ليلة زفاف دامية جدااا.. "مريم العذراء مع وقف التنفيذ". مريم هذه الفتاة التي حُكم عليها بالزواج من شاب يوصف بأنه متعلم ، بل جاهل ،انه وحش ؛
يحمل جسد وسيم لبني آدم ،له عينان زرقاوان تنقلبان الى بحر يتسع لملايين الاسماك
المفترسة عندما جحظ بهما امام ذهول المصيبة.
عندما اكتشف كما يقول ان هذه الفتاة "امرأة" بكل معنى الكلمة من ناحيته فهو يمارس
حقه الشرعي مع عروسه دون دلالة شرف وانهال عليها بالضرب المبرِّح حتى ادمى فمها
واسنانها وانهمر الدم الاحمر على ثوب نوم عرسها الابيض وخضبت شراشف السرير والوسائد
ولم يشفق عليها احد.
وعندما تساءل كل من بالخارج عن سبب الصياح ، خرج لهم بكل رجولة الرجال المفترسة
وقال :
]هي زانية .. هي باغية .. هي دنيئة ، واخذ يصفها بكل
وقاحة ولم يجزعه منظر الام التي ما برحت ان أُغمي عليها .. وعندما افاقت رأت حولها
دائرة من رجال ونساء كثيرون ،يحملون نظرات التحقير والتوبيخ والتصغير .. وكل منهم
يحلل الموضوع على هواه .
لم تجبهم الام الا بكلمة واحدة .."ابنتي شريفة".
ولم يبقَ في تلك الغرفة المظلمة الا جسد مجروح اثخنته الجراح وسكن بلا حراك ..
ومرآة واحدة تتكسر ؟! .. انها نفسية الفتاة الضائعة وحق لها ان تتكسر من بشاعة ما
تتلقى وتعكس من اشعة صارخة؟!
وترتفع الاصوات وهي لاتسمع ولكنها تري افواه عميقة وشعورٌ بأنها النهاية.
وكأن الذباب اجتمع على قطعة من الحلوى المكشوفة وقد كان بإمكان هؤلاء الراقصين بعنف
على هذا الجرح ان يكونوا اكثر حكمة.
وانتهت المسامرة في ليلة زفاف سوداء .. انتهت الى الذهاب الى طبيب لإثبات ذلك ..
ولكم ان تتخيلوا منظر الفتاة وهي تجر قدميها لركوب السيارة امام من ينظرون اليها من
النوافذ و "البلكونات" والابواب ، وكل انسان له لون مميز .. وكل قصة يضاف اليها
الوان من البهارات الشرقية.
وافاقت الفتاة على صوت زغاريد الام التي ظل قلبها مكسوراً بقية العمر من الحادثة
الكئيبة بمرض المّ بقلبها الاخضر .. وجاء تقرير الطبيب الذي قال ان "الغشاء مطاطي"
، حملته الفتاة كشهادة جامعية عُلِقت امام العشائر التي اجتمعت لرد الشرفية .. وكان
التداول بينهم يحمل الاسف من اهل العريس والاعتذار والتأنيب من اهل العروس .
لكن المفاجأة ان العروس جرت قدميها لتقف امام الرجال وتقول صارخة :
اريد الطلاق .. اما الطلاق واما الموت.
وبعد استنكارات طويلة ومماطلات كثيرة وتأسفات ودموع .. انتهت مأساة الجهل بمأساة
اجتماعية.
لكنني سأحطم الاشواق ولن يقتلع الشوك إلا يداي .. ولن تكون الدماء إلا حافزاً
لاستمرار حياتي بشكل سليم ، رغم الاغلال والقيود الاجتماعية .
فسوف يظهر فجر يوم جديد مليئاً بالنسائم ، وتظل هذه العقبة في حياتي هي قصة القدر
وحكمة الله ، وسأرضى حتى ولو مجبرة النفس .
... هذا زخر كلام كان للفتاة قبل ان تستمر في مشوار الحياة ، وهبت نفسها لكل اطفال
العالم من رياض اطفال واقارب حتى ان الكل احبها .
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
عبرة لكل الشباب والشابات
آخر تعديل نظرهـ خجولهـ يوم
12 - 2 - 2012 في 02:33 PM.