دعوة صادقة من القلب
من القلب بإمكانها تغيير قوانين الكون
زكريا أحسن الظنَّ في ربِّه، وقال بيقين:
﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾
[مريم: 4]
فكانت النتيجة أنْ تغيَّرت قوانين الكون
مِنْ أجله لدعوته الصادقة
فالزوجة عاقرٌ انقطع رجاؤها
في الإنجاب لعلة جسدية متأصِّلة فيها
ولعوامل الكِبَر التي طرأتْ عليها
والرجل بلَغ من الكِبَرِ عتيًّا
حتى اشتعل رأسُه شيبًا
ووهَن منه العَظْمُ
الذي هو أقوى ما في جسم الإنسان
وآخر ما يَضعُف في الجسد
وصار في سِنٍّ
يستحيل فيها منطقيًّا أن يُنجِب
مع كل ذلك
تأتيه البُشْرى
وهو ما زال في محرابه
يتنفَّس رحيقَ الأملِ
وتسري دِماءُ اليقين
وحُسْن الظنِّ
في عروقه الطاهرة
﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى ﴾
[مريم: 7]
مهما بدَتْ أحلامُكَ صعبةَ المنال
فدعوةٌ صادقةٌ من القلب تدعوها
وأنت ساجدٌ في جوف الليل
يُمكن أنْ تُغيِّر قوانين الكون من أجلك
فربُّك كريمٌ واسعُ العطاء
يحبُّ أن يسمع دعاءك الخفي
وأنْ يرى حُسْن ظنِّك فيه
فاجعَل دعاءك قويًّا
واحرِص أن يكون خفيًّا
وردِّد دومًا بيقين
﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾
[مريم: 4]
ثق بربِّك وتمسَّك بحبال الأمل
تُزْهِر حياتُك أرْوَع الخيرات.