![]() |
غيض من فيض يروي أن رجلاً قصد صديق له لحاجة إليه فدخل عليه فرحب به أجمل ترحيب ، وأجلسه إلى جانبه ، وبات ليلته عنده ، وبعد تناول وجبة العشاء جلسا يتسامران . وفي صباح اليوم التالي أحضر له فطوره وتناولا معاً الطعام ، وقبل توديعه ، سأله صاحب البيت : أولك حاجة تريد أن أقضيها لك ؟ فأجابه : نعم ، لقد اقترضت مبلغاً من المال من أحد المرابين ، وقد أثقل كاهلي ، واقترب موعد تسليمه ، والمبلغ ليس متيسراً عليّ ، فسأله صديقه عن حجم المبلغ المديون به ، فأجاب الرجل : مائة دينار ، فقام الصديق ودخل البيت ، وجلب له مائتي دينار وسلمه إياها . ففرح الرجل وشكر صديقه ، ولما عدَ المبلغ ووجده بهذا القدر ، استغرب وقال : هذا المبلغ أكثر مما طلبته منك ، ولا حاجة لي بالمبلغ المتبقي . وبينما هو يعد المبلغ بغرض إرجاع الزائد عن حاجته من المال الذي طلبه ، أمسك الصديق بيد الرجل وقال له : أرجعه وضعه في جيبك ، فوالله هذا غيض من فيض ، أي أن هذا المبلغ الذي أعطيتك إياه ، ما هو إلا قليل من كثير ، وذهب قوله مثلاً يضرب للكريم الذي ينفق قليلاً من كثير . ثم اتسع استخدام المثّل فصار يضرب على من يتحدث ويدخل في تفصيلات ، ويتشعب في حديثه فيشد المستمعين إليه ، مما يدعو إلى استغرابهم على ما يمتلكه من قدرة على الحديث ، واتساع في المعلومات ويشار إليه بأن ما يمتلكه هذا المتحدث ، ما هو إلا غيض من فيض ، تشبيهاً بماء البحر في حالة المّد ، فإن ما يخرج منه من ماء ، قياساً مع ماءه الحقيقي ، ما هو إلا قليل جداً. |
رد: غيض من فيض الله يعطيك العافيه على مجهودك الرائع |
رد: غيض من فيض - تووفه الحربي أسعدني مرورك الجميل ~ |
رد: غيض من فيض عواافي ع السرد جلباً منك وطبتم خيراً |
رد: غيض من فيض :208:طبتِ و طابت أوقاتك غاليتي بكلّ خير ما أجمل سردكِ هنا, فيه من السّلاسة و الانسيابية و الأهمّ, العبرة التي تطرّقتِ لها فيها من الجمال و العطاء الكثير. لا خلا و لا عدم من عطائك.:208: |
الساعة الآن 09:33 AM |
جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.