوابي ؟؟ ربَّما كانَ فقدُهُ

هنا ، عندَ إيقاعِ الرَّذاذِ ، صوابا

إلى أينَ يا هذا الجمالُ تسُوقني

تُراني سألْقى للسؤالِ جوابا ؟!

ألا يارذاذَ السُّحبِ أرجوكَ مُهْلةً

ليرجعَ عقلٌ ، مُذْ رأيتُكَ غابا

أعدْني إلى ميزانِ رأيي وحكمتي

ووعيي ولا تأْخُذْ هوَايَ غِلابا

تعالى الذي أعطاكَ حسْناً ورونقاً

فأصْبَحتْ للحسنِ العجيبِ كتابا

رأيتُ جلال الله في كُلِّ قطْرةٍ

فلولاهُ ما أحيا الرَّذاذُ تُرابا

ولولاهُ ما ألْقى السَّحابُ شُجونَهُ

رذاذاً ، وأرْخى راحَتيهِ وطَابا

ولولاهُ ما كُنَّا نُحِسُّ بما نرى

سماءً وأرْضاً ، ظُلْمةً وشِهابا

فسُبحانَكَ اللهُمَّ في كُلِّ لحظةٍ

أؤَمِّلُ فيها أنْ أنالَ ثوابا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:42 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










رسالة إلى فرعون مصر


فرعونُ ، عقلك لم يزل مخدوعا

وزمام حكمك لم يزل مقطوعا

مازلت يا فرعون غراً تابعًا

وتظن نفسك قائدًا متبوعا

فرعون ، أنتَ الرَّمْزُ سُمُّكَ لم يزل

يجري بأفئدة الطغاةِ نقيعا

خضِّب يمينك بالدماءِ ، وقلْ لنا :

إني أنفِّذ أمريَ المشروعا

قطِّعْ رؤوس المصلحين فإنهم

يبغون منك إلى الإله رجوعا

واملأْ سجونك ، ثم قُلْ :إني هنا

لأحارب الإرهابَ والتقطيعا

طاردْ بجندك كلَّ صاحب مبدءٍ

يأبى لقانون الضلال خضوعا

واركض وراءَ شبابِ "مصرَ" لأنهم

رفعوا الجباهَ وحاربوا التطبيعا

هم يصعدون إلى السماءِ وأنتَ في

أوحال وهمِك ما تزال وَضيعا

هم يلجؤون إلى الإله وأنت لا

يرضيك إلاَّ أن تسوق قطيعا

هم ينظرون بأَعيُنٍ مجلوَّةٍ

فيرون فعلك في العباد شنيعا

عرفوا حقيقةَ سحرِ مَنْ جمَّعْتَهم

ورأوا عصا موسى تُخيف جموعا

ورأوا جباه الساحرين تعفَّرتْ

سجدوا لربّ العالمين خشوعا

ورأوك تستبقي النساء رهائناً

وتُدير قتلاً في الرجال فظيعا

ورأوك في غيِّ التطاول سادراً

فتبرؤوا مما جنيتَ جميعا

نظروا إليك فأنكروكَ لأنـّهم

عرفوكَ في طرق الخداع ضليعا

لكَ كلَّ يومٍ قَوْلةٌ تُلغي بها

ما قلتَ أمسِ ، وتحسن الترقيعا

ما مصرُ يا فرعونُ إلاَّ حرَّةٌ

تأبى إلى غير العَفافِ نزوعا

لكنّها سُلِبَتْ عباءةَ طُهرها

وخلعْتَ أنتَ حجابها لتضيعا

وأكلْتَ أصناف الطعام ، ومصرُ في

ضَنْكٍ شديد لا تنال ضريعا

عجباً ، متى تبني لنفسكَ منزلاً

في الحقِّ ، تملأ مقلتيك دموعا؟!

أتظنُّ هامان الذي استنجدتَه

مازال يُوقد للولاءِ شموعا؟!

أتظنّه مازال يبني صرحَه

حتى تُطيق إلى السماءِ طلوعا؟!

أنسيتَ قارونَ الذي زرع الهوى

في قلبه حتى استطال فروعا؟!

خُسِفَتْ به الأرضُ التي أبدى لها

خُيَلاَءَه ، وغدا بها مخدوعا

ضاعت مفاتيح الخزائن واختفى

قارونُ ، لم يرَ في العباد شفيعا

سلْ عنه أرضك حين لم تترك له

أثراً ، ولا للصوت منه سميعا

أنسيتَ يا فرعون أنك غارقٌ

في اليَمِّ تعصر قلبكَ المفجوعا

أنسيت رَهْوَ البحر حين ولجْتَه

فرأيتَ نفسك في الخضمِّ صريعا

شرِّق وغرّبْ كيف شِئْتَ فإننا

لا نجهل التطبيل والتلميعا

أبشرْ فإن الفجر سوف يُريق من

كأسِ الظلامِ شرابَك المنقوعا

ولسوف تفتح مصرُ صَفْحة عزِّها

ولسوف يغدو رأسها مرفوعا

فرعونُ ، لا يخدعْك وهمْك إنني

أبصرتُ طفلاً في حماكَ رضيعا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:43 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










لا تسألوا عن جدة الأمطارا


لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا

لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا

لا تسألوا عنها السيولَ فإنها

قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟

لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا)

فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا

أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ

والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟!

لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي

أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا

لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا

عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا

مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً

وعلى كراسيها الوثيرة دارا

مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً

جسداً تضعضع تحتها وأنهارا

لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ

دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا

مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ

فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى

وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ

تسبي برونق حُسْنها الأبصارا

صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها

صوراً تثير من الرَّمادِ (شراراً)

أهلاً برونقها الجميل ومرحباً

لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا

لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها

فالجرح فيها قد غدا موَّارا

لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم

بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا

ما بالهم تركوا العباد استوطنوا

مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا

السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه

إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا

فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا

هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟!

ما زلت أذكر قصةً ل(مُواطنٍ)

زار الفُلانَ، وليته ما زارا

قال المحدِّث: لا تسلني حينما

زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا

ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه

وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا

حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ

عن ظهره المشؤوم حين أدارا

سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما

ألقى عليَّ سؤاله استنكارا

ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما

أعطيتُه الأوراقَ و(الإِشعارا)

ألقى إليها نظرةً، ورمى بها

وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا

هل كان أبكم لا أظنُّ – وإنَّما

يتباكم المتكبِّر استكبارا

فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً

حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا

ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟

ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا

قال: الأمور جميعها ميسورةٌ

أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا

وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه

ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا

وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على

حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا

ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً

ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا

يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي

غسل الدموعَ وأشرق استبشارا

إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ

فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا

ويقول والأمل الكبير يزيده

أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا

يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا

لما نفضتَ عن الوجوه غبارا

واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً

في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا

ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً

وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا

يا خادم الحرمين تلك أمانة

في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا

الله في القرآن أوصانا بها

وبها نطيع المصطفى المختارا

في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما

تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا

تلك الأمانة حين نرعاها نرى

ما يدفع الآثام والأوزارا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:43 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










نقش شعري على واجهة الإباء في تونس الخضراء


الصَّحارى قاحلَهْ

وصفيرُ الرِّيحِ يغتال طموح القافلَهْ 
وهجومُ اللَّيلِ يُخفي صورةً كانت أمامي ماثلهْ 
وأنا أزدادُ خوفاً حينما أقرأ سِرَّ الخوْفِ.. 
في تلك العيونِ الذَّاهلهْ 
وصدى صوتٍ ينادي: 
(فاصلهْ) 
ما الذي يجري هنا؟! 
كيف استشاط الرُّملُ غيظاً.. 
وجرتْ هذي الخطوبُ الهائلهْ؟! 
كيف ألقى السَّفْيُ دوني حاجبَ الرُّؤْيةِ.. 
واستنفر كُثْبان الرِّمال الغافلَهْ؟! 
كيف؟ 
واستوقفني الصوتُ ينادي: 
(فاصلَهْ) 
صوتُ مَنْ هذا؟! 
سؤالٌ ألْجَمَتْه الرِّيحُ بالصمتِ 
وصدَّتْ سائلَهْ 
ساعةٌ واحدةٌ، أصبح فيها الحالُ غيرَ الحالِ.. 
في هذا المكانْ 
كلُّ شيءٍ صار شيئاً غيرَ ما كانَ، وكانْ 
كلُّ (زَيْنٍ) ها هنا شانَ.. 
وبَعْضُ الشَّيْنِ زانْ 
كلُّ ما كان هنا متَّزناً أصبح لا يعرف معنى الإتزانْ 
ها هنا صار جباناً كلُّ من كانَ شجاعاً.. 
وشجاعاً ها هنا صار الجَبَانْ 
تُونسُ الخضراء ما زالتْ هنا.. 
تبحث عن خُبْزٍ وماءٍ وأمانْ 
وصدى الصوتِ ينادي! 
(فاصلَهْ) 
فاصلَهْ؟؟ 
وأنا أُبْصِرُ أَهدابَ العيونِ الدَّامعَهْ 
وأرى قارعةً تتلو خُطاها قارعَهْ 
حاجبُ الرُّؤْيةِ لم يحجبْ عن العينِ خيوطَ الفاجَعَهْ 
وصفيرُ الرِّيح ما زال هنا.. 
يُوقِظُ آلاف العيونِ الهاجعَهْ 
ها هنا اللَّيْلُ بهيمٌ.. 
غيرَ أنَّ الشمسَ في أُفْقِ يقيني ساطعَهْ 
وصدى الصوت ينادي: 
(فاصلهْ) 
إنها حادثةٌ كُبرى تُسَمَّى نازلَهْ 
إنَّها دوَّامةٌ عَجْلَى، وأحداثٌ كِبَارٌ عاجِلَهْ 
خَالَطَ الحابلُ فيها نابِلَهْ 
أيها الصوت المنادي: 
(فاصلَهْ) 
هذه تُونُسُ عنر (النَّاصيَهْ) 
قَدَمٌ تَنْتَعِلُ الإصرارَ والعَزْمَ.. 
وأُخرى حافيَهْ 
مقلةٌ تَسْتشْرفُ المستقبلَ الزَّاهي.. 
يَدُها اليُمْنى إلى الأغصانِ تَمْتَدُّ.. 
ويُسْراها تَصُدُّ اللَّيْلَ عنها والخطوبَ القاسيَهْ 
هذه تُونُسُ لا تَخْشى من الشَّوْكِ 
ولا توقفها تلك الصخور العاتيَهْ 
(فاصلَهْ) 
ها هنا استمتع موجُ البحر بالبحرِِ وأدْنَى ساحِلَهْ 
واختفتْ تلك الصحاري القاحِلَهْ 
واستعادَ الليلُ أضواءَ النجومِ الآفِلَهْ 
ورأى المسجدُ آلافَ المصلِّينَ.. 
وأهدابَ الخشوعِ الهامِلَهْ 
ها هنا هَبَّ نسيمٌ أَنْعشَ الرَّوْضَ.. 
وأحْيَا الزَّهراتِ الذَّابِلَهْ 
ها هنا طَابَ لسمعي ذلك الصوتُ الذي كان ينادي: 
(فاصلَهْ) 
إيهِ يا تُونُسُ يا مَأْوَى الخيولِ الصاهِلَهْ 
إنَّها فاصلةٌ ما بين عَهْدينِ..

فَنِعْمَ (الفاصِلَهْ)












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:44 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










ومضة حب


ما الحبُّ إلاَّ ومْضةٌ في خافِقي

بشُعاعِها يتألَّقُ الوجْدانُ

لولا الوَفاءُ لها لَمَاتَ وَمِيضُه

وَمُمِيتُها في قلبهِ الخُسرانُ

هيَ ومْضةٌ تجلو الظلامَ إذا سما

قصد المُحِبِّ وصانَها الإحسانُ

أمَّا إذا ساءتْ مقاصِدُ عاشقٍ

فهيَ اللَّظى في القلب و النيرانُ

ما الحُبُّ إلاَّ وَمضة لمَّاحة

بعطائِنا و وفَائِنا تزدانُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:44 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










خير أمة


أنتَ من دينكَ في أَرْفَعِ قمَّة

فاملأ الدنيا بإيمانٍ وهِمَّهْ

أنتَ بالكعبةِ في أَسمى مقامٍ

شامخٍ يجلو به المهمومُ همَّهْ

أنتَ بالإسلامِ في روضٍ مُنيفٍ

كلَّما لاحَ له المشتاقُ ضمَّهْ

فَجرُكَ القرآنُ والسُنَّةُ، يمحو

ما تُلاقي من خطوبٍ مُدْلَهِمَّهْ

شمسه ترسم بالنُّور صباحاً

ضاحِكَ الثَّغْر، له تَاجٌ ولِمَّهْ

نَبْعُه ما زال دفَّاقاً ينادي

كلَّ محتاجٍ وظمآنَ: هَلُمَّهْ

يا نصيرَ الأمرِ بالمعروف، أهلاً

بكَ يا سلمانُ في نَبْع وَ(جَمَّهْ)

لو تجلَّى الأمرُ بالمعروف شَخْصاً

لروَى عنكَ الأحاديثَ المُهِمَّهْ

هذه الهَيْئَاتُ، تلقاك نصيراً

ناصحاً، تقرأ في عَيْنَيهِ فَهْمَهْ

إنَّ هذا الأمرَ بالمعروف نورٌ

قد سَرَى في الوطن الغالي وَعَمَّهْ

وطنٌ حُرٌّ أبا فَهْدٍ جديرٌ

أنْ يرى منَّا جميعاً كلَّ هِمَّهْ

وطنٌ كان على نارِ صراعٍ

تُهْدِرُ الغاراتُ والثَّاراتُ دَمَّهْ

كان يمشي دونَ ثَوْبٍ وحذاءٍ

يَدُه تَعْجَزُ أنْ تَحْرُسَ كُمَّهْ

بين قُطَّاع طريقٍ، ولصوصٍ

ما لهم في مُسْلمٍ إلٌّ وذِمَّهْ

وطنٌ مزَّقه الجَهْلُ فلَّما

أقبل الفارسُ بالتوحيدِ لَمَّهْ

وطنٌ حُرٌّ حَبَاهُ اللهُ مَجداً

باذخاً أبصره الكونُ فَأّمَّهْ

مُنْذُ ألقى فيه إبراهيمُ أُمَّاً

ورضيعاً فَجَّرَ الماءَ وَزمَّهْ

وَرِثَ الدينَ تعاليمَ إلهٍ

سُلِّمَت منها إلى الهادي الأَزِمَّهْ

« خاتَمُ الرُّسلِ » تلقَّاها يقيناً

كشف اللهُ به ظُلْماً وظُلْمَهْ

أكمل اللهُ به الإسلامَ ديناً

خالياً من كلِّ نُقْصٍ وأَتمَّهْ

قِيَمٌ ترقى بمن يحمي حِمَاها

يا أبا فَهْدٍ وَمنْ يَبْذُلُ عِلْمَهْ

با ابنَ هذي الأرضِ حيَّاكَ حَيَاها

ودعاكَ الزَّهْرُ فيها أنْ تَشُمَّهْ

هذه الأرضُ لنا أُمٌّ رَؤُومُ

كيف يرجو رَحْمَةً مَنْ عَقَّ أُمَّهْ

عِزُّها في دينها مهما رأينا

حَوْلَها بَحْرَ الدَّعاوى وخِضَمَّهْ

عندها من منهج الرحمنِ كَنْزٌ

ومن الحُكْمِ به أعظَمُ نِعْمَهْ

ولها في الأمر بالمعروف حِرْزٌ

إنْ ألمَّتْ من أَعاديها مُلِمَّهْ

هكذا الأمَّةُ تبقى حين يَبقى

منهجُ القرآنِ فيها « خَيْرَ أُمَّهْ »












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:45 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










مليكة وجداني


أهلاً بالحبِّ وبسمتِهِ

ورِضا الوجْدَانِ وفرحَتِهِ

أهلاً بنسيمٍ يُنعشني

أهلا بالفجر وضحكتهِ

أهلاً بغِناءِ بلابلِهِ

وجبينِ الشمس وطلْعتِهِ

أهلاً بالفجر يصافحني

بنسائمِهِ وأشعَّتِهِ

بزهورِ الرَّوضِ وما نفحتْ

من عطرٍ فوقَ عباءَتِهِ

أهلاً بمليكةِ وجداني

وأميرتِهِ وطبيبتِهِ

أهلاً بسفيرةِ أحلامي

وهوى قلبي وحبيبتِهِ

أهلاً أرسمُها خارِطةً

لروابي الحبِّ ودوحَتِهِ

أسألُ ربي أن يمْطرها

برعايتِهِ وبرحمتِهِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:45 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










دعيني وخيل الشعر


دعيني فقد أسرجت من أجلك الشِّعْر

وأرْكضْتُهُ حتَّى طَوَيتُ بهِ القَفْرا

بلغتُ بهِ شرقَ الحنينِ وغَرْبهُ

وسيَّرتُهُ برّاً وأرْكبتُهُ بحْرا

مَددْتُ بهِ حبلاً لكلِّ مولَّهٍ

وفوق محيط الحبِّ أنشأتُهُ جسرا

أضأتُ به الإحساسَ في ليل غربتي

فزيَّنتهُ نجْماً ، ونوَّرْتهُ بدْرا

وأسقيتُ منه الرَّملَ في بيدِ حسرتي

فأنْبتها زَهْراً ، وأفعَمَها عِطْرا

رأيتُ خيولَ الشِّعر حولي سوانحاً

فلمْ أتَّخِذْ إلاَّ أصائلها ظهْرا

ولمْ أنْتَهِج إلاَّ إليكِ طريقها

ولمْ أصْطَحِبْ إلاَّ الرِّضا عنكِ والبُشرى

دعيني إذا لم تُدركي سرَّ لهفتي

ولم تعرفي للشَّوقِ معنىً وللذِّكرى

و لا تسألي عن ركْض خيلِ قصائدي

فقد أصبحتْ بالسَّبقِ من غيرها أحرى

دعيني وخيلَ الشِّعر ، إنِّي بركضها

أبعِّدُ ظلمائي وأستقرب الفجرا

دعيني ففي قلبي رحيقُ محبَّةٍ

لو انساب في أرضٍ لحوَّلها زهْرا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:46 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










إنَّا باقونَ على العهْد


صَرْخَةٌ مِنْ أَعْمَاقِ الأَقْصَى


الْإِهْدَاء : إلى المُرابِطِينَ في سبيلِ اللهِ في الأْقْصى وأَكْنافِ المسجِد الأقصى
وفي كلِّ بلدٍ مسلمٍ يواجه غطْرَسَةَ المُحتلِّين

نخرُجُ من أحضانِ المهْدْ
ندخلُ في أحضانِ اللَّحدْ
جِسراً للأُمَّةِ يَمْتَدّْ
لا ينكَسِرُ و لا ينْهَدّْ
نعبُرُ منه و لا نَرْتدّْ
ونُرَرِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العهْدْ

* * *

نخرجُ مِنْ أحضانِ المهْدْ
ندخُلُ في أحضانِ اللَّحْدْ
نرسُمُ خارِطَةَ الأمْجادْ
نُكْمِلُ ما بَدَأَ القُوَّادْ
سعدٌ ، خالدُ ، و المِقْدادْ
نكشِفُ تخطِيطَ المُوسادْ
وتآمُرَ كُلَّ الأوغادْ
ونُردِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العهْدْ

* * *

نخرُجُ منْ أحضانِ المهْدْ
ندْخُلُ في أحضانِ اللَّحدْ
نوقِظُ أجفانَ الغافينْ
ونَرُدُّ جفاءَ الجافينْ
ونصونُ مقامَ فلسطينْ
منْ أوْهَامِ المُغتَصِبينْ
و العُمَلاءِ المُنْغَمِسينْ
نمْضي في عزْمٍ ويقينْ
نحمِلُ عزْمَ صلاحِ الدِّينْ
و الأبطالِ الوثَّابينْ
كالرَّنتيسي و اليَاسينْ
ونُرَدِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ

* * *

نخرُجُ منْ أحضَانِ المَهْدْ
ندْخُلُ في أحضانِ اللَّحدْ
نحمِلُ أنوارَ الإسلامْ
حتَّى نكشِفَ كلَّ ظلامْ
ونبَدِّدُ كُلَّ الأَوْهامْ
أعْدَدْنا جيشَ القَسَّامْ
جيشَ جِهادٍ جيشَ سلامْ
لنُقَاوِمَ جيشَ الحاخامْ
ونهُزُّ قلاعَ الأقزامْ
ونُردِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ

* * *

نخْرُجُ منْ أحضانِ المَهْدْ
ندْخُلُ في أحْضانِ اللَّحْدْ
نُقْدِمُ إقْدَامَ الأبْطالْ
كالبُركانِ و كَالزِّلْزالْ
كالآسَادِ وكالأشْبَالْ
نحْمِي القُدْسَ منَ الأَنْذالْ
نحمِي الدِّينَ منَ الضُّلاَّلْ
نحْمي ذاكِرَةَ الأجْيَالْ
مِمَّا ينْشُرُهُ الدَّجالْ
نتلو الفتْحَ معَ الأَنْفالْ
لا يخْدَعُنا قيلَ وقالْ
ونُردِّدُها في إصرارْ
إنَّا باقونَ على العهْدْ

* * *

نخرُجُ من أحضانِ المَهْدْ
ندخُلُ في أحضانِ اللَّحْدْ
المَنْهَجُ منهَجُ قُرآنْ
و الهِمَّةُ هِمَّةُ فُرْسانْ
و الصَّوتُ الصَّدَّاحُ أذانْ
و القلْبُ النَّابِضُ بُستانْ
و الرِّحْلَةُ رِحْلَةُ إيْمَانْ
و القُدْسُ وغزَّةُ نَهْرانْ
ببُطُولتِنا فَيَّاضانْ
وفلسطينُ هي الميْدانْ
و الأقْصى أجْمَلُ عُنْوانْ
نحنُ هُنا نحْمي الأَوْطَانْ
و نُواجِهُ أعْتَى طُوفانْ
ونُردِّدُ أحْلَى الأَلْحانْ
لا تَطبيعَ و لا اسْتِيطانْ
لا اسْتِسلامَ و لا خُذْلانْ
فالغايةُ عَفْوُ الرَّحمن
و الفَوزُ بِحُورٍ وجِنَانْ
سنَظَلُّ هُنا في اطْمِئْنَانْ
ونُردِّدُها في إصْرارْ
إنَّا باقُونَ على العَهْدْ

* * *

نخرُجُ منْ أحضَانِ المَهدْ
ندخُلُ في أحضانِ اللَّحْدْ
نَحْبو نَمْشي نَحْوَ المَجْدْ
نغْرِسُ في الطُّرُقاتِ الوَرْدْ
نُنْجِزُ للأمْجَادِ الوَعْدْ
ونُرَدِّدُها في إصْرارْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ
إنَّا باقونَ على العَهْدْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:46 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










حوار مع وردة


الشذا فيك والرواء جميل

وبأوراقك الندى مشغول

أنت أودعت في التراب بذور

وزنها في العيون وزن ضئيل

خبريني متى شققت تراب

وتراءى لك الضياء الهزيل

خبريني متى صعدت إلين

وتغنى بك النسيم العليل

صعدت عطرها إلى وقالت :

شرح هذا الذي تريد يطول

بذرة كنت وزنها ليس وزن

في يديكم وأمرها مجهول

لم أكد أنفض التراب وأبدي

رأس جذري حتى إستبدّ الفضول

ورأيت الأيدي تمد سراع

كل كف ذراعها مفتول

إن شوكي وسيلة لدفاعي

عن حياتي وللنجاة سبيل

إيه ياوردتي أطلِّي ليمحو

كل هم جبينك المبلول

إن تركناك ماقطفناك حين

فسيسطو على حماك الذبول

نحن ياوردتي كذلك نحي

ثم يأتي بعد المقام الرحيل












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:47 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










ريحانة القلب


حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ

وإن بدا فرحي للناس و الطربُ

مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني نار

انتظاري ووجداني لها لهب

كأنني فارس لاسيفَ في يده

والحرب دائرة والناس تضطرب

أو أنني ُمبحر تاهت سفينته

والموج يلطم عينيها وينسحب

أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه

قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب

يمد عينيه للأفق البعيد فما

يبدو له منقذ في الدرب أو سبب

يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ

إلا وفي قلبه من أصلها نسب

خيول شعرك تجري في أعنّتها م

نالها في مراقي عزّها نصب

ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ

وفجرنا في عروق الكون ينسكب

وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى

ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب

يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها

وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب

الله يكتب يا ريحانتي فإذا أراد

أمضى وعند الناس ما كتبوا

لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا

ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا

ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ

فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب

ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ

ولا تباع ولايأتي بها الغَلب

قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده

ويكره القلبُ من في كفّه الذهب

حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما

تنافسوا في معانيها ولااحتربوا

ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم

لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:47 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










برقية شعرية إلى الصحافة العربية


أهل الصحافة طاشت الألباب

ومن الغثاء تأذت الأكواب

فيكم من الأقلام ما لا ينتمي

إلا إليه العنفُ والإرهابُ

أبواق عولمة وعلمنة له

فينا نعيق شائن ونعاب

يندس فيكم كاتب متحامل

متطاول ومراسل كذابُ

إن شاهدوا وجه التناحر حالك

حضروا وإن حضر التآلف غابوا

هم لا يرون سوى القبيح وإنم

يهوي على المستنقعات ذبابُ

تشكو المبادئ والمكارم ما ترى

منهم ويشكو ما يراه حجابُ

للأمر بالمعروف منهم خنجر

يدمي وشتم معلن وسباب

ولكل أنثى بالعفاف تزينت

منهم سهام تآمر وحرابُ

ولكل شيخ بالشريعة عالم

منهم عدوٌ ظاهرٌ مرتابُ

يتناغمون تناغم القطط التي

صطك لما تدعس الأذناب

أهل الصحافة بينكم من ينزوي

لما يلوح من اليقين شهاب

وكأنه الخفاش ينتظر الدجى

ليطير لما تغمض الأهداب

عيناه نحو الغرب سمرتا فما

يغريه شرق طالع وثابُ

ولربما نزع القناع لأنه

يعطَى على تضليله ويثابُ

إن الرضا منكم بسطر واحد

يؤذي مشاعر دينكم لعجاب

إن صار إيذاء المشاعر غاية

فقد اختفى عقلٌ وطار صوابُ

أهل الصحافة للبريق خفوته

يوما وللفعل القبيح عقاب

فخذوا على أيدي الذين تسللو

وتسلقوا حتى شكا المحرابُ

أنى يقدر كاتب متمرد

في حبره دعوى الضلال تذاب

ولرب حرف مؤمن بنيت به

قمم الوفاء وفتحت أبواب

لا يستوي في الروض طير صادح

يشدو وبوم ناعق وغرابُ

أهل الصحافة لا عدمنا بينكم

من أخبتوا لإلههم وأنابوا

من أشرعوا الأقلام في نشر الهدى

وإذا تحيرت العقول أصابوا

نصبوا من الإسلام أعظم خيمة

شدت لها الأوتاد والأطنابُ

حملوه إيمانا وحبا صادق

بيقينه تتواصل الأسباب

ربح الذين تعلقوا بكتابه

أما الذين تنكبوه فخابوا .












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:48 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










هو الحب الكبير


ضياءُ الفجر يُؤْذِنُ بانبثاقِ

ومِنْ قَيْدِ الظلامِ بالانعتاقِ

وعُرجونُ الحنين أراه يسعى

ليخرج من سراديبِ المُحَاقِ

لقد ألقيتُ همَّ الليلِ خلفي

وهمَّ الخوفِ من طولِ الفراقِ

لأنَّ الشمس تطلع كلَّ يومٍ

لترفَعَ للورى عَلَم التلاقي

معاتبتي على وَهَج القوافي

وإطلاقي إلى الأحلامِ ساقي

لماذا تعتبين على مُحِبٍّ

سقاه الحبُّ بالكأس الدِّهاقِ

يرى الكونَ الكبيرَ شعارَ حُبٍّ

بما للكائناتِ من اتساقِ

هو الحبُّ الكبير دعا حروفي

إلى ما تشهدين من انطلاقِ

وهزَّ ثيابَ غيم الشعر حتى

جرى ما تبصرين من السَّواقي

وقرَّبني إلى أقصى بعيدٍ

وأكسبني الجوائزَ في السِّباقِ

هو الحبُّ الكبير أقرَّ عيني

برؤيةِ ما تباعَدَ عن نطاقي

وهوَّنَ ما أواجه من صعابٍ

وصيَّر مرَّها حُلْوَ المذاقِ

وربِّ الكون، لولا هَمُّ ديني

وجُرْحُ القدس فينا والعراق

وما ألقاه من صرخاتِ طفلٍ

وأرملةٍ تنوء بما تلاقي

ولولا ما أرى من ضعف قومي

أمام المعتدي ومن الشِّقاقِ

لصيَّرْتُ الحروف كؤوس حُبٍّ

يطوف بها على العشَّاق ساقِ

معاتبتي أقلِّي من عتابي

فحُبِّي صادقٌ والودُّ باقِ

وليس المدَّعي في الحُبِّ شوقاً

كمن يُصْلَى بنيرانِ اشتياقِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:48 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










فجر في دجى الأحداث


كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ

يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ

لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ

ولسانٍ طَــلْقٍ، ولفظٍ مبينِ

يتهاوى أمامها كلُّ ليل

سرمدي من العذاب المُهينِ

لغةٌ تمنح القلوبَ صفاءً

ونقاءً في عصرنا المفتونِ

ها هنا الفجرُ، ما يزال يُريني

كيف ينجو من الخِضَمِّ سَفيني

كيف أَلْقى بشائر الخيرِ، لمَّا

تتضاغى سِباع ذاتِ القرونِ

كيف نمضي وإنْ أُقيمتْ سدودٌ

من أكاذيب حاقــد وخؤون

ها هنا الفجرُ مشرقاً فاطمئنِّي

يا قلوباً، ويا عيونُ استبيني

ها هنا الفجر، فاقرؤوه كتاباً

سُطِّرتْ فيه ذكرياتُ الحنينِ

أيَّ فجر تعنــيه؟ كان سؤالاً

جارحاً من مواجعي وشجوني

من ربوع الإسراء للرُّعب فيها

قصصٌ سُطِّرتْ بحبر المَنُونِ

من بناتٍ محصَّــــناتٍ يتامى

لا تقولوا: مَنْ هُنَّ لا تَجرحوني

لا تقولوا: مَنْ هُنَّ، هُنَّ دموعٌ

ذرفتْها جفونُ عرضٍ مَصُونِ

كان قبلَ الغاراتِ عرضاً مصوناً

وهو اليومَ، وصْمةٌ في الجبينِ

أي فجرٍ تعنيه، كان سؤالاً

من عجوز تعيش عِيشَةَ هُونِ

من ثكالى وَلَجْن بابَ المآسي

شاحباتٍ يبكينَ فقد البنينِ

من صغارٍ في القدس ذاقوا وبالاً

ولهذا بِحُرْقةٍ سألوني:

أيَّ فجر تعنيه، والليلُ أعمى

مزَّق القَصْفُ فيه ثوبَ السُّكونِ؟

أيَّ فجرٍ تعنيه، هل هو فجرٌ

من ترانيم شعرك الموزونِ؟؟

من عباراتك الجميلة، إنَّا

لنراها بديعةَ التَّلحينِ؟

نحن يا شاعرَ التفاؤلِ نَحيا

مُنْذُ دهرٍ في ليلنا «الصهيوني»

كيف تشدو بالفجر والناسُ تشكو

من ظلام مُعَتَّــــقٍ بالأنينِ؟!

أي فجر رأيته؟ هل تناءَى

بك وعيٌ عن صرخة من سجينِ؟!

عن دموع الأيتام في كل أرضٍ

والثكالى ومُسْقِطاتِ الجنينِ؟!

عن قتيل في القدس من غير ذنبٍ

عمره في الشهور، قبل السنينِ؟!

عن بيوت الأفغان صارتْ ركاماً

أكْسَبَتْهُ الدماءُ حمرةَ طينِ؟!

عن ألوف المشردين الضحايا

يتمنون حَفْنَةً من طحينِ؟!

لغة الفجر عذبة غير أنَّا

لم نُمَتَّعْ بلحنها منذ حين

أيَّ فجر تعنيه، هل هو فجرٌ

لانتصارات ألْفِنا المليون؟!

أيَّ فجر تعنيه ؟ يا لسؤال

مرَّ كالسهم نحو قلبي الحزين؟!

هزَّني ذلك السؤال ، وكادتْ

حسرتي تحت وقعه تَجْتَويني

غيرَ أني نفضتُ وَهْمَ انكساري

حين لاحت أنواره تدعوني

إنه الفجر، كيف تنسون فجراً

ساطعَ النور، في الكتاب المبين؟!

في هُدَى الأنبياء من عهد نوح

وختاماً بالصادق المأمون؟

منذ أن عاش في حراء وحيداً

ثم نادى في أهله: دثروني

ثم أحيا القلوب بعدَ مواتٍ

وحماها من وسوسات اللعين

ها هنا الفجر، فاركضي يا قوافي

في ميادين لهفتي واتبعيني

وابعثي لحنك الجميل نداءً

من صميم الفؤاد، لا تَخْذُليني:

يابن أرض الهُدَى :أرى العصر يشكو

من دعاة التيئيس والتوهينِ

وأرى السَّامريَّ يصنع عجلاً

وينادي برأيه المأْفون

وأرى صَوْلةَ البُغاة علينا

روَّعتْنا في قُدسنا المحزون

وأرى فتنةً تلاحق أخرى

وجنوناً للحرب بعد جنون

وأرى القوة العظيمة صارتْ

آلةَ الموت في يد «التِّنينِ»

وأرى الوهم مُمْسِكاً بالنواصي

مُستخفّاً بكل عقل رزينِ

يا أبا متعب أرى الغربَ يرمي

بدعاوى ممهورة بالظنون

هم أراقوا دَمَ العدالة لمَّا

واجهوا أمتي بحقد دفين

أهدروا «دُرَّةَ» الصِّغار وصانوا

دَمَ سفاح قُدسنا «شارون»

رسموا العنف لوحةً لوَّنوها

بدماء الضعيف والمسكين

نسبوها زُوراً إلينا ولسنا

في يَسارٍ من أمرها أو يمين

عجباً، غيَّروا الحقائق حتى

منحوا للهزيل وصف السمين

ألبسونا الإرهاب ثوباً غريباً

ورمونا بكلِّ فعلٍ مَشينِ

أيكونُ الإرهابَ في صَدِّ باغٍ

مستبد وظالـــــم مُستهينِ؟؟

أيكونُ الإرهاب في نصر حقٍ

واحتكام إلى تعاليم دينِ؟!

إنها الحربُ أشعلوها، فماذا

يَصْنَع السيفُ في يدِ المستكين؟!

يا أبا متعب أرى الأرض عَطْشى

تطلب الماء من شحيح ضنين

تتلوَّى جوعاً على باب أفعى

ونريد الإنقاذ من حَيْزَبُونِ

لو أصَخْنا سمعاً إليها رهيفاً

لسمعنا نداءها: أنقذوني

أنقذوني من ظالم مستبد

لم تزلْ نارُ ظُلمه تُصْليني

أنقذوني من الفساد، تمادى

وسرى في النفوس كالطاعون

يا أبا متعب، هي الأرض تشكو

وتنادي يا قوم لا تتركوني

عندنا نحن أمنُها وهُداها

ولدينا وسائل التأمينِ

من حمى بيتنا الحرام انطلقنا

نُنقِذُ الناس من ظلام السجون

أنتَ أعلنتَها بياناً صريحاً

ما به حاجةٌ إلى تَبْييِن:

دينُنا الرُّوحُ لا نساومُ فيه

أو نُحابي به دُعاة الفُتون

نحن أهل القرآن منه ابتدأنا

ومضينا بنوره في يقين

وتلوناه للوجود، فأجرى

للقلوب الظماء أصفى مَعين

وسكنَّا من آيهِ في حصونٍ

شامخات الذُّرى وحرزٍ مكينِ

وفتحنا نوافذَ الكونِ حتى

صار سِفْراً لنا بديع الفنون

ورفعنا الأَذانَ حياً فتاقتْ

كلُّ نفسٍ إلى جميل اللُّحون

عندنا الكنزُ، كنزُ دين حنيفٍ

نحن أغنى بفضله المخزون

عندنا حكمة الشيوخِ، وفينا

همَّةٌ للشباب ذاتُ شؤون

إن خسرنا، والكنزُ فينا، فبُعداً

ثم بعداً لنا، ولا تعذلوني

يابنَ أرض الهُدى، عُلانا هُدانا

وهدانا هدى النبيِّ الأمينِ

أرضنا الواحة العظيمة تُدني

من يد المجتني ثمارَ الغصونِ

أرضنا للعباد صدرٌ حنونٌ

يا رعى اللهُ كلَّ صدرٍ حنونِ

نحن في هذه البلاد اتَّخذنا

منهجاً واضحاً منيعَ الحصونِ

ومددنا أواصر الحق فينا

واتصلنا منها بحبل متينِ

وسقينا بواسقَ النخل حباً

فسعدنا بطلعها الميمون

ومحالٌ أن يصبح التمر جمراً

ويكون الأصيل مثل الهجين

يا أخا الفهد، عصرنا لا يُبالي

بضعيف يحيا على التخمين

لا يبالي بأمة تتساقى

بكؤوس من الخضوع المَشين

عَصْرُنا عصرُ ذَرَّةٍ وفضاءٍ

واكتشاف المجهول والمكنون

فافتحوا الباب للشموخ فإنا

قد وَرِثنا بالدين وَعْيَ القرون

رَسَمَ الغربُ للحضارة وجهاً

دموياً مشـــوَّه التكوين

ملؤوا الأرض بالعلوم ولكن

أثخنوها بفسقهم والمجون

ورَسَمْنا وجهَ الحضارة طَلْقاً

ومدَدْنا لها ظلال الغصون

مُنْذُ فاضت بطحاء مكَّةَ بِشْرًا

وانتشى بالضياء «رِيْعُ الحُجون»

إن ضَعُفْنا في عصرنا فلأنَّا

قد ركنَّا للغرب أقسى رُكونِ

يابنَ أرضِ الهُدى سيرعى خُطانا

مَنْ رعى في محيطهِ « ذا النُّونِ»

إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي

ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ

دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى

دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:49 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










الشفق الأحمر


لمَّا رأيت الشَّفَقَ الأَحْمَرا

رأيته في الأُفْقِ نَهْراً جَرَى

شَعَرْتُ أنَّ العين قد أبصرتْ

خَدَّاً ودَمْعاً فوقَه أَمْطرا

نَهْرٌ أمامي كانَ يجري بلا

ماءٍ فَمَا أَبْهى وما أَنْضَرا

جرى أمامي رائقاً رائعاً

يفوقُ في رَوْعتِه الأَنْهُرَا

حُمْرَتُه ترسم لي لوحةً

تحتضِنُ الأَحْمَرَ والأَصفرا

وتجعل الليلَ لها حائطاً

ويجعلها في حُسْنِها أظْهَرا

يا وَمْضَةَ الإحساس، هذا أنا

أُدْني بأشواقي إليكِ الذُّرَا

أعْتَصِر الأَنْجُمَ حتى أرى

أكْبَرَها في قبضتي أَصغرا

يَسيل زَيْتُ النُّور منها على

أصابعي اليُمْنَى وقد نَوَّرا

يا ومضةَ الإحساسِ، قولي معي

مَقَالَ مَنْ صلَّى ومَنْ كبَّرا

سبحانَ مَنْ أَبْدَعَ في كونه

ما يَسْلُبُ العَقْلَ، ومن صوَّرا

سبحانَ ربِّ الكون أَجْرَى لنا

في الكون ما يُوقِظُ مَنْ فكَّرا

هُنَا على مَقْرُبَةٍ مِنْ ثَرَى

«بُرَيْدةٍ» كنت أرى المَنْظَرا

كنتُ أرى «الزُّلْفِيَّ» عن يَمْنَتي

و»الغَاطَ» عن يُسْرَايَ والبَيْدَرا

هُنَا على بابِ الغروب الذي

أهْدَى إليِّ الدُّرَّ والجَوْهَرا

أغمضْتُ عينَ الشعر مستسلماً

لمَّا رأيت الشَّفَقَ الأحْمَرا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:50 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










دموع القلم



على قلمي تكاثرت الجروح

فما يَدْري بأيِّ أسىً يَبُوحُ

كأنَّ برأس ريشته دُوَاراً

وثغراً من مَواجعها يصيح

إذا أمسكتُه لأَخُطَّ حَرْفاً

تَلَجْلَج نُطْقُه وهو الفَصيحُ

أُضاحكه بأنغام القوافي

فأشعر أنَّه عنِّي يُشِيحُ

على قلبي من الأعباءِ حِمْلٌ

وفي أعماقِه حُلُمٌ يَنُوحُ

يثور عليه موجٌ من أنيني

وتعصف بالزَّوارقِ فيه رِيحُ

تؤجِّج حبرَه آلامُ قلبي

فظاهره كباطنه يَفُوح

وكم حاولتُ صَرْفَ أسايَ عنه

فلم أُفلحْ ولم تَزُلِ القُروحُ

كأنَّ الحِبْرَ في قلمي دموعٌ

على وجناتِ أوراقي تَسيحُ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:50 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أنا ناطق باسم الشباب



عُذْراً إذا ضايقتكم بكلامي

وبعثت أسئلتي بغير خِطَام

وإذا قسوتُ على مسامعكم بما

سأَبُـثُّ من حزني ومن آلامي

عذراً أَقْلَقُت راحتكم بما

سأبثُّ من نبأ الجراح الدَّامي

فأنا ابنُكم مهما نأَْيتُ بغفلتي

عنكم ومهما ِتهْتُ في أوهامي

و أنا ابنُكم مهما رَكبْتُ رغائبي

جَمَلاً عنيفَ الطّبْع دونَ لجام

وأنا ابنكم مهما قطَعتم صفحتي

من دفتر الإحسانِ والإكرامِ

سأكون أصدقَ ما يكون محدَّثٌ

ِصْدقاً وألقاكم بغير لثام

لا تَحْقِروا قولي ولا تستعجلوا

بالصدّ عن قولي وبالإحجامِ

أنا ناطقٌ باسم الذين تذَّوقوا

مثلي مَرارةَ عَلْقمِ الأيَّامِ

بين المقاهي والمطاعمِ أصبحوا

عِبْئاً على الشَّبَكات والأفلامِ

تشكو الشوارع من لَظَى "تَفحيطِهم"

والسوق تشكو وَطْأَةَ الأَقدام

أنا ناطقٌ باسم الشبابِ لأنَّني

أشقى بما أَهْدَرتُ من أَعوامِ

قالوا: البَطَالةُ، قلت: تلك رفيقتي

بئس الرفيقةُ ضَيّعَتْ أَحلامي

هجمتْ عليَّ مع الشبابِ فأبرمتْ

حَبْلَ التخاذُل أَيَّما إِبْرامِِ

ما كنتُ إلَّا طالباً متفوقاً

في كلَّ مرحلة أَشدُّ حزامي

هدفي الكبيرُ بناءُ ناضجٍ

يسمو بصاحبه لخير مَقامِ

حتىَ حَمْلتُ شهادتي متفوَّقاً

وبها انطلقتُ كفارسٍ مقدامِ

وذهبتُ من بابٍ إلى بابٍ

أرى صَدَّاً يزيدُ توجَّعي وسَقامي

هذي الشهادةُ في يميني، إنَّها

رُمحي الذي أَعددتُه وحُسامي

أسهرتُ ليلي في الدراسةِ حاملاً

همّ التفوُّق هاجراً لمنامي

أَتَعبْتُّ أمَّي والأَبَ الغالي ومَنْ

يرعون حالي من ذوي الأَرحامِ

والآنَ من بعد التخرُّج أَصبحوا

مثلي على جَمْر انتظاري الحامي

كم مرَّه هزَّ الأبُ الغالي يدي ِ

ليَشُدَّ من عزمي ومن إِقدامي

أَبْشرْ بُنيَّ فقد سمعتُ بشارةً

نُقلَتْ لنا بوسائل الإعلامِ

فُرَصٌ من التَّوْظيف يُفْتَحُ باَبُها

لشبابنا بكمالها وتمامِ

ولكم تحسَّر حين أَدْرك أنَّ ما

قالوه وَهْمٌ كالسَّرابِ الظَّامي

هوَّنْ عليك أبي فكم خَبَرٍ سرى

بين الوسائلِ و هو ضَرْبُ كلامِ

يا ويحَ قومي أشعروني أنني

أصبحتُ كالمتسوَّل المترامي

لا تُشْعلوا غضبي فأَحلف أنَّني

متسوّل يَسْعَى وراءَ لئامِ

أنا من كسبتُ من النّظام

شهادتي والآنَ تُقْتَلُ همَّتي بنظامِ

إني لَيُشْقيني وقوفي عاطلاً

هَمّي ورائي والسَّرَاب أمامي

تَتَفاخر الدنيا بمْليَاراتها

والصَّفْرُ في كفَّي بلا أَرقامِ

إِني أقول ولست إلاَّ ساعداً

صوَّبتموه من الرَّدى بسهامِ

ما حالَ قومٌ دونَ حقّ واجبٍ

إلَّا وكان القومُ غيرَ كرامِ

لا تهملوا أمر الشبابِ فربَّما

صاروا مع الإهمالِ كالألغامِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:51 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










على طريق العفاف



طريقك للعفافِ هو الطريقُ

طريقٌ لا يتيهُ ولا يضيق

طريقُكَ للشموخ وللتَّسامي

له جسرٌ من التقوى وثيقُ

طريقُ الأنبياءِ، عليه ساروا

تُصان به المكارم والحقوقُ

طريقٌ للعفافِ، طريقُ رَوْضٍ

يغذِّي قَلْبَ سالكه الرَّحيقُ

كأني بالمَرابع، وهي تشدو

ويطرد ليلَها الدَّاجي الشُّروق

يُردِّد أُفقُها لحناً جميلاً

ويُنْشِدُ مِثْلهُ البحر العميقُ

لقاءٌ في ظِلال الشرع، تحلو

به الدنيا، ويبتهج الرَّفيقُ

وتُغْرسُ أسْرةٌ في أرْضِ طُهْرٍ

وتبرق من سعادتها البُروقُ

كنخلِ باسقٍ يُعطي عطاءً

لذيذَ الطَّعْم، تحمله العذوقُ

نَعَمْ قُلْنا نَعمْ، ونقول ألفاً

نعم، للحُصْنِ مَيَّزه السُّموقُ

نعم لعفافِ أجيالٍ، إليها

فؤادُ شُموخِ أمتنا يتُوق

على أرضِ العفافِ لَنا لقاءٌ

يُسَرُّ بما يَرى فيه الصَّديقُ

به نُصِبَتْ خيامُ الحبِّ، فيها

من الأشواقِ والذِّكرى بريق

مراكبُ من عَفَافٍ سائراتٌ

مباركةٌ، وأبْطؤها سَبُوق

لها من حبنا الصافي صبوحٌ

ومنه إذا دنا الليلُ الغَبوقُ

لنا لُغَةُ العَفَافِ، لنا المعالي

فلا عاش التَعَنُّتُ والعقوق












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:51 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أسد الشيشان



عرفتك ماعرفتك من قريب

ولكن التعارف بالقلوب

وكم يحظى الفتى بالحب من

على بعد ويوصف بالحبيب

أيا خطاب أمتنا التقين

على حُلم المجاهد والأديب

تلاقينا بأرواح هداه

إلى إلاسلام علامُ الغُيوب

إذا رُفع الأذانُ لها تسامت

بإحساس المنادي والمجيب

تلاقينا بأفئدة عطاش

إلى حور وجنات وطيب

لها نبض يكاد يذوب وجداً

بماللشوق فيها من لهيب

قلوب ياأخا العزمات يبقى

لها من صدقها أوفى نصيب

نعم والله لن تلقى محباً

لغير الله يثبت في الدروب

قريب من مشاعرنا قريب

فيا فرح المشاعر بالقريب

لئن بعُدت بك الأحداث عن

ولم تمهلك أهوال الخطوب

فإنك لم تزل بالذكر حياً

وبالعزمات والرأى الُمصيب

تلاقينا على واحات حب

سقاها هاتنُ الغيم السكوب

وفرق بين ماء الغيث يهمي

وبين الماء ينزح من قليب

وفرق بين قافية تغنت

بأمجادي وقافية لعُوب

إلى خطاب اُمتنا التحاي

من القمم الشواهق والسُهوب

من الهمم التي عرفته طفلاً

ومن روض المروءات الخصيب

ومن ذرات كثبان الصحارى

إذا زحفت بها كف الهُبوب

من النخل البواسق من عُذوق

ومن سعف يلوح ومن عسيب

جبال(الهندكوش) رأتك ليثاً

يعلم صعبها لُغة الوثوب

وداغستانُ مدت راحتيها

بفيض من مشاعرها عجيب

وفي الشيشان ناديت المعالي

بصوت ليس عنها بالغريب

سقيت ربوعها بدموع صب

بكى من حال عالمنا المريب

تداعى الآكلون فليت شعري

أنردعهم بتمزيق الجيوب؟!

وهل نلقى التآمر بالتغاضي

ونخلص بالعيوب من العيوب؟!

وما نسعى الى حرب ولكن

إذا فرضت صبرنا في الحروب

وألحقنا الأوائل بالتوالي

وأبرق حد صارمنا الخضيب

ولو أن العدو يريد سلما

لقابلناه في روض قشيب

وألبسناه ثوباً من أمان

وظللناه بالغصن الرطيب

ولكن العدو يريد حربا ً

مسممة المخالب والنيوب

إذا نطق الرصاص فلا تسلني

عن الخُطب البليغة والخطيب

رعاك الله لم تجنح لخوف

يذوب همة الرجل الأريب

بإحدى مقلتيك رأيت قلباً

جريح النبض مخنوق الوجيب

وبالأخرى رأيت من الأعادي

مؤامرة على الوطن السليب

رأيت المسلمات مشردات

كقطعان من الإبل (العزيب)

يصورهن إعلام المآسي

ليعرضهن في خبر غريب

وماذا يعرض الإعلام إل

وجوهاً تشتكي ألم الندوب

رأيت الجرح أكبر من طبيب

ومن تشخيص أجهزة الطبيب

فأطلقت العزيمة من عقال

يقيدها عن السعي الدؤوب

دعاك إلى جهاد بكاء طفل

وما أبصرته من غدر (ذيب)

رأيتك والرياح ثهُب غرباً

تميل الى الشروق عن الغروب

وتبصر في طريق المجد شمساً

مبرأة الضياء من المغيب

رأت عيناك فجراً مستضيئاً

يُزيل غياهب الليل الكئيب

فأركضت الخيول إليه حتى

أضأت بشاشة الوجه الغضوب

إذا حمى (الوطيس) فسوف يبدو

لنا الرجلُ الصدوقُ من الكذوب

تقول لك الجبال الشًم: أقبل

بعزم الفارس الحذر اللبيب

وماخشيت عليك من الأعادي

ولكن من خيانة مستريب

ومن غدر المنافق حين يلوي

عمامة خائن يوم (الضريب)

لو أن السم يعرف ماعرفنا

لقال لخطة الأعداء :خيبي

أخا العزمات إنا قد صبرنا

ولم نجنح إلى لغة الهُروب

بكتك يتيمة وبكت سبايا

يرين الحرب دائمة النُشوب

يرين الفجر أسود بالمآسي

وتُؤذيهن أصوات النعيب

أعزيهن فيك ذرفن دمعاً

سقين بوبله شجر النحيب

أعزي فيك أُماً شرفتها

مواقف ليثها البطل المهيب

وما فقدتك في لعب ولهو

ولافقدتك في أمر مُريب

تقول لها بطولتك :اطمئني

وقري بالفتى عيناً وطيبي

لقد أرضعته عزماً وحزماً

ووجدان الأبي مع الحليب

رأتك بقلبها بطلاً شجاعاً

قوي العزم ميمون الوثوب

فأشرق وجهُها فرحاً وتاقت

إلى لقياك في الكنف الرحيب

أعزي فيك أمك وهي أدرى

بمعنى الصبر في الوقت العصيب

كأني بالوسائد والزرابي

على سرر تُضمخ بالطيُوب

وحور العين قد هيأن فيها

مقاماً للحبيبة والحبيب

أرى غُرفاً من الياقوت فيها

بدا سرُ العجيبة والحبيب

فما سمعت بها أُذنا شغوف

ولابصرت بها عينا رقيب

أخا العزمات في الشيشان ،يامن

ركبت إلى العلا أسمى ركوب

رحلت عن الحياة ، فما جزعنا

برغم الحزن والدمع الصبيب

رضينا بالقضاء رضا يقين

وتسليم لغفار الذنوب












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 11:52 AM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










ساهر


"دمعة على رصيف المعاناة "

مُشكلتي ، أَوّلُها آخِرُ 
يكشف عن باطنها الظاهرُ
مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها 
حتى شكى من جورها الخاطرُ
أخفيتُها عنكم زماناً وفي 
أَعماقِ قلبي مَوْجها الهادِرُ
أمَّا وقد ضاقتْ بها مُهْجتي 
واغتالَ صبْري وحْشُها الكاسِرُ
فسوف أرويها ورزقي على 
ربِّي ، فربّي وَحْدَه القادِرُ
أنا أخو السبعين عاماً ، شكا 
ممّا يعاني عَزْمُه الخائِرُ
مرَّتْ الأعوامُ مسكونةً 
بالهمِّ ، يَعوي ذِئْبُه الغادِرُ
ليس له مالٌ ، ولا عندَهُ 
بيتٌ ، ولا في عُشّه طائرُ
يسكن بالأُجْرَةِ في منزلٍ 
أناخَ فيهِ الأَلمُ الغَائِرُ
زوجتُه ، من حولها تِسْعَةٌ 
أَولادُهَا ، والقادمُ العاشِرُ
يصحو على ازعاج أصواتهم 
وكلّهم في لَهْوه سَادِرُ
يُبادرُ الفجرَ بسيّارةٍ 
دخانُها من خَلْفِها ثائِرُ
يَفِرُّ من أَولاده هارباً 
وقَلْبُه من حُبِّهم عَامِرُ
يبحثُ عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم 
وقلبه مُحْتَسِبٌ صابر
أنا أخو السّبعينَ أَفْنَيتُها 
والقلبُ راضٍ وفمي ذاكِرُ
سيارتي رِزْقي ، وإنّي عَلَى 
ما يُنْعِمُ المَوْلَى به شاكرُ
أجوب آفاق الريّاضِ التي 
يعجزُ عن تحديدها الناظِرُ
لا شرقُها يدنو ولا غَرْبُها 
وقد تَمادَى خَطُّها الدَّائِرُ
أحصّل القُوْتَ بتأجيرها 
وحالتي يسترُها السَّاتِرُ
لكننّي أَصبحتُ في حَيْرةٍ 
وكم يعاني المُتْعَبُ الحائِرُ
أَتْعَبَ قلبي مَنْ له سَطْوةٌ 
تأْكلُ رزقي وأنا قاصِرُ
أنظمةٌ يضربني سيفها 
وسَيْفُها في ضَرْبِهِ باتِرُ
تحدّدُ السُّرْعَةَ في شارعٍ 
لا واردٌ فيه ولا صادرُ
ولا ((مُرورٌ)) ناصحٌ مرشدٌ 
ولا لحقّي عنده ناصِرُ
سبعونَ كيلاً حينما سِرْتُها
سألتُ نفسي : هل أَنا سائِرٌ ؟
في كلّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ 
مصنوعةٌ ، مَنْهَجُها جائِرُ
تَلْتَقِطُ الصورة في لَمْحةٍ 
فكلُّ مَاشٍ ، عندها ظاهرُ
كالبَرْق لكن مالها غيمةٌ 
ولا سحابٌ فوقَنا ماطِرُ
تَسْلُبُ من جيبي رِيالاتِهِ 
فَحَظُّ جيبي عندها عاثِرُ
أَلْفَا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ 
وليس عندي عُشْرُها حَاضِرُ
مصيبةٌ والله بل عَثْرَةٌ 
ليس لها فيمن أرى جَابِرُ
لا تَقْصِمُ الظَّهْرَ ، ولكنَّها 
شيءٌ ثقيلٌ مُرْهِقٌ قَاهِرُ
أنا وأمثالي ضحايا لَهاَ 
وليس ذو الأموالِ والتَّاجِرُ
إنْ تسألوا عن سِرّ ما أشتكي 
فَهُوَ نِظامٌ ، إسمهُ ((سـَاهِرُ)) ..












همسه الشوق 17 - 1 - 2022 04:40 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميز في الانتقاء
سلمتي يالغالية على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 06:53 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










ديمقراطية العجوة



سقَطَ النَّيزَكُ ، أحْدَثَ فجوهْ
هزَّ العالَم كلَّ العالمِ .. غيَّرَ خَطْوهْ
هشَّمَ وجه الصَّرح الأكبرِ .. حطَّمَ زهوَهْ
غيَّرَ ماءَ البحر فصار الموجُ الهادِرُ رغْوه
مزَّقَ صدرَ الأرض العطشى ..
أشعلَ ناراً .. هدَّم داراً ..
واصَلَ سطوهْ
سقطَ النَّيزكُ أحدثَ فجوهْ
أعلنَ في كلِّ الأوطانْ
إعلاناً يَتْبعهُ إعلانْ
أنَّ الهَدَفَ هو الإحسانْ
فالغايةُ حفظُ الإنسانْ
و الغايةُ رفعُ الأحزانِ عن الوجدانْ
و الغايةُ نشر العدلِ العدل الكاملِ في الأكوانْ
و الغاية رفع الإنسانيهْ .. كي تفهمَ معنى الديمقراطيَّهْ
سقط النَّيزكُ أحدثَ فَجْوهْ
هشَّمَ وجهَ الصَّرح الأكبرِ ، صرْح الأخلاقْ
أغرقَ بالدَّمعِ الأحْداقْ
أشعلَ نيرانَ الفوضى الخلَّاقة في الآفاقْ
أطْلقَ أصواتَ الأبواقْ
أحرَقَ في غمضةٍ عينٍ غافيةٍ كلَّ الأوراقْ
مزَّق بيدين مُقفَّزَتينِ سجلَّ الميثاقْ
و الغايةُ رفعُ الإنسانيهْ .. كي تفهم معنى الديمقراطيَّهْ
سقط النيزكُ أحدثَ فَجْوهْ
أسرَعَ عدْواً .. ضاعفَ عَدْوَهْ
أسْرَجَ منْ قسوتهِ صَهْوهْ
أغلقَ بابَ العِفَّةِ أعْلَنَ لَهْوَهْ
سلَبَ البُلْبُلَ شَدْوَهْ
سلبَ الفجرَ الضاحكَ صَفوهْ
و الغَايةُ رفعُ الإنسانيَّهْ .. كي تفهمَ معنى الديمُقراطيَّهْ
سقَطَ النَّيزكُ أحْدَثَ فَجْوَهْ
أعلَنَ فوقَ رُفاتِ العدْلِ بيان العولَمةِ الكُبْرى
وبياناتٍ أُخْرى
أشعَلَ أحْداثاً تتْرى
حَدَثاً هزَّ المسْرى
حدَثاً أشعلَ في بغدادَ الجَمْرا
حدَثاً أعْلَنَ في بامِيرَ الغدْرا
حدَثاً أعْلنَ كُفْرا
حدثاً حطَّمَ بابَ العِفَّةِ ، أعلَنَ فُجْرا
أوجع قلْباً ضيَّقَ صدْرا
و الغايةُ رفعُ الإنسانيَّهْ .. كي تفهمَ معنى الديمقراطيَّهْ
سقطَ النَّيزَكُ أحْدَثَ فجْوَهْ
بعدَ زمانٍ قامَ الوعيُ ،وأعلَنَ صَحْوهْ
أخذَ يُردِّدُ : كانتْ غَفْوَهْ
سألَ النَّيْزَكَ عمَّا أحدَثَ ..
قالَ النَّيزكُ كانتْ " نَزْوهْ "
كانتْ نزْوهْ ؟؟
تقتلُ ، تهدمُ ، تنهُبُ تسْلُبُ ثمَّ تُردِّدُ :
" كانَتْ نزْوهْ "
كلاَّ و اللهِ الأعْلى ..
بل كانت من أمَّتنا غَفْوهْ
أتْقنْتُمْ دَوْرَ تآمُرِكم وأثرْتُم في العَالَمِ جَفْوهْ
ديمقراطيتكم صنمٌ صَنَعتْهُ القوَّةُ و الثَّرْوهْ
صنعته النَّزْوةُ و الشَّهْوهْ
ديمــــــقراطيتكمْ وهــــمٌ ... ديمقراطِيَّتُـــكم عَجْــؤهْ
أدْركـــــنا سرَّ تهــــافُتِها ... وصَحَوْنا منْ بعدِ الغَفْوهْ
جِعْتُمْ فأكلـــتمْ عَجْـــوتَها ... وشربتمْ شاياً أوْ قَهْـــــوَهْ
فكلوهـــا إنْ شــئتم دَوْماً ... بأيادي السَّطوةِ و القَسْوَهْ
إنَّا نصحـــو الآن و لكنْ ... مـازالتْ أيديـــــنا رِخْوَهْ
سنــــظلُّ نردِّدُها أبــــداً ... ديمــــقراطيتكم عـــجْوهْ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 06:53 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أغصان الحروف



أتعشق مثلي الربا والشجر

فتهدي الضياء لها يا قمر؟

أتعشقها؟أم رثيت لحالي

فجئت تشاركني في السهر؟

أغرك أني مقيم الرحال

فسيح الخيال بعيد النظر؟

نقيم ونحسب أنا نقيم

وأيامنا كلها في سفر

وتخدعنا بهرجات الحياة

فنصحو على يومنا المنتظر

أيا بدر يا زورقاً من ضياء

يسيره في الظلام القدر

ويا مؤنس الساهرين الحيارى

يبيتون من همهم في كدر

أتيت إلينا تزف المنى

وتطرد بالنور ليل الضجر

فكم أمل كاد يذوي فم

سكبت ضياءك حتى ازدهر

وكم شبح كاد يغتالني

فما كدت تظهر حتى اندحر

أيا بدر عندي أحاديث شتى

فماذا أقول؟وماذا أذر؟

كأنك تعلم منها الكثير

وأنت تحيط ببحر وبر

لقد عشت يا بدر دهراً طويل

وعاشرت من أهلنا من غبر

فقل لي بربك أخبارهم

وحدث بها خبراً عن خبر

فأبدى اشتياقاً لهذا الحديث

وزاد ائتلاقاً يسر النظر

وقال: أتعني الرسول الكريم؟

أتعني العتيق أتعني عمر؟

أتعني الرجال أماتوا الضلال

وأحيوا بهدي الكتاب البشر؟

أقول وقد شاهدت مقلتاي

جليل المعالي وأسمى العبر

أولئك من سطروا للعل

أجل الصفات وأعلى السير

رسول أبي كريم الطباع

وأصحابه حوله كالدرر

تنام المعالي على طرفه

وتصحو على صوته في السحر

زمان مضى كنت أمتاحه

أمتع نفسي بشتى الصور

رأيت المعالي وأصحابه

وشاهدت أهل الخنا والأشر

وها أنذا يحتويني الظلام

فأين الملاذ وأين المفر

حنانيك يا بدر هل تشتكي

وأنت أمير المساء الأغر

وأنت الذي تسبيح الظلام

وتظفر حين يعز الظفر

فقال: رويدك في رحلتي

شقائي فياليت لي مستقر

إذا ما ولدت انتظرت الممات

ولما يمر علي الشهر

لكم أيها الناس صفو الحياة

ولكنكم تعشقون الكدر

***

***

هنا عدت والحزن في خافقي

وذهني يمور بشتى الفكر

وناديت من ذا أنادي؟سوى

شباب يهون لديه الخطر

شباب الهدى قد بنت أمتي

علينا من الأمل المنتظر

صروحاً تقاوم جور العد

وتهزأ بالفسق أنى ظهر

فهلا جعلنا لبنيانن

أساساً من الحق لا يندثر

ومن لاذ بالله في دربه

حماه المهيمن من كل شر

يعز على النفس ألا ترى

شباب الهداية يأبى الخور

ويكره قلبي ذليل الخط

فتى بين أترابه محتقر

فتى حطم الكفر أسلافه

فحطمه الكفر لما هجر

أبى أن يسير على دربه

وكان على قمة فانحدر

وشر البرية يا إخوتي

ذليل وقد كان ملء النظر

***

***

وكانت تسايرنا نجمة

على خد ليل يجوز السحر

تخفت وراء سدول الظلام

وظلت تراقبنا في حذر

وتصغي إلينا وفي صمته

عتاب المحب لخل غدر

فلما رأى البدر إقباله

تغطى بظلمائه وانحسر

فجاءت إلي تبث الهوى

وتشكو إلي خداع القمر

فقلت لها:إنما رق لي

وجمع من فرحتي ما اندثر

فقالت وفي عينها ومضة

لثورة حب تذيب الحجر

أتخدعنا يا صريع الأسى

وتفضح من أمرنا ما استتر

كفانا الخداع كفانا النفاق

فإنا مللنا خداع البشر












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 06:54 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










نقش على جدار الوطن



من أين ابتديء الحديث عن الوطن

ولمن أصوغ حكاية الذكرى لمن

من اين ,و الامجاد تشرق في دمي

نورا من الذكرى و تختصر الزمن

من أين, و الإيمان يجري نهره

عذبا و يغسل عن مشاعرنا الدرن

من أين ابتديء الحديث و ليلتي

تأبى على عيني مقاربة الوسن

من أين,و الاشواق تحلف انها

ستظل تسقيني التذكر و الشجن

من أين و الزمن السريع يمر بي

وجبينه بدم الرحيل قد احتقن

فمن اللفافة حين نولد بدؤنا

في رحلة العمر القصير إلى الكفن

قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها

صدر حوى نور الهداية واطمئن

ابدأ من البيت العتيق فإنه

سكن لمن لم يلق في الدنيا سكن

وارحل بشعرك بعد هذا ناشرا

نور الهداية بين سرك و العلن

فأجبتهم :شكرا سأبدأ من هنا

من أرضنا المعطاء من هذا الوطن

من كعبة رفع الإله مقامها

وحمى حماها من طواغيت الفتن

أنا سوف أبدأ من مطاف نبيها

أتلو كتاب الله اتبع السنن

أنا سوف أبدأ من مقام خليلها

من حجر اسماعيل من ركن اليمن

قالت: تراك بلغت نجدا و الحمى

قلت أبشري إنا تجاوزنا (حضن)

أوما وجدت من الخزامى نشرها

أوما رأيت ملاحة الظبي الأغن

أوما رأيت بيارق المجد التي

خفقت فحررت النفوس من الوهن

مالي أراك تلمظين مشاعري

أنسيت أن القلب عندك مرتهن

هذي بلادك صانها الرحمن من

شرك ومن سوء التذلل للوثن

هشت إليك جبال مكتها فما

ذل العزيز ولا تطامنت القنن

وشدت (مدينتها )بلحن وفائها

للمصطفى و لكل من فيها قطن

و تألقت فوق الرمال رياضها

في كفها من عزم فارسها مجن

ورنت إليك (تبوكها) و (عسيرها)

و (الباحة) الخضراء صيبها هتن

وشدت (لحائلها) بلابل انسها

فاهتز روض الحب و انتفض الفنن

وتلفعت احساؤها بنخيلها

حسناء تروي الشعر عن قيس و عن

و أرتك جازان الأراك و حافظا

يتلو معارجه و يتقن كل فن

هذي بلادك قلبها متفتح

فهي التي لا تشتكي ضيق العطن

إني لأرسم وردة فواحة

منها و اغرسها على شفة الزمن

و أصوغ شعرا لو تمثل لفظه

رجلا لقال انا المحب المفتتن

ولظل يرفع صوته متمثلا

بالحكمة الغراء و القول الحسن

هذي بلادك دينها متأصل

في قلبها و المجد فيها مختزن

في أرضها المعطاء يحتضن الهدى

إن المبادئ كالبراعم تحتضن

هي مهبط القرآن تحت لوائه

سارت بعون الله تجتاز المحن

نشأت على هدي الإله فروحها

تسمو بها و بروحها يسمو البدن

رسم الإمامان الطريق فعلمها

يمحو الضلال ,و سيفها يمحو الفتن

ومضى بها صقر الإباء فلمها

بعد الشتات و لم منها ما شطن

وسمى بها الإسلام عن بدع الهوى

والشرك و القول الرخيص الممتهن

فيها الأصالة نخلة ممشوقة

لم يحتقرها الناظرون ولم تهن

فغذاؤها التمر المبارك طلعه

وشرابها من ماء زمزم و اللبن












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 06:54 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










تنوعت الجراح



تقول أسىً ، فقلت لها حريـق

بشدة نـاره صـدري يضيـق

تسافر بي الجراح فليت شعري

متى يحنو على قدمي الطريـق

أخوض بزورقي بحر المآسي

ودون مقاصدي بعـدٌ سحيـق

يخادعني العـدوُّ فمـا أبالـي

وأبكي حين يخدعني الصديـق

أقول لمن يعرقل سير شعـري

ويحسبنـي لمنحتـه أتــوق

أرح يا صاحبي عقـلاً وقلب

فحبل الدين في قلبـي وثيـق

ولا يغررك مظهر من يحابـي

وفـوق لسانـه لفـظٌ أنيـق

فبعـض المـدح للإنسـان ذمٌ

وبعض البر في الدنيا يعـوق

ترى الحشرات بالأزهار تلهـو

وما يغري سوى النحل الرحيق

وشأن الناس في الطبع اختلافٌ

هنالـك ظالـمٌ وهنـا شفيـق

فريـقٌ لا يجامـل أو يحابـي

ويغـرق فـي تزلفـه فريـق

يحبُ المـاء ذو ظمـأٍ ليـروي

ويكره لجـة المـاء الغريـق

إذا مات الفـؤاد فـلا تسلنـي

عن الدم حين تفقـده العـروق

جذوع النخـل أشبـاحٌ طـوالٌ

إذا لم تزدهي فيهـا العـذوق

لماذا حين أعلن قـول صـدقٍ

أرى بعض الصدور به تضيـق

أحـب بلادنـا حبـاً عظيم

له في خاطري نسـبٌ عريـق

ولكنـي أعاتبـهـا إذا م

رأت عينـي أمـوراً لا تليـق

وقد يشفي غليـظُ القـول داء

ذا لم يشفـه القـول الرقيـق

أرى أثـر الغيـوم ولا رعـود

تحدثني ولا ومضـت بـروق

وأسمع ألـف أغنيـةٍ نشـازٍ

فيزعجني التكسـر والنعيـق

عبـرت محيـط آلامـي فلم

تجاوزت المحيط بدأ المضيـق

وكيف أريد ملء الكـأس مـاءً

إذا كانت يدي الأخـرى تريـق

ألا يا ماكـراً بالنـاس مهـل

فمكر الماكريـن بهـم يحيـق

سألتك والسـؤال لـه جـوابٌ

أيُجمع حيـن ينتثـر الدقيـق

رأيت عيون قومي في زمانـي

يظللها عـن الحـق البريـق

أراهم ينصتـون إلـى كـذوبٍ

ويزعجهم إذا نطق الصـدوق

سألت عن الصمود رجال قومي

فخاطبني مـن الإعـلام بـوق

لقد ما ت الصمود مع التصـدي

فمـا هـذا التنكـر والعقـوق

أتنسى أن ( إسرائيل ) أخـتٌ

لها في المسجد الأقصى حقوق

كـأن رجـال أمتنـا قطـيـعٌ

وإسرائيل في صلـفٍ تسـوق

تنوعت الجراح فـلا اصطبـارٌ

يواجههـا ولا قلـبٌ يطـيـق

إذا كنا شكونـا مـن جـراحٍ

لها في القدس تأريـخ عريـق

فيوغسلافيـا جـرحٌ جـديـد

تغصُّ علـى تَذّكّـره الحلـوق

هنالك للصليب رصاص غـدرٍ

ووجـهٌ فـي تعاملـه صفيـق

هنالـك ألـف باكيـةٍ تنـادي

أفيقـوا يـا أحبتنـا أفيقـوا

يدنس عرض مسلمةٍ وترمـى

ويلطم وجههـا وغـدٌ حليـق

وتتبعهـا ملاييـن الضحاي

تذوق من المآسي مـا تـذوق

وكم من مسجدٍ أضحى ركام

وفي محرابـه شـب الحريـق

تعذبنـي نـداءات اليتـامـى

وصانع يتمهـم حـرٌ طليـق

وأمتنـا تنـام علـى سريـر

تهدهدها المفاتـن والفسـوق

كتـاب الله يدعوهـا ولـكـن

أراهـا لا تحـسُّ ولا تفـيـق

أقـول لأمتـي واللـيـل داجٍ

بكفـك لـو تأملـت الشـروق












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 06:55 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










حينما يصبح البارود طيبا



أنتَ ما غبتَ وما صِرْتَ غريب

لم تَزَلْ بالحبِّ في اللهِ قريبا

يا شريكَ الهمِّ في عصرٍ رأين

فيه من جَورِ أعادينا كروبا

ورأينا من بني الإسلامِ ضَعف

ونكوصاً ومن الباغي وُثُوبا

يا ابنَ بارودٍ وفي البارُودِ لمَّ

يحرق الباغي شَذَاً يَنْضَح طيبا

يا أخا الإسلامِ يا خِدْنَ القوافي

يا صديقَ الحَرفِ يَأبى أنْ يَذوبا

يا شريكاً في عبوديَّةِ إسمٍ

صار بالرحمنِ ميمونا حبيبا

يا صديق اللغة الفصحى صنعن

من قوافينا بها روضا قشيبا

واتَّخذناها لساناً عربي

يُطرِبُ الشاعرَ منا والخطيبا

إن يَغِبْ جِسْمُكَ عنا فلدين

ذكرك الطيِّبُ يَأبى أنْ يغيبا

ولدينا من قوافيكَ نسيمٌ

يُنعِشُ الزَّهرَ ، يثير العندليبا

شِعرُكَ الفيَّاض مـــــازال حُسَام

يقتل الخوفَ الذي يَغشى القلوبا

كلما أنشَـــــدَه المنــشِدُ لاقى

فيه صوتَ الحق يَستَحْيي الشُّعوبا

يعرف الأقصى قوافيك جيوش

طالما شَنَّت على الباغي الحروبا

وترى غَزَّةُ في شعرك روح

من وفاءٍ لم تَزَل تَغْشَى الدُّروبا

يصبح الشعر مع الإيمان جَيْش

يَردَعُ الطغيانَ عنا والخُطوبا

يهزم الوَهْمَ الذي يُتلفُ عَقل

والأكاذيبَ التي تطوي القلوبا

أيُّها الرَّاحِلُ عنا في طريقٍ

مَنْ مَشَى فيها مُحَالٌ أن يَؤُوبا

قد وَكلنا مَنْ فقدناهم جميع

لإلهٍ غافرٍ يمحو الذنُوبا

هكذا الإنسانُ في الدنيا شُروقٌ

ساعةَ الميلاد يَسْتدعي الغروبا

يا ابنَ بارودٍ لك الدعوةُ مني

دَعوةٌ تَستَمْطِرُ الغيث السَّكُوبا

جَعَلَ اللهُ لكَ القبرَ ضياءً

روضةٌ تَمنحُك الغُصْنَ الرَّطيبا

وحَباكَ الأنسَ في قبرك حتى

يُصبِحَ القبرُ لكَ البيتَ الرَّحيبا

إنَّما الإنسانُ جُزءٌ من أخيه

حينما يُصْبِحُ في الله حبيبا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 06:59 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










هذيان صمت



نعم ، رقصتْ حروفكِ في مدَاري

وجَاءَتني نهَاراً في النَّهارِ

كذلكَ تنْشُرُ الكلِماتُ نوراً

إذا مُزِجَتْ بأحلامٍ كِبارِ

لقَدْ علَّمتُ صمْتي كيْفَ يهْذي

بأشواقي ويحفظ لي وقاري












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:00 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










الإبحار



أنَا البَحرُ و البحْرُ في خافقي

فهيَّا إلى خوضِهِ سابقي

أنَا البحرُ ، لا ملح في مائهِ

و لا فيه خوفٌ على العاشِقِ

و لا فيهِ موجٌ ولا لُجَّةٌ

و لا أثرٌ فيه من غارقِ

أنا البحرُ يسعَدُ منْ خاضهُ

على زورقِ اللَّهفة الواثِقِ

فهيَّا إلى البحْرِ هيَّا إلى

هدوئي ، إلى صمتي الناطِقِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:08 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










العصفورة الراحلة



أنت ياعصفورةً تشدو

على أغصـان حبــي

كيف مات الشَّدو ,بل كيف

سـطا البعـــد بقربـــي

كيف دحرجتِ صخور اليأس

حتى سُــدَّ دربــــي

كيف ترضين ضيـاع العمر

مــن ســربٍ لســرب ؟

كيف تنأين , ومافـي النَّأي

إلا كـــلّ كــــرب ؟

هوِّني عصفورتي ماعاد

ذو يـــأسٍ بكسب

يرحل المرتاب في دنيــاه

مـن خــطب لخــطب

فاملئي الدنـيــا بشدوٍ

وأميـــتي كـــلَّ رعـب

أينـما طــرتِ ستـلقـيني

..فـإن العــشَّ قــلبي












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:09 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










رؤية



ترى العينُ ما لا يريدُ الفؤادُ

ويبغي الفؤاد الذي لا ترى

يُريد الفؤاد مكان الثريَ

ولا تلمح العينُ إلا الثرى

ألا أيها القلبُ هذا زمانٌ

يُباع الكريمُ ولا يُشترى

أرى ربعك اليوم قد انكروك

ومن عادة الناس أن تنكرا

فإما الشعور بما يشعرون

وإلا فإيَاك أن تشعرا












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:09 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










أيها القانون



أيُّ حربٍ هذه أيُّ ضلالِ

ولماذا أغلقوا باب " المعالي "

حجبوا " الرَّحمة " و" الحكمة" عنَّ

و"صفا "و"الفجر" من بعد "وصالِ"

أغلقوا بوابة " الحافظ " فيه

من كتاب الله ما يتلوهُ تالِ

حرموا الناسَ من " النَّاس " وألْقو

با " الخليجية " في درب الزَّوال

أنذروا " المجْدَ " وهل ينذر مجد

مَنْ يُنادي بهدوءٍ واعتدالِ

ضايقونا في فضاء اللهِ حتَّى

ضاقت الأنفسُ من ضيقِ المجالِ

مالهم لمْ يُغلقوا باب انحرافٍ

في فضائياتِ عُهرٍ وانحلالِ ؟!

تركوا أصواتَ حقدٍ مذهبيٍّ

تَمْلأُ الآفاقَ شتْماً وتُغالي

وأبوا أنْ يتركوا أصواتَ خيرٍ

تُطربُ الآذانَ بالسِّحر الحلالِ

كيف يغتالونَ في الآفاقِ صوت

يُرشدُ النَّاسَ إلى خير الفِعالِ ؟!

و يُتيحونَ مجالاً لدَعَاوى

تجرف النَّاس إلى دربِ الضَّلالِ

أيُّها القانونُ أصبحتَ عجيب

في زماني ، ناطقاً عن سوءِ حالِ

تَحْجِبُ العَالِمَ و الشَّيخ وتُبقي

واهِماً منطقه ضَربُ مُحال

أيُّ عقلٍ يحجب الحقَّ اعتساف

أيُّ إرهابٍ وظُلْمٍ واختلالِ ؟!

لستَ قانوناً ، ولكن أنتَ حكمٌ

جائرٌ في كفِّ مذموم الخصالِ

صانكَ الأقوى ليبقى منكَ أقوى

وليحمي بكَ أشباه الرِّجالِ

قدْ رأيناكَ عنيفاً مُستبدّ

في فلسطين بدعم الاحتلالِ

ورأيناكَ غشوماً في عراقٍ

لم يذق منكَ سوى طعم الوبال

ورأيناكَ تُجاري مَنْ يُنادي

لفسادِ الفعلِ أو سوء المقالِ

ورأيناكَ تُحابي منْ يُعرِّي

في الفضائيلتِ ربَّاتِ الحجالِ

ورأيناكَ رأيناكَ كثير

لابساً ثوبَ التَّجنِّي و الخبَالِ

أيُّها القانونُ مازلْتَ تُرين

في مقاماتِ الهوى شرَّ مثالِ

أنتَ بيتٌ عنكبوتيٌّ ضعيفٌ

يتلاشى واهناً قبل اكتمالِ

أنتَ مثْلُ الذّئبِ لا يحكم إل

باعتداءٍ وافتراسٍ واغتيالِ

أيُّها القانونُ إن كنتَ ستبقى

رافعاً راية زورٍ واحتيالِ

فسنلقاكَ بدرعٍ من يقينٍ

وسهامٍ من دعاءٍ وابتهال

كن كما شئتَ فإنَّا قد رفعن

راية الحقِّ وإنَّا لا نبالي

وعْيُنا أكبر من دعواكَ إنَّ

نستمدُّ العَونَ من ربِّ الجلالِ

خاسرٌ و الله من يلقى يقين

بظنونٍ ، وصلاحا بضلالِ












حنين الأشواق 17 - 1 - 2022 07:10 PM

رد: ديوان و نبذه عن عبدالرحمن العشماوي
 










موقف وصول الرسول للمدينة



لحن شعري في فؤادي رتع

و إلى بُستان حبِّي اندَفَعا

و حصانُ الشَّوقِ أرْخيتُ له

حَبْله ، فازداد شوقا وسعى

هذه طيبةُ ، يا ريحَ الصِّب

عندها صقرُ الأماني وقفَا

هذهِ طيبةُ ، حبٌّ صادقٌ

ويقينٌ ، في رُباها اجتمعا

روضةٌ أزهارُها ضاحكةٌ

و الشَّذا في لا بَتَيها سطعَا

طلع الهادي عليها ، مثلم

طَلَع البدرُ فأصغى ودَعَا

يا رُبا طيبةَ يا نبع الرِّض

يا هُدىً في كلِّ أُفقٍ لمعا

جاءكِ الهادي فيا بشرى وي

فرحَ المنبَعِ لمَّا نبعا

أبصرَ الأُفق رُؤاها فانتشى

وترامى حُلُماً واتَّسعا

وصفا وجهُ قباءٍ حينم

بان ركْبُ المصطفى وارتفعا

طلع البدر فيا روعتهُ

في دُجى الظَّلْماءِ لمَّا طَلَعا













الساعة الآن 06:16 AM

جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010


SEO by vBSEO