دعوة للإنضمام لأسرتنا
عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لشبكة همس الشوق أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا .. لذا نرجوا منك ملئ النموذج التالي من فضلك

اسم العضو
كلمة السر تأكيد كلمة السر البريد الإلكتروني تأكيد البريد الإلكتروني

تاريخ الميلاد:    
هل انت موافق على قوانين المنتدى؟

 

 

         :: حديثي لقلبي (آخر رد :حنين الأشواق)       :: قصيدة زمزم الغلا ومناقيش الزمن (آخر رد :حنين الأشواق)       :: تاهت عني أوراقي (آخر رد :سمير العباسي)       :: سلسلة اعلام المسلمين الامام الحافظ عبدالله بن نافع الزبيري (آخر رد :حنين الأشواق)       :: شخصيات من بلادي السياسي والمؤرخ حسين امين (آخر رد :حنين الأشواق)       :: تاريخ السلالات في التاريخ 17 الهاشميون في الاردن (آخر رد :حنين الأشواق)       :: سلسلة التعريف بسور القران الكريم سورة التكاثر (آخر رد :حنين الأشواق)       :: تفسير اسماء الله الحسنى الحق (آخر رد :حنين الأشواق)       :: هاك يو غير مسجل المطوّر (آخر رد :حنين الأشواق)       :: الكشري المصري من مطبخ الشيف سمير العباسي (آخر رد :سمير العباسي)       :: حكم التقشير الكيميائي للجلد (آخر رد :حنين الأشواق)       :: حكم تيمم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل المكياج (آخر رد :حنين الأشواق)       :: إن ربي لطيف لما يشاء (آخر رد :حنين الأشواق)       :: كيف تعظم الله تبارك وتعالى (آخر رد :حنين الأشواق)       :: مفارش سرير فاخرة (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: اروع تصاميم طاولات طعام انيقة وعصرية (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: تصاميم مطابخ أنيقة (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: حفرت اسمك بقلبي حبيبي (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: تدري معك مفتاح قلبي و أنت من فوقه أمير (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: أناقتك في بساطتك (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي الهولندية ضد حرب غزة (آخر رد :حنين الأشواق)       :: لماذا هبت دول عربية وتركيا لمساعدة سوريا (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: شريط الإهداءات المتقدم بدون رفع ملفات (آخر رد :حنين الأشواق)       :: حضور ملأ المكان بشذى الورود وعبق الزهور سمير العباسي مبروك الألفية الخامسة (آخر رد :سمير العباسي)       :: افضل واهم الاماكن السياحية في اسطنبول (آخر رد :حنين الأشواق)       :: اجمل المناطق والانشطة السياحية في بولندا (آخر رد :حنين الأشواق)       :: افضل الاماكن السياحية الجذابة في امستردام (آخر رد :حنين الأشواق)       :: بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوها العطر الجزء الثالث (آخر رد :حنين الأشواق)       :: من مواضيع العضو بجميع مميزات الان بالجيل الثالث (آخر رد :حنين الأشواق)       :: قالب الرد المطور بشكل ثاني تعريب team (آخر رد :حنين الأشواق)       :: قصيدةجاء دوركم (آخر رد :حمدفهد)       :: واليوم كل قام يصلخ ويذبح (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: نساء مجرمات في التاريخ 10 هبه سليم (آخر رد :حنين الأشواق)       :: سيرة الخلفاء العباسيين 12 المستعين (آخر رد :حنين الأشواق)       :: سيرة الخلفاء الامويين 11 ابراهيم بن الوليد (آخر رد :حنين الأشواق)       :: قصص الانبياء ادريس عليه السلام (آخر رد :سمير العباسي)       :: غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة ذات الرقاع (آخر رد :سمير العباسي)       :: سلسلة مساجد العراق جامع مرجان في بغداد (آخر رد :سمير العباسي)       :: جعل الافتراضي للخيارات عند نقل الموضوع بدون إعادة توجيه إلى هذا المنتدى (آخر رد :سمير العباسي)       :: شرح مفصل وحصري للمبتدئين في المنتديات (آخر رد :مشاعر الكون)       :: للتميز عنوان وعنوانه سمير العباسي مبروك الألفية الرابعة (آخر رد :عيونها لك)       :: إياكم والظلم والشح (آخر رد :تووفه الحربي)       :: نهى عن كل مسكر ومفتر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: أنقذوا بقايا ضمائركم (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ما حكم دفن النساء والرجال في عين واحدة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ما حكم عمل الأربعين للميت (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ما يقال عند المرور بمقابر المسلمين (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سراديب الهوى (آخر رد :عاشق الكتابة)       :: الطاغية (آخر رد :سمير العباسي)       :: الابتسـامة (آخر رد :سمير العباسي)       :: تيشيرت صيفي أنيق بأكمام قصيرة للشباب (آخر رد :حنين الأشواق)       :: أماكن تمر بها (آخر رد :تووفه الحربي)       :: ولنا في الخيال حياة وألفية تعانق السماء ناطق العبيدي مبروك الالفية السادسة (آخر رد :تووفه الحربي)       :: سمير العباسي كل الحضور في وجودك يبتدي وكل الالفيات في وصولك تختلف مبروك الالفيه 3000 (آخر رد :تووفه الحربي)       :: كيفية تربية الطفل المسلم (آخر رد :حنين الأشواق)       :: نصائح في تربية الاولاد الذكور (آخر رد :حنين الأشواق)       :: تربية المراهقين في الاسلام (آخر رد :حنين الأشواق)       :: اهمية رعاية الابناء في الاسلام (آخر رد :حنين الأشواق)       :: مفهوم رعاية الحقوق في الاسلام (آخر رد :تووفه الحربي)       :: حل مشكله يجب أن تضع للبعض سمعات قبل إعطائها إلى (آخر رد :تووفه الحربي)       :: أقبلوا أيها العافين عن الناس (آخر رد :تووفه الحربي)       :: فوائد من حديث أبقيت لهم الله ورسوله (آخر رد :سمير العباسي)       :: فوائد من حديث المرأة البغي والكلب (آخر رد :سمير العباسي)       :: كنوز ربانية في العشر من ذي الحجة (آخر رد :سمير العباسي)       :: الحج أشهر معلومات (آخر رد :سمير العباسي)       :: لاتغرك الدنيا الفانية (آخر رد :سمير العباسي)       :: قصيدة قاف الفخر نسل السهول (آخر رد :حمدفهد)       :: قصيدة سليل الطيب والمهابة مجاراة بين شاعرين (آخر رد :عيونها لك)       :: الأضحية بين النحر الهمجي والهدي النبوي (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: الحج عبادة العمر (آخر رد :حنين الأشواق)       :: خير أيام الدنيا..!! (آخر رد :حنين الأشواق)       :: لا شي صعب بالحياة (آخر رد :سمير العباسي)       :: هناك شي في أعماقك (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: اللهم ارزقنا شكرها (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: هاك حركة جميلة نضعها في لوحة تحكم العضو (آخر رد :حنين الأشواق)       :: قوانين وضوابط قسم المقالات (آخر رد :حنين الأشواق)       :: هاك عرض رسائل الزوار للاعضاء عن طريق لوحه الملف الشخصى للمدير (آخر رد :حنين الأشواق)       :: ألا تفتخر (آخر رد :تووفه الحربي)       :: الوان المجموعات المتقدم بالوان المحفورة (آخر رد :حنين الأشواق)       :: رقم عضويتك بريدك المسجل لديناكود رائع تحت بيانات العضو (آخر رد :حنين الأشواق)       :: تهنئه للاخ سمير العباسي وصوله الالفيه الثانية (آخر رد :سمير العباسي)       :: قوانين وضوابط قسم الخواطر (آخر رد :عيونها لك)       :: الصعود إلى القاع (آخر رد :سمير العباسي)       :: كيف نكتب الخاطرة (آخر رد :عيونها لك)       :: كيف نكتب المقالة (آخر رد :سمير العباسي)       :: خاطرة مؤلمة (آخر رد :همس الشوق)       :: سيرة الصحابية الجليلة 19 معاذة بنت عبدالله (آخر رد :سمير العباسي)       :: سيرة الصحابي الجليل 22 المستورد بن شداد (آخر رد :سمير العباسي)       :: تفسير ايات سورة البقرة (آخر رد :سمير العباسي)       :: سلسلة الاخلاق الاسلامية 18 اماطة الاذى (آخر رد :حنين الأشواق)       :: هاك تقليل إستهلاك نقل البيانات الباندويث وتحسين أداء المنتدى مفيد (آخر رد :حنين الأشواق)       :: قصص من التراث العراقي الف ليلة وليلة علاء الدين ج1 (آخر رد :حنين الأشواق)       :: سيرة التابعي الجليل الامام البخاري (آخر رد :حنين الأشواق)       :: معركة بلينهايم بين القوات البريطانية والفرنسية (آخر رد :حنين الأشواق)       :: هاك السماح بعدد مواضيع معينه فى اقسام معينه (آخر رد :حنين الأشواق)       :: هاك الحلم v 2.6 للتحكم الكامل بالمواضيع والملف الشخصي (آخر رد :حنين الأشواق)       :: الأعضاء الذين تواجدوا خلال (آخر رد :حنين الأشواق)       :: ياويل قلبي منك ياكثر ما أغليك (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: انت اجمل شئ ب الدنيا احبه (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: حلول عملية لتجنب الخلافات حول المصاريف المالية (آخر رد :تووفه الحربي)      

 

 
   
{ اعلانات شبكة همس الشوق ) ~
 
 
 
   
فَعاليِات شبَكة همَس الشُوقِ
 
 
Elegant Rose - Double Heart
 غير مسجل  : بصفتك أحد ركائز المنتدى وأعضائه الفاعلين ، يسر الإدارة أن تتقدم لك بالشكر الجزيل على جهودك الرائعه .. وتأمل منك فضلاً لا أمراً المشاركة في أغلب الأقسام وتشجيع كافة الأعضاء بالردود عليهم والتفاعل معهم بقدر المستطاع . ( بكم نرتقي . غير مسجل  . وبكم نتطور ) همس الشوق

اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا !


الملاحظات

مع تحيات : همس الشوق


نفحات اسلاميه كل ما يخص عقيدتنا الاسلاميه وديننا الحنيف من اهل الكتاب والسنه

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات سمير العباسي
اللقب
المشاركات 6633
النقاط 5600
بيانات همس الشوق
اللقب
المشاركات 7823
النقاط 16814

إنشاء موضوع جديد   

بحث حول الموضوع انشر علي FaceBook انشر علي twitter
العوده للصفحه الرئيسيه للمنتدى انشاء موضوع جديد ردود اليوم احكام غسل الجنابة ذم الحسد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10 - 2 - 2022, 06:10 AM
نور غير متواجد حالياً
Egypt     Female
مشاهدة أوسمتي
 عضويتي » 879
 جيت فيذا » 17 - 9 - 2021
 آخر حضور » 15 - 5 - 2022 (01:11 AM)
 فترةالاقامة » 1370يوم
 المستوى » $15 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
  النشاط اليومي » 0.19
مواضيعي » 75
الردود » 192
عددمشاركاتي » 267
نقاطي التقييم » 724
 ابحث عن » مواضيعي ردودي
تلقيت إعجاب » 0
الاعجابات المرسلة » 0
 الاقامه » القاهرة
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتى الحبيبهEgypt
جنسي  »  Male
العمر  » سنة
الحالة الاجتماعية  » اعزب
 التقييم » نور is a splendid one to beholdنور is a splendid one to beholdنور is a splendid one to beholdنور is a splendid one to beholdنور is a splendid one to beholdنور is a splendid one to beholdنور is a splendid one to behold
مشروبى المفضل  » مشروبى المفضل 7up
الشوكولاته المفضله  » الشوكولاته المفضله baunty
قناتك المفضلة  » قناتك المفضلةNGA
ناديك المفضل  » ناديك المفضلahli
سبارتي المفضله  » سبارتي المفضلهBentley
 
افتراضي كيف ترق القلوب

Facebook Twitter
ملاحظة هامة لقراء الموضوع ♥ غير مسجل ♥
قبل قراءتك للموضوع نود إبلاغك بأنه قد يحتوي الموضوع على عبارات او صور لا تناسب البعض
فإن كنت من الأعضاء التي لا تعجبهم هذه المواضيع .. وتستاء من قرائتها .. فنقدم لك
باسم إدارة الشبكة وكاتب الموضوع .. الأسف الشديد .. ونتمنى منك عدم قراءة الموضوع
وفي حال قرائتك للموضوع .. نتمنى منك ان رغبت بكتابة رد
أن تبتعد بردودك عن السخرية والشتائم .. فهذا قد يعرضك للطرد أو لحذف مشاركتك
إدارة شبكة ( همس الشوق )

 





كيــف تـــرق القلـــــوب
الحمد لله علام الغيوب. الحمد لله الذي تطمئن بذكره القلوب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز مطلوب وأشرف مرغوب.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الذي أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا.
صلوات الله وسلامه وبركاته عليه إلى يوم الدين، وعلى جميع من سار على نهجه وأتبع سبيله إلى يوم الدين…….أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في الله:
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها، منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران،
وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان.
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر.
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل.
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى.
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى.
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعُدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى.
القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق.
القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق.
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟
ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟
من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فتجد العبد أقسى ما يكون قلبا،
ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه.
حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب.
فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة
بعد أن كان غظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه.
إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه
في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره.
أحبتي في الله:
إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل وأعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى.
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله، فقال سبحانه:
(فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله).
ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله عز وجل، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى.
لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا؟
كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل، وليا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدِعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى،
لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا.
ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحالها غريب.
تارة تقبل على الخير، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله.
لو سئلت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت، ولو سئلت أن تبذل النفس في سبيل الله لضّحت.
إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته.
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى، لحظات القسوة، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه،
ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله.
وللرقة أسباب، وللقسوة أسباب :
ولكن الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب.
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى.
ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل، وكان وقّافا عند حدود الله.
لن تأتيه الآية من كتاب الله، ويأتيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال:
(سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير).
فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه،
إلا وجدته إلى الخير سباقا، وعن الشر مِحجاما.
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى، أن يعرف العبد ربه.
أن يعرفه، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب.
يذكره الصباح والمساء بذلك الرب العظيم.
وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم.
ويذكره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى.
فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
والعكس بالعكس، فما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل،
وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله.
حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله، وأيئس ما يكون من روح الله والعياذ بالله لمكان الجهل بالله.
فلما جهل الله جرأ على حدوده، وجرأ على محارمه، ولم يعرف إلا ليلا ونهارا وفسوقا وفجورا،
هذا الذي يعرفه من حياته، وهذا الذي يُعده هدفا في وجوده ومستقبله.
لذلك – أحبتي في الله – المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب، ولذلك كل ما وجدت الإنسان يديم العبرة،
يديم التفكر في ملكوت الله، كلما وجدت قلبه فيهرقة، وكلما وجدت قلبه في خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى.
السبب الثاني:
الذي يكسر القلوب ويرققها، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب،
النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب،النظر في كتاب وصفه الله بقوله:
(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير).
ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع،
والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها، تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى،
وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته.
فما قرأ عبد القرآن وما استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قرأتها
والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى:
(كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله،
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد).
هذا القرآن عجيب، بعض الصحابة تُليت عليه بعض آيات القرآن فنقلته من الوثنية إلى التوحيد،
ومن الشرك بالله إلى عبادة رب الأرباب سبحانه وتعالى في آيات يسيرة.
هذا القرآن موعظة رب العالمين وكلام إله الأولين والآخرين، ما قرأه عبد إلا تيسرت له الهداية بقراءته، ولذلك قال الله في كتابه:
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
هل هناك من يريد الذكرى ؟
هل هناك من يريد العظة الكاملة والموعظة السامية ؟… هذا كتابنا.
لذلك – أحبتي في الله- ما أدمن قلب، ولا أدمن عبد على تلاوة القرآن،
وجعل القرآن معه إذا لم يكن حافظا يتلوه آناء الليل وآناء النهار إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
السبب الثالث:
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر.
أن يتذكر أن لكل بداية نهاية، وأنه ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فانٍ وأنها غرور حائل دعاه – والله –
ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه.
ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله.
ولذلك لن تجد إنسان يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر،
إذ يرى فيها الآباء والأمهات والإخوان والأخوات، والأصحاب والأحباب، والإخوان والخلان.
يرى منازلهم ويتذكر أنه قريبا سيكونون جيران بعضهم لبعض قد انقطع التزاور بينهم مع الجيرة.
وأنهم قد يتدانى القبران وبينهما كما بين السماء والأرض نعيما وجحيما.
ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها إلا رق قلبهمن خشية الله تبارك وتعالى.
ولا وقف على شفير قبر فراءه محفورا فهيأ نفسه أن لو كان صاحب ذلك القبر،
ولا وقف على شفير قبر فرى صاحبه يدلى فيه فسأل نفسه على ماذا يغلق ؟
وعلى من يُغلق ؟
وعلى أي شيء يُغلق؟
أيغلق على مطيع أم عاصي ؟
أيغلق على جحيم أم على نعيم ؟
فلا إله إلا الله هو العالم بأحوالهم وهو الحكم العدل الذي يفصل بينهم.
ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى،
وأقبل على الله إلى الله تبارك وتعالى إقبال صدق وإنابة وإخبات.
أحبتي في الله:
أعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله.
ومن أعظم أسباب القسوة: بعد الجهل بالله تبارك وتعالى:
الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها.
وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها، فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب والعياذ بالله تبارك وتعالى،
إذ اشتغل العبد بالأخذ والبيع، واشتغل أيضا بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة، سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى.
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق، فديننا ليس دين رهبانية،
ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى، ولم يحل بيننا وبين الطيبات.
ولكن رويداً رويدا فأقدار قد سبق بها القلم، وأرزاق قد قضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر.
يأخذها برفق ورضىعن الله تبارك وتعالى في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه سرعان ما توضع له البركة،
ويُكفى فتنة القسوة، نسأل الله العافية منها.
فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا، وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا،
يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتالصلوات .
يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات.
ولكن لا تُأخذ هذه الدنيا عليهم، لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها، فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب.
والدنيا شُعب، الدنيا شُعب ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه يلهج إلى ربه:
ربي نجني من فتنة هذه الدنيا، فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده،
ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل، وعندها تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في أى واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله.
هذا العبد الذي نسي ربه، وأقبل على هذه الدنيا مجلا لها مكرما، فعظّم ما لا يستحق التعظيم،
واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى، فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب.
ومن أسباب قسوة القلوب:
بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته.
ولذلك ما ألِف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى،
ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه في الله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى،
جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مصلحا قد جعل الآخرة نصب عينيه.
لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر،
وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك.
اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك.
اللهم إنا نسألك الْسِنَة تلهج بشكرك.
اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
………………………………………….
أخي الحبيب – رعاك الله
لا نقصد من نشر هذه المادة القرأة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب، بل نآمل منك تفاعلا أكثر من خلال
- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.
- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب.
- الأستاذان من الشيخ لتبني طباعتها ككتيب يكون صدقة جارية لك إلى قيام الساعة.
أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب.
من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم.
منقول





الحمد لله علام الغيوب. الحمد لله الذي تطمئن بذكره القلوب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز مطلوب وأشرف مرغوب.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الذي أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا.
صلوات الله وسلامه وبركاته عليه إلى يوم الدين، وعلى جميع من سار على نهجه وأتبع سبيله إلى يوم الدين…….أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في الله:
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها، منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران،
وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان.
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر.
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل.
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى.
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى.
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعُدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى.
القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق.
القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق.
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟
ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟
من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فتجد العبد أقسى ما يكون قلبا،
ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه.
حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب.
فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة
بعد أن كان غظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه.
إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه
في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره.
أحبتي في الله:
إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل وأعظم منها، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى.
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله، فقال سبحانه:
(فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله).
ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله عز وجل، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى.
لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا؟
كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل، وليا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدِعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى،
لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا.
ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحالها غريب.
تارة تقبل على الخير، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله.
لو سئلت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت، ولو سئلت أن تبذل النفس في سبيل الله لضّحت.
إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته.
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى، لحظات القسوة، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه،
ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله.
وللرقة أسباب، وللقسوة أسباب :
ولكن الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب.
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى.
ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل، وكان وقّافا عند حدود الله.
لن تأتيه الآية من كتاب الله، ويأتيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال:
(سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير).
فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه،
إلا وجدته إلى الخير سباقا، وعن الشر مِحجاما.
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى، أن يعرف العبد ربه.
أن يعرفه، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب.
يذكره الصباح والمساء بذلك الرب العظيم.
وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم.
ويذكره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى.
فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
والعكس بالعكس، فما وجدت قلبا قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل،
وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله.
حتى إنك تجد بعض العصاة أقنط ما يكون من رحمة الله، وأيئس ما يكون من روح الله والعياذ بالله لمكان الجهل بالله.
فلما جهل الله جرأ على حدوده، وجرأ على محارمه، ولم يعرف إلا ليلا ونهارا وفسوقا وفجورا،
هذا الذي يعرفه من حياته، وهذا الذي يُعده هدفا في وجوده ومستقبله.
لذلك – أحبتي في الله – المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب، ولذلك كل ما وجدت الإنسان يديم العبرة،
يديم التفكر في ملكوت الله، كلما وجدت قلبه فيهرقة، وكلما وجدت قلبه في خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى.
السبب الثاني:
الذي يكسر القلوب ويرققها، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب،
النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب،النظر في كتاب وصفه الله بقوله:
(كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير).
ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع،
والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها، تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى،
وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته.
فما قرأ عبد القرآن وما استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قرأتها
والتأمل فيها رقيقا قد اقشعر قلبه واقشعر جلده من خشية الله تبارك وتعالى:
(كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله،
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد).
هذا القرآن عجيب، بعض الصحابة تُليت عليه بعض آيات القرآن فنقلته من الوثنية إلى التوحيد،
ومن الشرك بالله إلى عبادة رب الأرباب سبحانه وتعالى في آيات يسيرة.
هذا القرآن موعظة رب العالمين وكلام إله الأولين والآخرين، ما قرأه عبد إلا تيسرت له الهداية بقراءته، ولذلك قال الله في كتابه:
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).
هل هناك من يريد الذكرى ؟
هل هناك من يريد العظة الكاملة والموعظة السامية ؟… هذا كتابنا.
لذلك – أحبتي في الله- ما أدمن قلب، ولا أدمن عبد على تلاوة القرآن،
وجعل القرآن معه إذا لم يكن حافظا يتلوه آناء الليل وآناء النهار إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى.
السبب الثالث:
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى تذكر الآخرة، أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر.
أن يتذكر أن لكل بداية نهاية، وأنه ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فانٍ وأنها غرور حائل دعاه – والله –
ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه.
ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله.
ولذلك لن تجد إنسان يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر،
إذ يرى فيها الآباء والأمهات والإخوان والأخوات، والأصحاب والأحباب، والإخوان والخلان.
يرى منازلهم ويتذكر أنه قريبا سيكونون جيران بعضهم لبعض قد انقطع التزاور بينهم مع الجيرة.
وأنهم قد يتدانى القبران وبينهما كما بين السماء والأرض نعيما وجحيما.
ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها إلا رق قلبهمن خشية الله تبارك وتعالى.
ولا وقف على شفير قبر فراءه محفورا فهيأ نفسه أن لو كان صاحب ذلك القبر،
ولا وقف على شفير قبر فرى صاحبه يدلى فيه فسأل نفسه على ماذا يغلق ؟
وعلى من يُغلق ؟
وعلى أي شيء يُغلق؟
أيغلق على مطيع أم عاصي ؟
أيغلق على جحيم أم على نعيم ؟
فلا إله إلا الله هو العالم بأحوالهم وهو الحكم العدل الذي يفصل بينهم.
ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى،
وأقبل على الله إلى الله تبارك وتعالى إقبال صدق وإنابة وإخبات.
أحبتي في الله:
أعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله.
ومن أعظم أسباب القسوة: بعد الجهل بالله تبارك وتعالى:
الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها.
وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها، فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب والعياذ بالله تبارك وتعالى،
إذ اشتغل العبد بالأخذ والبيع، واشتغل أيضا بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة، سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى.
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق، فديننا ليس دين رهبانية،
ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى، ولم يحل بيننا وبين الطيبات.
ولكن رويداً رويدا فأقدار قد سبق بها القلم، وأرزاق قد قضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر.
يأخذها برفق ورضىعن الله تبارك وتعالى في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه سرعان ما توضع له البركة،
ويُكفى فتنة القسوة، نسأل الله العافية منها.
فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا، وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا،
يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتالصلوات .
يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات.
ولكن لا تُأخذ هذه الدنيا عليهم، لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها، فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب.
والدنيا شُعب، الدنيا شُعب ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه يلهج إلى ربه:
ربي نجني من فتنة هذه الدنيا، فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده،
ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل، وعندها تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في أى واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله.
هذا العبد الذي نسي ربه، وأقبل على هذه الدنيا مجلا لها مكرما، فعظّم ما لا يستحق التعظيم،
واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى، فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب.
ومن أسباب قسوة القلوب:
بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته.
ولذلك ما ألِف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى،
ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه في الله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى،
جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مصلحا قد جعل الآخرة نصب عينيه.
لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر،
وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك.
اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك.
اللهم إنا نسألك الْسِنَة تلهج بشكرك.
اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
………………………………………….
أخي الحبيب – رعاك الله
لا نقصد من نشر هذه المادة القرأة فقط أو حفظها في جهاز الحاسب، بل نآمل منك تفاعلا أكثر من خلال
- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.
- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب.
- الأستاذان من الشيخ لتبني طباعتها ككتيب يكون صدقة جارية لك إلى قيام الساعة.
أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب.
من خلال اقتراحاتك وتوجيهاتك لأخيك يمكن أن تساهم في هذا العمل الجليل.
اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم.


الموضوع الأصلي : كيف ترق القلوب || الكاتب : نور || المصدر : شبكة همس الشوق


 




 توقيع : نور


رد مع اقتباس

رسالة لكل زوار منتديات شبكة همس الشوق

عزيزي الزائر أتمنى انك استفدت من الموضوع ولكن من اجل  منتديات شبكة همس الشوق  يرجاء ذكر المصدرعند نقلك لموضوع ويمكنك التسجيل معنا والمشاركة معنا والنقاش في كافه المواضيع الجاده اذا رغبت في ذالك فانا لا ادعوك للتسجيل بل ادعوك للإبداع معنا . للتسجيل اضغظ هنا .

إنشاء موضوع جديد   

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القلـــــوب, تـــرق, كيــف

جديد منتدى نفحات اسلاميه

كيف ترق القلوب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الأعضاء الذين قاموا بتقييم هذا الموضوع : 0
لم يقوم أحد بتقييم هذا الموضوع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه لموضوع: كيف ترق القلوب لموضوع: كيف ترق القلوب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ترف القلوب تووفه الحربي همس الشعر و الشيلات الصوتيه 2 3 - 6 - 2023 05:01 AM
عسل القلوب حنين الأشواق همس المواضيع العامة 2 2 - 10 - 2021 03:28 AM
إن القلوب شمعة حب همس المواضيع العامة 9 13 - 1 - 2020 09:36 PM
سوق القلوب همسه الشوق همس المواضيع العامة 10 30 - 1 - 2016 05:04 AM
كسب القلوب ولا كسر القلوب سجات التهاويل همس الصوتيات و المرئيات الإسلامية 5 25 - 10 - 2013 12:45 AM

Google Pagerank mérés, keresőoptimalizálás

 

{ إلا صلاتي   )
   
||

الساعة الآن 01:07 PM



جميع الحقوق محفوظه للمنتدى
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

SEO by vBSEO