حين يؤمنُ القلب بكرم الله ولطفه
لن يسمح وقتها لليأس بأن يتسلل إلى نفسه،
مهما بدت الأشياء من حوله مظلمة
ومهما بدت الطرق موحشة.
إن لكل منا معركته الخاصة،
ودربه الخاص الذي يسير به في هذه الحياة.
ولم تكن ملامح السلام التي نتصنعها
لتعبر عن صدق ما نحمله يوماً
إلا أن المؤمن القوي هو من يختار أن يتجاوز العقبات
مهما بدت مؤلمة وصعبة،
ويملك القدرة على المقاومة حين يؤمن بواهب القوة؛
فيستعين به في كل حين وكل وقت
حتى وإن بدت الأسباب مستحيلة
فإن نوراً داخل قلبه يتلألأ ليخبره بأن
"ولا تيأسوا من رّوح الله".
فيؤمن بأن الأشياء والأشخاص من حوله
إنما هي خلق من خلق الله؛ يسخّره لمن يشاء
وأن أيّ أذية إنما هي تربية جديدة لقلبه،
ليعي دروساً جديدة يكمل بها الطريق إليه
فلا يهمه منهم شيء، سوى أنه يستقبل القادم بحسن ظن بالله
وثقة بأنه رب الخير لا يأتي إلا به،
فيعلم أن الخير منه وحده فينير في قلبه ما أظلم،
وتستقبل نفسه الحياة بصدر منشرح.
ما سمعت يوماً نصيحة أصدق من قول أحدهم:
"دع الخلق للخالق، واعمل على تزكية قلبك،
تطيب لك الحياة، وتأتيك راغمة"