شبكة همس الشوق - لا تخنق نفسك

لا تخنق نفسك

هناك كلمات لها مثل وقْع الخنجر على القلب، قد تصدر من قريب أو من بعيد
وقد تكون بقصد أو بغير قصد، ثم تجد أنها تغلي في نفس صاحبها
وتتأجج، ويشعر معها بالاختناق، وهنا يحتاج المرء لأن ينفّس عن نفسه قبل أن ينفجر.
التنفيس هو حل مثالي لمثل هذا الأمر لذا تجد أن قدر الضغط، عندما ينضج الطعام فيه
يبدأ بالتنفيس وكذلك المرء منا يحتاج لأن يزيح جزءًا من ثقل هذا الأمر عن كاهله
ويكون ذلك بالتحدث إلى مَن ترتاح له نفسه وتشعر معه بالثقة.
فلنعلم أننا أرواح تسكن أجسادًا فليس بالضرورة عندما نكون متعافين جسديًّا أننا كذلك نفسيًّا
فكمْ من جروح لم يطمرها الوقت وكمْ من الآلام ما زالت تئن، فالحديث عما يألمنا أول طرق الاستشفاء،
ومثاله أن تحل عقدة من عُقد خيط التف عليك فتشعر معه بالراحة
وهو كذلك كنسمة الهواء التي تدخل إلى رئتيك بعد أن تشعر بالاختناق
فلا تخنق نفسك بكبت مشاعر دفينة فهي ليست إلا كجبل ثلجي، يحتاج إلى حرارة بسيطة ليذوب ويتلاشى.
ومما لا شك فيه أن هناك طرقًا معينة على التنفيس ومنها عدم التدقيق أصلًا على بعض الكلمات والمواقف
وأن نجعل لنا قائمة إهمال نضع فيها بعضًا من مواقف الحياة العابرة ونفرغها بين حين وآخر
لكي لا تضيق بما تحويه فيصعب علينا ملؤها كلما احتجنا إلى ذلك، ومن الطرق المعينة كذلك
تجنب الأشخاص الذين يتعمدون إغاظتنا وإذا تكررت مواقفهم فعلاج ذلك
أن يتم إيقافهم عند حدهم، فذلك كفيل بمعالجة نزف جراحنا
ومن ذلك إحاطة أنفسنا بالإيجابيين من الناس فبقدر ما تكون حياتك مليئة بالإيجابيات
بقدر ما تكون المواقف المؤثرة بسيطة ويسهل التعامل معها
لأنها لا تأخذ حيزا كبيرًا من حياتنا المليئة بالإيجابيات والمواقف السعيدة.

قال إليا أبو ماضي:

أحكم الناس في الحياة أناسا

عللوها فأحسنوا التعليل

فتمتع بالصبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظل رأسك هم

قصر البحث فيه كيلا يطولا

تأليف عبدالله العزمان