العدل اساس الملك
يروى ان عمرو بن العاص رضي الله عنه
عندما ولاه امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مصر
امر بهدم كوخ لامرأة عجوز حتى يبني مسجدا
فبعثت تلك المرأة كتابا لامير المؤمنين تخبره بما فعله واليه على مصر ببيتها وقصتها
فبعث امير المؤمنين كتابا لعمر كلمات قليلة كتبها على عظم ((يا عَمرأكِسرى أعدل منا ))
ما حكاية هذه المقولة لنرى احداث القصة
في ايام الجاهلية ذهب عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص الى بلاد فارس فاعجب ابن كسرى بفرسيهما وكانت من الخيول العربية الاصيلة
فاخذهما عنوة منهما
فقال احدهما للاخر يقال ان كسرى رجل عادل لنذهب اليه ونخبره بامرنا
علم ابنه انهما في طريقهما الى ابيه ليشتكيان اليه عليه
فاوصى الترجمان ان يغير كلامهما ويترجم لابيه عكس ما يقولون
فحضرا اليه واخبراه بالقصة لكن الترجمان لم يترجم الحقيقة
احس كسرى من خلال كلامهما وما يظهر من علامات في وجوههم غير ما يقول الترجمان
فامهلهم لليوم الثاني وهم في ضيافته وباتا عنده
وفي اليوم التالي غير كسرى ترجمانه
وناداهما واشار اليهما ان يتكلما بقصتهما وامرهما فاخبراه وترجم له الترجمان الجديد الحقيقة
فاكرمهما وابقاهم في ضيافته
وفي الصباح رد عليهم خيولهم وحملهم بالهدايا الثمينة
وركب كل واحد فرسه وانطلقا
لم تنتهي الحكاية بعد
لكن الاكثر من ذلك كله
وجدا ابن كسرى مشنوقا ومعلقا على باب القصر
عندما وصل كتاب امير المؤمنين الى عمرو بن العاص رضوان الله عليهم
تذكر الامر
واحضر المراة العجوز وبنى لها قصرا بجانب قصره واكرمها وجعل لها خدما يخدمونها واعطاها مالا ايضا
************************************************** *******
انه العدل نفتقر في زماننا كثيرا الى مثلك يا ابا حفص
فاي مقارنة بك وبمن ملك بعدك
تخشى على الرعية اكثر مما تخشى على نفسك
وتسهر على امن الناس وراحتهم
اتاك رسول كسرى ليسأل عنك
وظن انك تقيم في قصر منيف
بين يديك الخدم والحشم والجنود وشدة الحراسة
واثوابة مطرزة بالحرير والفضة والذهب
اتى الى رجل راقد تحت الشجرة يستظل بظلها ويتوسد نعاله وبردته وثوبه قد رقعت رقعا كثيرة
فقال اين امير المؤمنين عمر
فقال انا عمر
تفضل سل ما شئت
فتعجب كثيرا مما راه وكان يسمع كثيرا عن عدل عمر رضي الله عنه
وقال عدلت فامنت فنمت
وقد خلد الشاعر حافظ ابراهيم هذه القصة في ابيات شعرية قال في اخرها
أمنت لما اقمت العدل بينهم *******فنمت فيهم قرير العين هانيها
رحمك الله يا ابا حفص
وجمعنا بك مع الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم
في اعلى جنان الخلد